ضمن حملتها لمناصرة معتقلي جوانتنامو، نظمت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات «هود» بتعز أمس وبالتعاون مع المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع «NODS» واتحاد نساء اليمن فرع تعز ندوة تعتبر مستهلاً لفعاليات الحملة بعنوان.. «معتقلو جوانتنامو ومعاناتهم بين القانون الدولي والمسؤولية الوطنية».. والحملة التي تقودها «هود» تحت شعار «أطلقوا سراحهم» تهدف إلى تسليط الضوء على قضية اليمنيين في سجون «جوانتنامو» و«باجرام» وغيرها من السجون السرية الأمريكية وإبراز معاناتهم.. بالإضافة إلى التعاون مع الحكومة اليمنية للقيام بواجبها تجاه مواطنيها المعتقلين والمطالبة بسرعة الإفراج عنهم.. كلمات بدأت الندوة بكلمة الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات «هود» ألقاها توفيق الشعبي الذي أكد تواصل فعاليات الهيئة تضامناً مع المعتقلين في جوانتنامو ولإطلاق سراحهم، وقال : إن هذه الحملة هي امتداد للحملة التي بدأتها «هود» في صنعاء في بداية يناير الماضي، وارتأينا مواصلة الحملة للدفاع عن المعتقلين ومع أسرهم، مؤكداً تواصل الحملات حتى يصل صوت المظلومين إلى الجهات المختصة ويتم إطلاق السجناء وإغلاق المعتقل.. وأشار الشعبي إلى أن اليمن تأتي أولاً في عدد الجنسيات المعتقلة في السجن من بين جميع الدول التي لديها معتقلون ، حيث يصل عدد اليمنيين المعتقلين إلى نحو 102 معتقل.. منهم ثلاثون معتقلاً من محافظة تعز وحدها.. وأضاف.. ولذلك فإننا نشد على أيدي الجميع لتضافر الجهود لإيصال صوت المعتقلين إلى مسامع كل من يهمه الأمر. وتساءل الشعبي من مقولات البعض عن جدوى الحملة في ظل وجود قضايا مجتمعية ومعيشية أجدى من قضية المعتقلين .. مجيباً بقوله :إن مايعانيه أهالي وأسر المعتقلين هو ضعف أي معاناة معيشية أخرى، فالأمر فيه جانب انساني أكبر بكثير وأجدى من أي جانب آخر.. وفعاليتنا تأتي تضامناً مع هذه الأسر انطلاقاً من استشعارنا بقدر الألم الذي تعانيه تلك الأسر. لأسر المعتقلين كلمة أسر المعتقلين كانت حاضرة بصورة نادرة في فعالية الأمس، هذا ماأكده محمد فرحان الذي ألقى كلمة أسر المعتقلين ذاكراً أن سبب عدم حضور ذوي وأهالي المسجونين هو بسبب تخوفهم من نعتهم بصفة الإرهاب أو ماشاكلها من نعوت ! ووصف محمد فرحان قصة أخيه الذي ذهب إلى باكستان للعلاج بسبب قصور السمع والبصر في أذنه وعينه اليسرى، فكانت باكستان هي وجهة القدر، حين هاجمت الولايات المتحدة أفغانستان والمناطق الحدودية الباكستانية في فترة علاج أخيه فيها، حيث اعتقل من قبل المخابرات الباكستانية التي سلمته بمبلغ خمسة آلاف دولار للمخابرات الأمريكية التي رحلته إلى معتقلها اللانساني جوانتنامو.. ذلك المعتقل الذي لايصلح لعيش الحيوانات ناهيك عن الإنسان. كما ألقيت كلمة عن المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع «NODS» ألقاها معاذ الصوفي الذي أكد أهمية الفعالية في تحريك السكون المطبق على مجتمعنا في المطالبة بإخوانهم المعتقلين.. داعياً الحكومة بإبداء رغبتها باستقبال أبناء الوطن وإعطاء ضمانة كافية للأمريكيين للإفراج عن اليمنيين المعتقلين واستقبالهم. بين يدي الندوة استهل الجانب العلمي من الندوة الدكتور محمد الدرة عميد كلية الحقوق بجامعة تعز بورقة عمل