الشاشة الصغيرة غزت كل منزل , ولم تمر مرور الكرام بل دمرت أسراً وخربت بيوتاً وفجرت معارك وخيمة بين أفراد الأسرة . حتى أصبحت علاقات البعض بها أكثر من علاقتهم بأهلهم وذويهم في البيت الواحد , وهناك من يقضي أمامها أوقاتاً كثيرة متنقلاً في عالم الستلايت من قناة إلى أخرى دون أن ينهكه التعب أو يصاب بالملل والهم الأول هو مشاهدة المسلسلات وآخر مستجدات العصر في عالم الفن والجمال والموضة وغيره , وهي مواضيع لا يخرج منها المشاهد بأي فائدة وقد لا تمت لمجتمعنا بصلة ..وهذا يشكل خطورة كبيرة على الشباب من الجنسين , غير أن الفتاة قد تكون أكثر تعرضاً للخطر بحكم عدد الساعات التي تقضيها أمام التلفزيون - يومياً – دون استغلال الوقت في المفيد من الاهتمامات . الزميلة سناء الشرعبي التقت مع عدد من الفتيات عن مدى متابعتهن للتلفاز وما المواضيع التي تشدهن فيه وخرجت بالحصيلة التالية : قد يتفاوت السبب من فتاة إلى أخرى حول إهدار الوقت وضياعه أمام الشاشة لساعات طويلة. وهناك من تستغل تلك الساعات للخروج بفائدة فيما الأخرى تركز في ما لا يجدي.. ولتسليط الضوء حول هذه ألمشكله نطرح تساؤلاتنا عن مدى اهتمام الفتيات بمشاهدة التلفزيون ؟ وكم من الوقت تقضي في ذلك ؟ وما هي المواضيع أو البرامج التي تتابعها ؟ الأخت مآيا العبسي مقدمة برامج بإذاعة تعز بدورها تتحدث :أشاهد التلفاز للفائده من البرامج التي تعرض على القنوات حيث ان التلفاز احد وسائل التثقيف ولذلك لا استطيع تحديد أوقات معينه أو زمن معين في مشاهدة التلفاز على أن نسبتي لمتابعته لا تتعدى 50 ? ,واهم ما أحاول متابعته فيه الأمور والمستجدات والتطورات الملموسة في ارض الواقع كونه يعد التقنية الأولى التي نتعرف من خلالها على ما يدور من حولنا واهم ما يلفت نظري في البرامج التلفزيونية ويستحوذ على اهتمامي البرامج التي تتحدث عن الأنماط والمشكلات الاجتماعية وماهية حلها..بالاضافه إلى البرامج التي تتحدث عن آخر تقنيات العصر ومكتشفاته الحديثة ولا أنكر بأني أشاهد مسلسلات الأطفال ولكن ليس للمتعة وإنماء للانتقاد كونها وفي الفترة الاخيره صارت تكرس انتباه الأطفال للحروب والصراعات ولم نلمس فيها التقويم السليم لسلوك الطفل التي كنا نجدها من قبل. (تسلية وإشغال فراغ ) الطالبة معاود عبد السلام المعهد الوطني حاسوب تقول : أتابع التلفزيون ليس لغرض الفائدة وإنما للتسلية وقضاء وقت فراغي فلم أجد شيئاً آخر غير ذلك سوى الجلوس في البيت إن لم أكن في المعهد . لذا أتصفح القنوات من قناة إلى أخرى دون هدف لإشغال الوقت فقط . وعن الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة تقول : لا تستغرق مشاهدتي للتلفاز كثيرا من الوقت لكوني لدي بعض المهام في المنزل والمذاكرة لذلك يكون من حين إلى آخر . وتضيف : متابعتي تتركز بشكل رئيسي حول الأغاني ونادرا الأخبار واسمع القنوات الغنائية للترفيه عن النفس وإدخال المرح بدل الكآبة. (مسلسلات الظلم هدفي ) الطالبة ب ي محاسبة تقول : أتابع التلفاز من أجل المسلسلات الواقعية والأخبار الاقتصادية كالمواد الغذائية و النفط والبترول وكل ما يتعلق بمعيشة المواطن لأنه هذا الذي يهمنا ويستغرق جلوسي أمام التلفاز من ساعتين إلى أكثر . وتواصل: كما أتابع المسلسلات الواقعية وليست الغرامية لأنها لا