يهدد قرار الزوج باختيار زوجة ثانية كيان الأسرة ببقائه أو رسم خطوط نهايته سريعاً، ففي حين يجد الزوج أنه حق شرعي تصر الزوجة أنه خيانة غير متوقعة نسفت جهدها وصبرها بتقاسم الحلو والمر مع شريك العمر ورفيق الحياة. بعيداً عن تعقيدات أسباب اختيار زوجة ثانية واتهامات الزوجة بخيانة الزوج ونظرته لها بالتقصير نقترب من طرائف ردود فعل الزوجات ومبررات الأزواج في اختيار رفيقة جديدة وضرة مقاتلة قادمة بقوة لتهديد استقرار أسرة. الدعاء سراً أمة الرحمن (ربة منزل) تصف رد فعلها بدخول عروس زوجها الثانية إلى منزلها بإطلاق زغاريد مرتفعة أسمعت جيرانها وأعلنت عدم تعويلها على خطوة زوجها غير المتوقعة ولا تنسى أنها أخفت دموعها التي رفضت ادعاء الفرحة المبالغ فيها والتي أثارت غرابة الزوج بلا مبالاة زوجته على زواجه. فيما أعدت زوجة زيد (طالبة جامعية) هدية رقيقة لمنافستها (ضرتها) واستقبلتها بعقود الفل وباقات الزهور وبادرت بتقديمها للعروس المقتحمة كما تراها الزوجة الأولى ولا تنكر أنها كانت تدعو بفشل الزفاف وهي تلبس ضرتها وزوجها الفل لحظة دخولهما المنزل وأصرت على المكابرة.. وبعد أيام انهارت وعادت مع أطفالها الأربعة إلى منزل أهلها تاركة للعروس الجديدة فرصة التمتع بالمنزل وأملاك زوجها الذي أسهمت كثيراً في جمعه وأكثر في الدفاع عنه. أمان مؤقت وتكبدت أم توفيق «35 عاماً» آلامها واستقبلت زوجها ببهجة وتقبلت فرحته وبادرت باختيار أثاث منزلي أنيق له ولعروسه الجديدة التي اختارها.. وصمدت أم توفيق طويلاً أمامة لكي لا تفسد فرحته حتى المولودة الأولى حيث سارعت في شراء الملابس لطفلة زوجها برفقة منافستها وسريعاً ما تجاوزت الأمان المؤقت وقررت أن تبتعد عن زوجها عائدة إلى منزل أبيها تاركة ذكريات ثلاثة عشر عاماً مع الزوج الذي بالغ في إدلال الزوجة الجديدة. وتسبب زواج سالم أن تصاب زوجته بمرض السكر برغم عمرها المبكر (25عاماً) كرد فعل طبيعي حسب تعريفها واعتراض طبيعي على خطوة زوجها الوسيم. خطوات تبتعد عن رد الفعل الطريف إلى المبرر الأطرف في إقدام بعض الأزواج على اختيار أخرى تعلن من لحظة ارتباطها الأولى بالزوج حرباً منزلية معلنة وإقلاقاً أمنياً دائماً وحظر تجول عاطفي لا يمكن تجاهله للزوجة الأولى. حيث يبرر ناصر الشدادي الميكانيك بورشة سيارات زواجه بأخرى أن زواجه بدأ بتحدٍ بين أصدقائة دفعه إلى الزواج، حيث عرض أحد أصدقائة أخته للزواج من ناصر مقابل أن يصمد ناصر أمام انتقادات أهل زوجته الأولى نور.. ويضيف ناصر إنه بدافع (الكبر والتحدي) وافق على الزواج ليفاجأ أنه بشر بولادة صبي من نور التي أنارت حياته طوال ثمانية عشر عاماً. الانكسار المريح فيما أوضح محمد صالح (صاحب محل مبيدات) أن عناد زوجته وتحديها له باتخاذ خطوة الزواج من أخرى دفعة إلى الزواج على ابنة عمه، وكونه لا ينسجم مع الزوجة الجديدة لكنه يقر أن طبعها ومسالمتها وانكسارها كفيلان بإبقائها للتغلب على عناد زوجته التي تحسن وضعها وقلّ مستوى عنادها بعد زواجه. وتعتبر قمر علي أحمد «موجهة مادة الأحياء» أن الزواج بأخرى يعني النهاية بالنسبة لها، حيث لا تنسى معاناتها في بناء منزلها والصبر على فقر زوجها بعد أن خاضت معارك أسرية كبيرة لبيع نصيبها من إرث والدها والوقوف معه في محنته ومبادرته لاختيار أخرى يعني انهيار علاقتها به ولن تتردد في الانفصال عنه.. وبعد لحظات من التفكير في قراراها تتراجع قمر وتقول إن الانفصال عنه مستحيل مراعاة لأبنائها..؟! فيما تجد أفراح حسن «ربة بيت» أن مجرد التفكير أن يتزوج زوجها بأخرى يعني نهايته، فهي لن تتردد في قتله وحسب قولها هي لم تسهم في الكثير من تحمل المعاناة كونها مرفهة من بداية زواجها لكنها عانت من ويلات الخوف والترقب من الزواج