بعنوان «الضمانات القانونية لمعتقلي جوانتنامو» ابتدأها بالتضاد الظاهر في السياسة الأمريكية من حيث إدعائها بالمساواة وحقوق الانسان وتطبيق القوانين الدولية الانسانية ثم هي تناقض كل تلك الادعاءات بأفعالها الإجرامية وضربها عرض الحائط بكل الاتفاقيات والأعراف الدولية !! من خلال فضائحها السياسية والانسانية في سجون أبو غريب في العراق وجوانتنامو وباغرام انطلاقاً من سياستها القائمة على نشر الهيمنة في أصقاع الأرض.. وتحدث الدكتور الدرة عن الضمانات القانونية للمتهمين بالإرهاب، باعتبار أن الإرهاب مصطلح غير مضبوط، وعزفت الدول والسياسيون على وتر الإرهاب لتبرير أفعالهم وجرائمهم.. كما تحدث عن الشرعية الجنائية وقواعد المشروعية الدولية التي تطورت منذ منتصف القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية التي أبرمت حينها عدداً من الاتفاقات الدولية القانونية كانت الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة الممتنعة عن التوقيع على معظمها. وانطلاقاً من قواعد المشروعية الدولية كان من حق الدول ألا تفرط بتلك الحقوق وحقوق معتقليها ومتهميها تحت وطأة التزاماتها الدولية. كما تطرق إلى مواضيع ضمانات ماقبل المحاكمة حيث اهتمت التشريعات بوضع ارتباطاتها والتزاماتها في هذا الشأن.. وكذا اجراءات استجواب المتهمين والتحقيق معهم. وقال الدكتور الدرة: إن المتهم يجب أن يحاكم محاكمة وجاهية بحضور محام والتقيد بالوصف الاتهامي وتدوين كل مجريات جلسات المحاكمة. وخرج عميد كلية الحقوق من ورقته المقدمة بعدة توصيات منها.. يجب ألا يصمت أهالي المعتقلين أو من ينوبون عنهم، وأن تتم الملاحقة القانونية عمن أخلوا بحقوق المعتقلين. - يجب مطالبة مجلس الأمن وأوبك بتحديد عقوبات اقتصادية على الولايات المتحدة. - جعل قضية المعتقلين قضية رأي عام. - نصب الخيام أمم مقر الأمم المتحدة بصنعاء. - الحقيقة التي لامرية فيها هي أن الذل الذي نحن فيه هي بسبب ذنوبنا ومعاصينا، فعلينا اصلاح أنفسنا أولاً والمطالبة بحقوقنا فنحن أقوياء من الداخل. مناورات قانونية من جانبه قال الدكتور أحمد الحميدي في ورقته «معتقل جوانتنامو في ضوء القانون الدولي» إن الولايات المتحدة لم تجد لها مسوغاً قانونياً يبرر اعتقالها للسجناء المتواجدين في جوانتنامو أو حتى وجود المعتقل برمته.. فإذا كانت تدعي أن المعتقلين هم أسرى حرب فطبقاً للقانون الدولي فإن الأسرى يطلقون من حبسهم بمجرد انتهاء الحرب وهو مالم تفعله الولايات المتحدة، فاضطرت للادعاء بأنهم جنود مرتزقة، والقانون الدولي يعرف المرتزق بأنه جندي يتقاضى مالاً مقابل القتال وهذا أيضاً لا ينطبق على معتقلي جوانتنامو حيث أن غالبيتهم انطلقوا للدفاع عن افغانستان من منطلق ديني بذلوا من أجله أموالاً خاصة بهم بغض النظر عن صحة معتقدهم إلا أنهم لم يكونوا مرتزقة بحال. وحالياً فالولايات المتحدة تعيش ضغطاً رهيباً من قبل العالم الإنساني بالكف عن المعاملات التي يشهدها جوانتنامو والتي تعتبر أسوأ معاملة شهدها التاريخ على مر العصور.. وطالب الدكتور الحميدي المجتمع المدني بكثيف الضغط الإنساني على الحكومات حتى تستجيب وتنقل مطالبها إلى العالم. سعاد العبسي مديرة اتحاد نساء اليمن بتعز قدمت ورقة عمل بعنوان «دور المجتمع المدني تجاه المعتقلين في جوانتنامو».