تعجبني أما المسلسلات الواقعية فهي تتحدث عن الظلم وخاصة ظلم الأزواج لزوجاتهم وما يحصل في بعض الأسر من قهر واستبداد للبنات وغيره مما نراه في بعض المسلسلات التي تحكي أو تعكس الواقع والزمن . وتضيف: سبب اختياري لذلك يأتي من باب الخبرة عن الواقع الذي نعيشه والتمسك ببعض حقوقنا والتعلم من المفيد فيها لأنني شخصيا استفيد أشياء كثيرة من المسلسلات . ( الفراغ للمسلسلات ) الطالبة سمية الحمادي ثانوية تقول : أتابع التلفاز لمتابعة أخبار الوطن العربي مثل فلسطين والعراق وأخبار اليمن . لكن لم أستمر كثيرا أمامه فقليل ما أشاهد أعني من فترة إلى أخرى وتستطرد : بالنسبة للمواضيع التي أتابع فهي بدرجة أولى المسلسلات والبرامج الدينية أحيانا . ( أحرص على الفائدة) الطالبة أفراح سعيد سلطان المعهد العالي لإعداد المعلمين - تعز تقول : أتابع التلفزيون لغرض الفائدة من بعض القنوات والبرامج التثقيفية ومتابعتي تتركز على البرامج الدينية والأخبار . وتختتم : سبب اختياري لهذه البرامج هو الاستفادة من المحاضرات الدينية وخاصة إذا كان الداعية من النوع الذي يجذب المشاهد مثل عمرو خالد وأيضا قنوات القرآن الكريم وغيره من البرامج الاخبارية . (لن اعشق التلفاز واعتبره ملهياً) الطالبة ن أحمد المجيدي تقول: اهتمامي بالتلفاز قليل جداً لأنني لست من الأنواع التي تعشق التلفاز واعتبره ملهيا عن الذكر والعبادة . وتواصل :إذا شاهدته في بعض الأحيان لن أركز على شي فيه سوى الأخبار وخاصة الاقتصادية وسبب اهتمامي بهذا الجانب هو ما نسمع من ارتفاع للأسعار التي يوم تطلع ويوم تنزل وللخوف الشديد الذي نعيشه من الغلاء وغيره من الكوارث التي تهم المجتمع وتخيفه . من جهتها الأخت هدى عبدا لله احمد - ثالث ثانوي تقول : متابعتي التلفاز لغرض التسلية فقط وقضاء الفراغ واستمر امامه من ساعتين إلى أكثر ومتابعتي تتركز على المسلسلات واختياري هذا يأتي من باب حبي للمسلسلات كثيرا ولأنني لاامل فالوقت يمشي سريعا عندما تتابعين مسلسلاً.. إلى ذلك تضيف الأخت مالية عبدالله عبدالرحمن ثانوية : أتابع التلفاز للتثقيف من جهة والتسلية من ناحية أخرى وبما انه لا يوجد لديا وقت كافي للمتابعة وذلك لانشغالي بالمذاكرة فإن مشاهدتي للتلفاز تكون في الليل وتتركز متابعتي على الأفلام وبعض البرامج الدينية . وعن سبب ذلك تقول: بالنسبة للأفلام فهي للتسلية والمرح أما البرامج الدينية فهي للفائدة . وتضيف الطالبة يسرى حميد على ثالث ثانوي: أتابع التلفاز لغرض التسلية فقط ولا يوجد لديا أي غرض آخر وإذا تابعتة في وقت فراغي والعطل فالوقت الذي أقضيه أمامه هو حسب الظروف،وتختتم :تتركز على مسلسلات أطفال وأفلام هندية ، وعن سبب اختيارها لذلك تقول بالنسبة للمسلسلات ففيها الضحك والمرح أما الأفلام الهندية فيعجبني فيها الرقص والغناء الهندي . الطالبة إسلام الهيصمي قسم إنجليزي تقول: الغرض من متابعة التلفاز هو الاستفادة من البرامج المفيدة وغيرها والزمن الذي أقضيه أمام الشاشة بالنسبة لي شخصيا فهو قليل جدا لإنشغالي بالمذاكرة أولا ولعدم تواجد الدش في البيت ثانيا يعني أنه لا يوجد سوى صنعاء وعدن فقط لذلك لم تتوفر البرامج المفيدة فيهما وإذا تابعته فتركيزي يأتي على الأخبار وخاصة هذه الأيام وما يدور في اليمن من كوارث وغيرها والمسلسلات إن