ممالاشك فيه أن التلفزيون أصبح وسيلة من وسائل الاتصال الجماعي وأصبح متواجداً في جميع المنازل وأصبح جمهوره يتزايد ويرجع ذلك للتنوع الكبير للبرامج المقدمة من خلاله.. إن التلفزيون دون شك استطاع أن يجذبنا نحوه ويأخذ من وقتنا الكثير فقد أصبحنا نجلس أمامه لساعات طويلة وليس هذا فحسب بل استطاع ايضاً أن يؤثر علينا في كل تفاصيل حياتنا وممايدلل على ذلك أن شريحة كبيره من المجتمع تغيرت في عاداتها وتقاليدها وحتى في لبسها وطريقة مشيها وتسريح شعرها وتأسيساً على ذلك نستطيع القول بأن التلفزيون استطاع أن يؤثر علينا ولكن ربما لن يكون تأثيره هذا كبيراً وخطيراً كما سيكون على الأطفال، لقد أكدت العديد من الدراسات والأبحاث التي قام بها المختصون في هذا المجال على أن الشريحة الأكثر تأثراً بالتلفزيون هم شريحة الأطفال الذين يدمنون على مشاهدة التلفزيون فهم أي الأطفال تتولد لديهم الرغبة الجامحة في التقليد لأبطال الأفلام والمسلسلات الذين يرونهم على الشاشة وخصوصاً تلك الشخصيات التي يحبها الأطفال فهم يميلون إلى تجربة كل المشاهد التي رأوها وأحياناً قد تكون مشاهد عنف وقتل وسرقة ومن هنا يمكننا القول بأن التلفزيون أصبح مدرسة خطيرة يتعلم منها أطفالنا الانحراف وتغيير السلوك، فإذا تمعنا جيداً فسنرى أطفالنا يقومون بأداء حركات عجيبة وغريبة ماهي إلا تقليد وترجمة لما يشاهدونه. وأصبح من المستحيل جداً علينا أن نمنع هذا الطفل وخصوصاً الذي بدأ بتقليد بعض الحركات من متابعة التلفاز لأنه من خلاله أي التلفاز يشبع رغبته من خلال الكم الهائل من البرامج. لقد أصبحت هذه الشاشة تشكل خطراً كبيراً على حياة أطفالنا وتنشئتهم فلذا وجب علينا الاهتمام بأطفالنا وتوجيههم إلى مشاهدة البرامج الهادفة التي تساعد على تثقيف الطفل الثقافة الصحيحة التي ينشأ عليها لاأن تساعد على هدمه وبنائه بأساس ضعيف غير قوي يسقط بسرعة..فالتلفاز سلاح ذو حدين قادر أن يثير أنواعاً من السلوك مثل التحريض على أعمال العنف كما ذكرنا في البداية وكذلك يؤثر على مساحة الوقت اللازم للواجبات المدرسية التي يلزم أن يقوم بها الطفل. كلية الفنون الجميلة قسم اذاعة وتلفزيون جامعة الحديدة