يعد نجاح أول ولادة باستخدام تقنية تجميد الأجنة في الفئران عام 1972م ببريطانيا التي قام بها العالم البريطاني وتينكهام بداية اهتمام العلماء بتجميد الأمشاج «النطف والبيوض» والأجنة لما لها من أهمية في التكاثر وتحسين النوعية. وقد أعطت هذه التقنية نتائج جيدة عند تطبيقها على الحيوانات المختبرية إذ أدت إلى زيادة الإنتاج الحيواني، ثم أدخلت هذه التقنية في علاج العقم وعمليات أطفال الانابيب «أخصاب الأنابيب» في الإنسان حيث أجريت محاولات عديدة قام بها العلماء فتكللت بنجاح أول طفل أنبوب بشري بعد تجميد الأجنة وزرعها في الرحم سنة 1987م باستراليا. فوائد تجميد الأجنة في كثير من النساء اللواتي تجرى لهن عمليات طفل الأنبوب بعد استخدام الهرمونات المنشطة للمبايض يعطين عدد كبير من البيوض بعد سحبها من المبايض وقد يصل عدد هذه البيوض إلى عشرين بيضة. وبعد إخصاب هذه البيوض بنطف الزوج يتم الحصول على عدداً كبيراً من الأجنة قد يصل إلى عشرة أو أكثر، بينما العدد المتفق عليه عملياً والذي ينقل إلى رحم الزوجة ثلاثة أجنة وهنا لا يمكن إتلاف هذه الأجنة ولا يمكن نقلها إلى رحم الزوجة حيث قد يحصل حمل توائم متعددة وبالتالي تشكل الأجنة الفائضة، فإذا حملت الزوجة في المحاولة الأولى ونقصد بها الحمل بعد زرع الأجنة غير المجمدة فبعد الولادة بستة أشهر أو أكثر تستطيع الزوجة مراجعة مركز علاج العقم الذي تمت فيه عملية طفل الأنبوب وتجميد الأجنة لتتم زراعة أجنتها المجمدة بعد إزالة الثلج منها ويكون ذلك في دورة شهرية طبيعية دون اللجوء إلى استعمال الأدوية المنشطة للمبايض. وقد أكد العلماء المتخصصون في علاج العقم واطفال الانابيب البشرية على ضرورة تجميد الأجنة حيث اثبتت الدراسات العلمية إن نسبة نجاح عمليات إخصاب الانبوب في مراكز علاج العقم المتطورة تتراوح نسبتها بين «2530%». وهذا يعني وجود نسبة عالية من الأجهاضات المبكرة للأجنة بعد عمليات زرعها في الرحم ويرجع ذلك إلى أن أحد الأسباب وهو استعمال الأدوية الهرمونية المنشطة للمبايض بكثرة حيث تصل إلى «2030» إبرة أو اكثر وخلال فترة لا تتجاوز «1216» يوم بدءاً من ثاني ايام الدورة الشهرية وبالرغم من فوائد هذه الأدوية باحداث الأباضة المفرطة إلا إن لها تأثيراً سلبياً في الوظيفة الفسيولوجية للهرمونات التناسلية والتي تفرز بشكل طبيعي من الغدة النخامية والمبيض وبالتالي تؤثر سلبياً في وظيفة المبيض وقابلية الرحم على استقبال الأجنة المزروعة. لذا فأن تجميد الأجنة لمدة دورتين تناسليتين متتاليتين أو اكثر يعطى الفرصة لجسم الأنثى ليتخلص من التأثيرات السلبية لهذه الهرمونات على المبيض والرحم والغدة النخامية وخلالها يستطيع الجسم الرجوع للوضع الطبيعي وتعود تراكيز الهرمونات التناسلية إلى نسبتها الطبيعية وعندها تتم عملية زرع الأجنة بشكل طبيعي في رحم الزوجة بعد إزالة البلورات الثلجية عنها. فوائد تجميد البيوض إن النساء اللواتي يتم ادخالهن في برنامج «إخصاب الأنبوب» تكون المرأة جاهزة لسحب البيوض حيث تؤخذ النطف من الزوج ولكن في بعض الحالات قد يتعذر الزوج عن اعطاء النطف «السائل المنوي» لأسباب نفسية قاهرة ففي هذه الحالة تجميدها لمدة دورتين شهريتين ثم يزال عن البيوض الثلج وتدفأ وبعدها تلقح بنطف الزوج بعد أن يكون الزوج مهيأً ومستعداً نفسياً لاعطاء سائله المنوي وبعدها تتم عملية تلقيح البيوض وزرع الأجنة في رحم الزوجة. والحالة الأخرى أن بعض النساء مصابات بامراض مثل الامراض السرطانية وهذه الامراض تحتاج إلى علاج مرضها حسب قرار الطبيب المعالج فقد تخضع للعلاج بالاشعاع أو المواد الكيميائية وهذا يؤثر في وظيفة المبايض بشكل مباشر وقد يسبب تلفاً في المبايض لذا يجب سحب البيوض من الزوجة قبل تعاطي العلاج ومن ثم تجميد البيوض إلى أن يتم العلاج وتماثل الزوجة للشفاء التام حيث يتم اخراج البيوض من التجميد وتلقيحها بنطف الزوج وبعد تكوين الأجنة تزرع هذه الأجنة في رحم الزوجة. تجميد النطف بعض الازواج اللذين يعانون من قلة شديدة في عدد النطف وهنا يمكن أن يعطى المريض السائل المنوي لمرات عديدة وفي كل مرة يتم تجميد النطف وعندما يتوفر العدد الكافي منها تتم ازالة الثلج وتدفأ بطريقة خاصة فتكون جاهزة لعملية الحقن المجهري أو عمليات اخصاب الانبوب أو التلقيح الاصطناعي إذا كانت النطف جيدة الحركة وعددها كاف لاجراء مثل هذه العمليات. وهناك حالات الازواج المصابين باللانطفية «عدم وجود نطف بالسائل المنوي» بسبب انسداد القناة المنوية الذكرية أو فقدان وجود هذه القناة ففي هذه الحالة تكون النطف محصورة داخل الخصية ولا يوجد طريق للخروج وبذلك يكون السائل المنوي خالياً من النطف حيث يحتوي على افرازات الغدد التناسلية المساعدة وفي هذه الحالة تستخرج جزء من نسيج الخصية ويمكن أن تجمد أو تستخرج منها النطف لغرض تجميدها لكي تستخدم لاحقاً في عمليات الحقن المجهري لعلاج العقم. *أستاذ علم الأجنة المساعد جامعة تعز