في الشارع الخلفي لإحدى البنايات وقف يراقب إحدى النوافذ بحرص شديد يبحث عن شيء التقط بضعة حصوات صغيرة ..قذف زجاج تلك النافذة دون فائدة ،التقط حجراً كبيراً بحجم قبضة يده و رماه بقوة ..تهشمت ألواح الزجاج لكنه لم يرَ أحداً . الوجه البائس نفسه عاد إلى منزله , و في الطريق صادف صديقه ،الذي بادره بالسؤال : ما بك لماذا أنت حزين ؟ أخبره بأن الفتاة التي يحبها حبيسة الدار بسببه ، وعندما استفسر صديقه عن السبب أخبره أن أخاها رآهما يتحدثان أمام أحد المحلات بجانب منزلها فمنعها من الخروج و حبسها في الدار - سأله صديقه : و ماذا ستفعل الآن ؟ - سأنتظر حتى تستطيع الخروج لأطمئن عليها . - هل ضربها أخوها ؟ - لا أظن ذلك . بعد عدة أيام زاره صديقه بعد أن علم أنه لا يغادر داره . - فقال له : لماذا تحبس نفسك في الدار؟ ما الفائدة من الحزن عليها ؟ إنها لن تعود إليك . - فرد عليه : ماذا تقصد بلن تعود ؟ أنا أحبس نفسي في الدار لأنني السبب في عقابها أعاقب نفسي،هل فهمت ؟ - لماذا ألم تعلم ؟! - - ماذا أعلم ؟ - لقد توفيت منذ عدة أيام . - ماذا ؟!! كيف حدث هذا ؟ - أبلغوا الشرطة بأنهم وجدوها ميتة . استشاط غضباً و سأله باستغراب شديد : و ماذا قالت الشرطة ؟ - في البداية ظنوا أنها انتحرت لكن الطبيب الشرعي أكّد أنها قتلت . - قتلها أخوها ؟ - لا، قال الطبيب الشرعي أن أحدهم رماها بحجر في رأسها و هي نائمة فقتلها.