وجد مسلسل حلو أتابع واختياري لهذا بالنسبة للأخبار لإيماني بارتباطي بالعالم الخارجي والداخلي وتأثري بما يدور حولي. (منه المفيد ومنه القبيح ) الطالبة س- ع الشرعبي :اهتمامي ومتابعتي للتلفاز كثيرا ومهماً, وذلك انطلاقا من الإيمان بأن التلفاز إحدى وسائل التكنولوجيا التي إذا استخدمناها بشكل صحيح أعطتنا ومنحتنا الكثير من الخبرة والفائدة والمعلومات التي تجعل العالم كله تحت عينيك. وتواصل : لأن التلفاز هو عبارة عن عملية ربط بين المجتمعات والشعوب والثقافات، وقضاء وقتي أمام التلفاز فيكون من حين إلى آخر وخاصة إذا وجدت ما يفيد من برامج وغيره فلا يهمني الوقت الذي أقضية أمامه المهم الفائدة وليس الضياع فقط والتسلية أما بالنسبة لاختياري للمواضيع فأنا أفضل الأخبار أولاً والبرامج المفيدة التي تعرض على بعض القنوات والبرامج التي تهتم بالمواطن وهمومه ومشاكله مثل قناة الجزيرة والعربية . وتضيف : سبب اختياري لهذا يأتي من باب المعرفة والإطلاع على القضايا سواء الوطنية أو العربية والعالمية وما يجري من تغيرات هائلة في العالم من حين إلى آخر . الأخت رنا عثمان سعيد المخلافي تقول: اهتمامي بالتلفاز يعتمد على نوعية البرامج المعروضة فيه فعلى صعيدي الشخصي اهتم كثيرا بالبرامج التي تعالج الجوانب الإنسانية سواء نفسياً أو جسدياً وعادة تعرض مثل هذه البرامج على القنوات الأجنبية بينما تهملها القنوات العربية التي غالباً ما تهتم بالبرامج النجومية والسينمائية .و تضيف: سبب اختياري لمثل هذه البرامج لأنها تعمل على علاج الحالات المرضية التي يصعب علاجها هذا من جهة ومن جهة أخرى تبعث الأمل بأن هناك دائما غدا أفضل وإذا وجدت مثل هذه البرامج فلا مانع لدي أن أقضي اليوم كاملا أمام التلفاز . الطالبة أسماء الشر عبي لا تختلف كثيرا عن بعض زميلاتها في الرأي حيث تقول: أتابع التلفاز لغرض الثقافة وقضاء وقت الفراغ وجلوسي أمام الشاشة يكون من وقت إلى آخر حسب ما أستطيع واختياري للبرامج يأتي بدرجة أولى على القنوات الغنائية ويتبعها الأخبار أحيانا وعن سبب اختيار ذلك تقول للتسلية والترفيه ولمعرفة الأخبار الفنية التي تخص وتكشف الفنانين والممثلين لأنها تهمني جدا . الطالبة ص م التركي: متابعتي للفائدة من الأخبار والدروس الدينية التي تعرض على بعض القنوات وأيضا الاستفادة من المسابقات والأسئلة الثقافية ويستغرق ذلك من وقت إلى آخر وأركز على القنوات الدينية وعن سبب ذلك تضيف السبب هو الفائدة من المعلومات والمحاضرات التي أشاهدها على القنوات الدينية. رأي الدين الأستاذ: محمد عبد الباري الحيدري أستاذ التفسير بالمعهد العالي لإعداد المعلمين بتعز خطيب وإمام جامع الأنصار من ناحية دينية يقول : : أن إقبال الفتيات على مشاهدة التلفاز له أسباب عديدة وعوامل كثيرة يمكن حصرها في جملة من الأسباب الدينية والاجتماعية والثقافية والنفسية والفيسلوجية . فمن الأسباب الدينية ضعف الوازع الديني وقلة الوعي بأ حكام وتعاليم الإسلام مما يدفع الفتاة لعدم التمييز بين الغث والسمين فيما يقدمه الإعلام وما يبث عبر الفضائيات من برامج وأغاني ومسلسلات . ويستطرد : ومن الأسباب الاجتماعية الفراغ الذي تعيشة الفتاة داخل المنزل عكس الرجل الذي يخرج من البيت إما لطلب الرزق أو للعب واللهو فلا تجد الفتاة شيئاً