مأساة إنسانية تواجهها شواطئنا بشكل يومي آتية من القرن الأفريقي عبارة عن مئات الصوماليين الذين يقذف بهم البحر باتجاه شواطئنا، وهي مأساة تتفاقم يوماً بعد يوم. فمنهم من تكتب له الأقدار الحياة، ومنهم من يقذف به الموت لينطبق عليه المثل الشعبي القائل: «يا هارب من الموت ياملاقي له».. فما حقيقة هذه المأساة في شواطئ بلادنا، وما هي الإجراءات الإنسانية التي تقدمها بلادنا، وما تتحمله بلادنا من أعباء دون التفات من المجتمع الدولي إزاء النزوح الصومالي إلى شواطئ اليمن..؟! هذا ما تحدث به العقيد حسن خميس البريكي مدير عام الهجرة والجوازات بمحافظة شبوة، حيث قال: مأساة إنسانية عدة تقارير رفعناها عن اللاجئين الصوماليين في العام 2001م وكذلك العام 2003م والعام 2006م وأطلعناه على المجلس المحلي، وهؤلاء لا يتعرضون للمشاكل في البحر، فقبل بضعة أشهر مات 170 نفراً وتم دفنهم، والسبب أن القراصنة يستخدمون القوة ضدهم لإنزالهم على مسافات بعيدة عن الساحل فيموت أغلبهم غرقاً والبعض الآخر تفترسه الأسماك المتوحشة، مع العلم أنهم يتجمعون قبل ذلك في بوصاصو، ويعد العام 2007م من أكثر الأعوام تدفقًا لهؤلاء النازحين المساكين. قراصنة خباث وأضاف في سياق حديثه قائلاً: المفوضية تستقبل هؤلاء اللاجئين وتأويهم في معسكر بئر علي، ويتم فيه فرزهم ثم يتم اتخاذ بقية الإجراءات ومن ثم نقلهم إلى معسكر خرز في محافظة لحج، وهناك البعض منهم يهربون للبحث عن لقمة العيش.. مع العلم أن ظروف بلادهم تحتم علينا العطف عليهم وإجارتهم، لكنني أؤكد هنا أن أولئك المهربين الخباث بلا أخلاق ولا مبادئ وكلهم صومال، وعلى مسافات بعيدة يقذفون بهم إلى قلب البحر، مع العلم أن هناك نساء وأطفالاً لا يستطيعون السباحة، بل إن أمواج البحر تهزم كل سباح ماهر. ويتقاضى المهربون منهم مبالغ كبيرة مقابل نقلهم، وتصل حمولة اللنش إلى أكثر من عشرين ألف دولار.. كما أنهم يحملون على متنه أكثر من طاقته، فأحياناً يأخذون أكثر من سبعين فرداً، وحين يتعرض اللنش للقليل من الغرق يضطر القبطان ورفاقه الأشداء لقذف النازحين إلى البحر حتى تتخفف الحمولة باعتبار الناس حمولة زائدة، ولا يهمهم سوى الفلوس.. وعندما تصل الجثث إلى الساحل يقوم الجميع بالعمل الإنساني بدفنهم في منطقة بالحاف. عمل إنساني واختتم حديثه بالقول: اليمن تقدر اللاجئين الصوماليين وتحترمهم، والعمل الإنساني شعار الجميع، والمفوضية السامية لشئون اللاجئين تقوم بعملها على الوجه المطلوب. أعداد هائلة أما المقدم هدار حسين غالب مدير إدارة التخطيط بأمن محافظة شبوة فقد تحدث قائلاً: بالنسبة للنازحين الصومال فهناك ساحل كبير يمتد لاحتضانهم وساحل جلعة هو الذي يستقبلهم بشكل خاص.. وقد بلغ خلال العام 2007م إجمالي عدد النازحين الصومال 9701 نازح صومالي موزعين إلى 7610 ذكور كبار و1928 إناثاً كباراً، وأحداث من الذين لم يتجاوزوا السن القانونية 91 ذكوراً و72 إناثاً، ويتم تجميعهم إلى معسكر الاستقبال في مديرية ميفعة، وبعدها يتم ترحيلهم عبر المفوضية إلى منطقة خرز في محافظة لحج.