أقنعها كل من حولها بالنسيان، وأن موت زوجها ليس نهاية العالم وأن بإمكانها البدء من جديد لتكوين مستقبل ترسم بيدها ملامحه بما شاءت من ألوان، وليكن مخاض ولادته من رحمها، الولد الذي حرمت منه، والزوج الذي فقدته. ضربت بهذيانهم عرض حائط حججهم الهشة، فضلت سكن ماضيها، ونعيم ذكرياته، جعلت منها جواهر تزين صدرها، ويعمي بريقها أبصارهم - حتى لايروها فيعيدون على مسامعها هذيانهم الذي شيعته إلى مثواه الأخير، ومعه أشلاء وردة خطت عليها: «إلى حبيبي حتى ألقاه.. لن يشم جدائلي أحد بعدك».