من أن تأوي الى التلفاز ليبدد فراغها ويشغل وقتها فتقع فريسة لعادات وتقاليد سيئة غريبة عن دينها ومجتمعها . ومن الأسباب الثقافية أن الوسط النسائي اليوم غلب عليه طابع التمحور حول المسلسلات والبرامج المقدمة عبر الفضائيات الى درجة إن آي فتاة لا تتابع هذه البرامج تتهم من صديقاتها بالتخلف والرجعية . وأما الأسباب النفسية والفيسلوجية أن الفتاة في هذا السن (وهو السن الذي تكون فيه الفتاة طالبة) تشهد تغيرات فيسلوجية ونفسية متسارعة مما تنشأ لديها تساؤلات عديدة لا تجد لهذه التساؤلات أي إجابة لدى والديها (الأب والأم ) فتلجأ عندئذ الى التلفاز لعله يجيب عن هذه الأسئلة التي تدور في مخيلتها ؛ وبالفعل يشبع التلفاز الرغبة الكامنة في مخيلتها ويقدم لها البديل السيئ عن ابيها وأمها اللذان للأ سف يهربان من مسؤولياتهما في إشباع هذه التساؤلات بالإجابات المناسبة والصادقة . وعلى كل حال فإن المطلوب ان يقوم كل واحد بدوره بدءاً من الآسرة في معاملة الفتاة ككائنة لها حاجات نفسية وفيسلوجية لابد من إشباعها بطرق صحية سليمة , ولابد من دمج الفتاة في المجتمع لتطلع أو تقوم بدورها الذي أمر بة الإسلام فالمر أه نصف المجتمع إن لم تكن المجتمع بأكمله.... رأي علم النفس تتحدث الدكتورة /نبيلة عبد الكريم الشرجبي رئيس قسم علم النفس كلية الآداب جامعة تعز حول هذه الظاهرة بالقول : إن للأسرة دوراً كبيراً من خلال عملية التنشئة الأسرية والتي تطبع الفرد طابعاً معيناً . وتشير الى أن الأسرة قد يكون لها دور ضاغط على الفتاة وقد تجعل الفتاة تلجأ إلى التنفيس من خلال سلوكيات أو ممارسات خاطئة ، ومن ضمنها الاستخدام السيئ للتلفون أو مشاهدة التلفاز ومتابعة مسلسلات غير هادفة تنفس من خلال متابعتها عما تجده في حياتها اليومية من ضغط نفسي واجتماعي . مضيفة : كما أن الأسرة إذا لم تقم بدورها في توجيه الفتاة وتوعيتها قد يؤدي ذلك إلى الوقوع في مشاكل وقد تجعل اهتمامات الفتاة بالأمور سطحية وغير بناءة . إلى جانب أن انشغال الأم والأب عن الأبناء تجعلهم أكثر عرضة للوقوع في المشاكل . وكذلك طبيعة مرحلة النمو التي يمر بها الشاب والفتاة تجعل اهتماماتهم محدودة وباتجاه معين . ووجهت رسالة بأنه يفترض بالوالدين توصية الأبناء ومتابعة اهتماماتهم وما يشاهدونه في التلفاز , وكل سلوك إذا لم يعزز فهو لا يتكرر , بمعنى أن الفتاة أو الشاب هو الذي سيميل الى تكرار سلوكه..ونلاحظ هذه الظاهرة (مشاهدة التلفاز بشكل كبير ) لدى الفتيات في مرحلة المراهقة بالذات أكثر وذلك بحسب طبيعة ومرحلة النمو. رأي علم الاجتماع الأستاذ ياسر الصلوي أستاذ علم الاجتماع كلية الآداب : جامعة تعز يتحدث حول هذا الموضوع بالقول : تحتل متابعة التلفاز والقنوات الفضائية لدى الناس أهمية كبيرة في الوقت الراهن كما تشغل جزءاً كبيرا من أوقاتهم وذلك بالنظر إلى أهمية التلفاز كأحد أهم الوسائط الإعلامية المتاحة لعدد كبير من المواطنين والذين يتمكنون من خلالها من التواصل ومعرفة ما يدور حولهم في هذا العالم , هذا من جهة ونظرا للتطورات الهائلة والمتسارعة في مجال الإعلام وما تم إنتاجه وتقديمه من برامج متعددة ومتنوعة تختص بمتابعة الأفراد باختلاف مراحلهم العمرية ومستوياتهم الثقافية . ويأتي اهتمام الفتيات بالذات في متابعتهن للقنوات الفضائية