ينجم مرض الالتهاب السحائي «التهاب الأغشية المحيطة بالمخ» من العدوى بالجراثيم السلبية أو ما تسمى «بالنيسريات السحائية» وتعد العامل الجرثومي الرئيس الذي يسبب التهاب السحايا في العالم وتتميز بعلامات مرضية عندما يصاب الإنسان به فجأة، حيث يصبح عند الإنسان المصاب حرارة عالية في جسمه «أي الحمى» وصداع شديد وغثيان وقي وتيبس في العنق كما قد يصاب بطفح جلدي حبري مع بقع وردية وقد يحدث أحياناً هذيان وسبات. وفي القرن العشرين الماضي وحتى قبله كانت معدلات الوفيات بين سكان العالم، تزيد عن 50% من الحالات المرضية ولكن حالياً مع التشخيص المبكر للمرض والعلاج بالأدوية الحديثة لم يعد معدل الوفيات يزيد عن «10%» ويبدأ هذا المرض دورته ونشاطه في الفصل الجاف، وينتهي في الفصل الممطر وأكثر المصابين بهذا المرض الأطفال وصغار البالغين دون المعالجة يموت 70% من حالات المرض أما بالمعالجة الصحيحة بالمضادات الحيوية فنسبة الوفيات تصبح قليلة وتكاد لا تذكر. إن هذا المرض قد يحدث بين مجموعة من سكان أي بلد في العالم وذلك نتيجة لعوامل تلوث البيئة وخاصة إذا توافرت بتلك البيئة تجمعات القمامة الجافة والسائلة والروائح النتنه الملوثة للهواء الذي يستنشقه الإنسان ليلاً ونهاراً. هذا كما تلعب العوامل المناخية دوراً مهماً في ارتفاع موجة مرض التهاب السحايا فأحياناً كمثال على ذلك قد تنتشر العدوى بالجفاف الصحراوي والعواصف الرملية ولكن بفضل الله عزوجل على عباده يتوقف وباء الالتهاب السحائي المعدي بشكل عام عند سقوط الأمطار وقد يزيد من الانخفاض في الرطوبة المطلقة وتزايد الغبار من شدة حدوث المرض لأن هذين العاملين الأخيرين يحدثان اتلاف الحائل المخاطي واتلاف المناعات للأغشية المخاطية في الانف والحنجرة مما يسمح للنيسريات السحائية بالهجوم على الدورة الدموية أو سرعة الانتقال من شخص لآخر بسهولة. ويمكن للشخص أن يقي نفسه منها بثلاثة طرق: 1 التطعيم بلقاح المكورات السحائية. 2 مجمل النيسريات السحائية في الانف أو الحنجرة. 3 مجمل جراثيم أخرى تنشط الأضداد ذات التفاعل المتصالب. وبالنسبة للإجراءات الوقائية فهي كالتالي: 1 تثقيف الناس بالارشاد الصحي بخصوص اصحاح البيئة والحفاظ على الصحة العامة. 2 منع الازدحام في اماكن الاسواق العامة والمواصلات واماكن العمل. 3 اعطاء التلقيح ضد المرض. 4 عزل المرضى في اقسام الامراض المعدية. 6 تطهير ادوات المريض وبيته الذي كان يقطن فيه عند وقوع المرض. 7 الكشف عن أسرة المريض ربما نكشف أن بقية الأسرة مصابة به وفي بداية ظهور المرض. 8 دراسة المخالطين وذلك بالزرع الروتيني لمسحات في الحلق والانف. 9 العلاج الروتيني بالمضادات الحيوية. 10 المحافظة على نظافة البيئة العامة.