منذ فترة ليست بالقصيرة يُمكن قيدها في عام تقريباً، أصرّ ويُصرّ أهلي تعز على أخذ مكانه في الواجهة الرئيسة للمشهد الكروي؛ ايجاباً وسلباً أيضاً. جاءت عودة فريق أهلي تعز مجدداً إلى دوري الدرجة الأولى لكرة القدم لتفرض نفسها على الاهتمام الإعلامي، لكنه قبل ذلك تصدر واجهة المشهد الكروي من خلال أحداث شغب بغض النظر عن أسبابها ومبرراتها كان تعامل الاتحاد العام للعبة مع الأمر فيه من الإجحاف الشيء الكثير. ظن كثيرون أن أهلي تعز سيعمل على الإعداد الجيد لخوض غمار دوري الدرجة الأولى بعد العودة الحميدة؛ فوجئ الجميع بصراع إداري مدمر تدخل فيه حابل هذا ونابل ذاك بخلاف عمل نافخ الكير!، بدلاً من عملية بناء ترسي (مداميك)قوية للنادي الذي كان وما زال العمود الفقري لرياضة تعز بفعل جماهيريته الهادرة فيها. لكن تدخل الجمعية العمومية في الوقت الضروري كان له الأثر الحاسم في حسم المسألة، وهو أمر تناولناه - هنا- في وقت سابق مع الدعوة إلى العمل على توفير استقرار إداري (جاد)يساعد فريق الكرة ليؤدي ما هو مطلوب منه في الدوري كما ينبغي. بانتهاء الجولة الثالثة من الدوري لم يكن أحد (يلتفت)إلى حصاد الفرق في ظل البدايات السيئة لمعظمها ومستوياتها الباهتة باستثناء الشعلة الذي حقق العلامة الرقمية الكاملة دون أن يختلف عن باقي أقرانه في المستوى، لكن بانتهاء الجولة الرابعة (عاد)أهلي تعز الى واجهة المشهد الكروي من خلال فوز كان مهماً للغاية وغير متوقع أيضاً إن شئنا الدقة. كان أهلي تعز الوافد الجديد في ضيافة الفريق الكبير أهلي صنعاء بخلاف كون الأخير حامل اللقب. بانتهاء المباراة أتضح أن الكبير هو أهلي تعز: حقق فوزاً مستحقاً خارج قواعده بهدفين مقابل هدف. حقق أسرع هدف حتى الآن. كان ذلك في الدقيقة الأولى من المباراة. حقق أعلى نسبة حضور جماهيري لفريق يلعب خارج ملعبه. سجل مهاجمه الشاب أمجد منصور هدفي اللقاء وبهما تصدر ترتيب الهدافين برصيد أربعة أهداف. هل يعني كل ما جاء بعاليه "شيئاً ما" لدى أهلاوية تعز، بحيث يمكننا القول أن (العودة الحقيقة)الى واجهة المشهد الكروي إنما بدأت الآن، أو أن التصدر هذا يُمكن لاحقاً أن يأتي من باب آخر كما جاء بعاليه؟ في اعتقادي أن المباراة القادمة ستشهد حضوراً جماهيرياً غير مسبوق لجماهير أهلي تعز عطفاً على نتيجة اللقاء السابق، غير أن ذلك لن يكون مبرراً كافياً للاستمرار في تصدر المشهد الكروي حتى نهايته؛ وجود استقرار إداري (يكبر)فوق التفاصيل الصغيرة هو المطلوب حتى يُعزز الروح المتوثبة للاعبي الفريق الذين أثبتوا أن في جعبتهم ما زال هناك الكثير من المفاجآت.