وما يعرض على شاشتها من برامج متنوعة ومختلفة في هذا السياق . كما أن تزايد اهتمام الفتيات في متابعة ما يقدم في القنوات الفضائية نظراً للمرحلة العمرية ، حيث يلعب عامل السن في هذا الجانب أهمية كبيرة في جعل الفتاة أكثر حرصا في متابعة ما يتم عرضه نظرا لتطلع الفتاة أو الشاب في مرحلة المراهقة والشباب للتعرف على العالم من حوله ولوجود وقت كبير ولانعدام وسائل أخرى يمكن الانشغال بها . ويضبف: أن ما تقدمه هذه القنوات من وسائل إعلامية هائلة ومتنوعة ومكرسة لجذب انتباه واهتمام الشباب والفتيات تحديدا سواء يكمن الأمر بطبيعة المسلسلات التي يتم عرضها أو الأفلام أو غيرها من مواد أو برامج تلفزيونية غنائية ... الخ . وهي مكرسة بالدرجة الأولى لفئة الشباب . كما تحظى بأهمية كبيرة لدى الفتيات ومتابعتها وما يتبع ذلك من محاولات التقليد، كما لا ننسى أن هناك مادة إعلامية في وقتنا الحالي هابطة تعج بها القنوات الفضائية والتي لا تساعد الفتيات على تنمية معارفهن وتطويرها بقدر ما تؤثر سلبا في وعي الشباب ونظرتهم إلى الحياة . ويرتبط متابعة الفتيات للقنوات الفضائية ونوعية ما يقدم فيها من برامج مختلفة بالعديد من العوامل منها وعي الفتيات أنفسهن الى جانب وعي الأسرة لا سيما الآباء والأمهات بالذات باعتبارهم المسئولين بصورة مباشرة عن تربية الأبناء وتنشئتهم الأسرية حيث يلعب وعي أفراد الأسرة ( الوالدين ) ومستواهم التعليمي والثقافي دوراً هاماً في مدى اهتمامهم بأبنائهم ومتابعتهم لهم وتوجيههم بطريقة سليمة ، ولا سيما في متابعتهم فيما يشاهدونه من برامج مختلفة على شاشات الفضائيات ومدى حبهم لهم . وتوجيههم بالاهتمام بنوعية البرامج المفيدة والتوجيه السليم في اختيار ومتابعة الأشياء المفيدة والابتعاد عن مشاهدة ما هو غير مفيد في هذه المرحلة العمرية . فدور الأسرة هنا دور هام ومحوري وهو ما يجب التنبه إليه سواء فيما يتعلق بسلوك الوالدين أنفسهم باعتبارهم القدوة في الأسرة . أو فيما يتعلق بحرصهم في متابعة الأبناء ومعرفة أخبارهم وطبيعة اهتماماتهم ، واختيارهم لما يشاهدونه وكذا طبيعة التوجيه والأساليب والطرق المتبعة في هذا المجال . حيث يجب اتباع أساليب تربوية في معالجة وتقييم ذلك يراعى فيها طبيعة المرحلة العمرية للفتاة والشاب والتي يجب أن تعتمد على الإقناع الذاتي والحوار وتجنب إعطاء الأوامر والنواهي، كما لا ننسى أهمية دور جماعة الأقران الأصدقاء أو الصديقات في التأثير على سلوك الشاب أو الفتاة وضرورة اهتمام الأسرة بمتابعة الأبناء وعلاقتهم مع غيرهم من الأصدقاء وحسن الاختيار لذلك . وبصورة عامه يمكن القول بأن هناك العديد من العوامل التي قد تلعب دوراً ايجابياً أو سلبياً فيما يتعلق بمدى اهتمام الفتيات في مشاهدة القنوات الفضائية ويتمثل أبرزها بالأسرة نفسها وجماعة الأقران والأصدقاء ودور المدرسة والمربين والمجتمع بصفة عامة والمسئولين عن السياسات الإعلامية . وغياب منظمات المجتمع المدني في التوعية الذاتية في التثقيف وأيضا غياب المنتديات الثقافية ودورها في المجتمع وضعف التنشئة الثقافية في المدارس والجامعات والأسر التي توعي على اهتمام الفتيات والشباب في متابعة البرامج المختلفة والمفيدة وغيرها من الجهات المختلفة المهتمة بتنشئة الشباب والفتيات التنشئة الجيدة .