الثاني في أسرتها ولن تسمح بتكرير المأساة في عشها الذهبي. ويعتبر ابراهيم الشاوش أنه لا يؤيد فكرة الزواج بثانية ولا يرفضها، حيث تحكم الظروف باتخاذ القرار ومفتوح لتغيرات الزمن واختيارات الوقت. ويعلق موظف التربية جبر صالح بأن المرأة تبالغ في حزنها كما تبالغ في ردود أفعالها حيال الأمور المختلفة فيكف إذا تزوج زوجها، وهو يعترف أن الفكرة مبعدة عن أزقة التفكير لديه خوفاً من زوجته ومعوقات الظروف..! جانب إحصائي فقير وتشير معطيات الواقع الإحصائي المحلي والعربي عن غياب رقمي عن أعداد الزيجات المتكررة للزوج ومدى القبول والرفض لدى الزوجة، وتختصر السطور إحصائيات متاحة في جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، حيث تشير الأرقام إلى الفشل الذريع للزواج الثاني في مصر، حيث بلغت نسبة الطلاق فيه إلى 60 في المائة رغم وجود أكثر من خمسة ملايين عانس.. في حين تؤكد الإحصائيات أن الزواج الثاني أكثر استقراراً في منطقة الخليج، ولم ينتهِ نهايات تعيسة حيث لم تتجاوز نسبة الطلاق فيه 25 في المئة. وأوضحت دراسة أعدتها عزة سيد نبيل الباحثة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية المصري أن ثمانمائة ألف امرأة وفتاة في المجتمع المصري قبلن الوضع كزوجة ثانية وثالثة ورابعة في بعض الأحيان. وألمحت الدراسة إلى أن (30في المائة) وافقن على هذا الاختيار كونهن بلغن سناً حرجة يصعب معها وجود فرصة ملائمة من رجل لم يسبق له الزواج. ولفتت إلى أن شبح العنوسة والاقتراب منها يتدخل في قرار (15 في المئة) من اللاتي وافقن على اختيار الترتيب الثاني في الزواج. ورشحت إحصائية حديثة صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري أن عدد الرجال المتزوجين من من أربع زوجات (3آلاف و242زوجاً) وعدد المتزوجين من ثلاث بلغ (8آلاف و250رجل)، بينما عدد المتزوجون باثنتين بلغ (151ألفاً و920زوجاً)، والمتزوجون من زوجة واحدة بلغ (10ملايين و13ألفاً) و380رجلاً). وكان استطلاع رأي سعودي غير رسمي أفاد أن أكثر من (38في المئة) من النساء السعوديات لا يمانعن من وجود ضرة، مرجعات قناعتهن إلى احترام رغبات أزواجهن في هذا الشأن. واستهدف الاستطلاع سؤال (8648 زوجة سعودية) عن ردود أفعال الزوجات السعوديات عند زواج أزواجهن بأخرى فأجابت 2081 سيدة يمثلن (24في المئة) أكدن أنهن سيطلبن الطلاق بينما أعلنت 1079(21في المئة) أنهن سيكتفين بالغضب فقط..؟! و3368 (39في المئة) أكدن أنهن لا يمانعن بصراحة من اختيار الزوج للزوجة الثانية. وأفاد الاستطلاع أن أزواج 2156سيدة (25في المئة) لديهم الجرأة للإقدام على اختيار زوجة أخرى. وقبل البعد عن طرائف رد الفعل ومبرراته نرصد توقعات يوم طويل لا ينتهي في حياة زوج متزوج باثنتين، حيث يسرد مكانيك السيارات الشدادي تفاصيل يومه المتعب والمضني مع زوجتيه قائلاً: 00 9 صباحاً: أبدأ يومي في التخلص من نظرات مراقبة زوجتيّ لالتفاتتي وابتسامتي وعلامات الرضا عن أي منهما. 0010 صباحاً: بعد التخلص من ملاحقة أنظارهن أبدأ في الاستماع إلى الطلبات التعجيزية لكلتيهما على حدة لاستهلاك ما أملك وترصد الرفض لأي طلب. 0012 ظهراً: عند الغداء.. انتظار النقد على المذاق والمدح لإحداهما يعني هماً مستقبلياً لكلمات جديدة ومبتكرة في اليوم التالي للأخرى. 00 4 عصراً: مسابقة الخروج.. واشتراط إيصالهن إلى أماكن المرح والترفيه حسب وجهة نظر كلتيهما. أخيراً 11 مساءً: يتتهي يومي مثقلاً بالتخلص من نظرات الرقابة وقياس سلوك المرح والشعور المحزن، وأحمد الله على مرور يوم هادئ بدون مشكلة مفتعلة لإقلاق هدوئي. وقبل النوم: أستعد بتجهيز ردود أفعالي ليوم تالٍ ينذر بفوضى منزلية مرتقبة لابد أن تحدث مهما تم تأخيرها أو تجاهلها.