ثمة خطوات مشحونة بالآمال والطموحات الكبيرة بدأت تباشيرها مؤخراً في محافظة أبين من خلال التحرك الذي بدأه محافظها محمد صالح شملان الذي لم يمض على تعيينه أكثر من أربعة أشهر حتى تمكن في أواخر العام الفائت 2007م مع وزير الإدارة المحلية الأستاذ عبدالقادر هلال من تقديم مصفوفة الاحتياجات الأساسية من المشروعات الخدمية والانمائية لمحافظة أبين في الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء الذي ناقشها ووجه الوزراء المختصين بدراستها واعتمادها كل في مجال اختصاصه بالتنسيق مع المحافظ الذي زاد المجلس أن فوضه صلاحيات التنقلات وتوزيع القوى العاملة. واللافت أن اتجاه الحكومة لإحداث حراك تنموي جديد لمحافظة أبين واتخاذ قرار انشاء جامعة ابين وكلية المجتمع خلال العام الحالي الجديد 2008م جاءت كترجمة للتوجيهات الرئاسية لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وتعبيراً عن اهتمامه بالمحافظة التي كانت وستبقى تبادله الوفاء بالوفاء والأرجح أن قيادة المحافظة قد احسنت الاستفادة من زيارة الرئيس للمحافظة حيث اختزل المحافظ شملان كلمته بايجاز احتياجات المحافظة ومطالبها الملحة بالأرقام والتي منحها الرئيس كل الحرص والاهتمام ووجه الحكومة بمراجعتها واعتماد تنفيذها وهو ماحدث قبل أيام. والحاصل أن هذه التوجهات تأتي في رسالة الحكومة الموجهة إلى قيادة المحاففظة التي تتعلق بتهيئة المحافظة لاستقبال العيد الوطني ال19 لقيام الوحدة المباركة العام المقبل 2009م وكل ذلك يتزامن مع الأعمال المتسارعة لإقامة مشاريع ومنشآت رياضية ضخمة في إطار التجهيزات الشاملة لبطولة خليجي 20 التي تعد أبين أحد المحاور الأساسية لاحتفال المشهد الرياضي لهذه البطولة ومنها اقامة الاستاد الرياضي بمواصفات عالمية إضافة إلى منشآت رياضية كبرى. والثابت أن المحافظ كان قد أعلن عن موافقة الحكومة على انشاء مدينة سكنية ومدينة رياضية ولسانين بحريين تتواكب مع المشاريع الصناعية الخاصة بالاسمنت من خط باتيس التي من الأرجح أن تصدر مصانع اسمنت باتيس انتاجها من الاسمنت عبر هذه الموانئ المقرر تدشين الأعمال الانشائية فيها في غضون الأسابيع المقبلة اضافة إلى رغبة أهالي مديريات يافع السفلى الثلاث بتنفيذ المشروع الأبرز المتمثل بسفلتة طريق باتيس رصد بتمويل من دولة قطر الشقيقة الذي فتحت مناقصته قبل أيام فضلاً عن مشروع الربط الكهربائي من المحطة الرئيسة جعار لمديريات لودر ومكيراس ومودية والوضيع ومشروع سد حسان الكبير ومجاري زنجبار وجعار اضافة إلى انتقال مقر المحافظة إلى المجمع الحكومي الجديد في منتصف العام الحالي 2008م والذي شيد بأرقى المواصفات العالية ووصفه فخامة الرئيس بأنه أفضل المباني على مستوى محافظات الجمهورية. وأمام هذه الآمال والطموحات العريضة التي يتطلع إليها أبناء أبين فإنهم يضعون ثقتهم بفخامة الرئيس الصالح الذي شملهم بكل الرعاية في سنوات العهد الوحدوي كتعويض عن الماضي المليء بالآلام والمآسي والحرمان والظلم الذي لحق بهذه المحافظة الباسلة وأبنائها الوطنيين الشرفاء في عقود الحكم الشمولي الشطري. هذه الأحلام التي تنتظرها ابين المحافظة الهامة والرقم الصعب في المعادلة الوطنية والمواقف الجسورة التي دونها التاريخ كمآثر مشرقة لرجالاتها تبدو الطريق ممهدة أمام تحقيقها إذا ما وجدت المناخات الملائمة واصطفاف الجهود الشعبية واستشعار مسئولي المحافظة لمسئولياتهم الوطنية تجاه الناس وترجمة الجهود التي تبذلها الدولة والحكومة وقيادة المحافظة لاخراج ابين من التخلف إلى فضاءات التنمية الشاملة والتقدم والازدهار.