كنتُ بنتاً عندما ولدتني أمي تحت ظل القمر لم أبكِ شأن الأطفال لكني أحببت أن أكون ذكراً ولكي تطيّب خاطري غسلتني بماء غامض وبأقمطة النقائض لفّتني نذرتني إلى حواء الدهشة والتحوّل وبالعتمة والضوء عجنتني هيكلاً لشياطين الجنة غريبةً نشأتُ ولم ينشغل أحد بأفكاري فضّلتُ ان أرسم تفاحة الحياة على ورق ناصع ثم شققتها وخرجت منها بعضي يرتدي الأحمر وبعضي الأبيض لم أكن فقط داخل الزمن أو خارجه ففي المكانين أقمتُ وتذكّرتُ قبل أن أولد أنّي أجساد جمة وأنّي طويلاً نمتُ وطويلاً عشتُ وعندما ثمرةً صرتُ عرفتُ ما ينتظرني قلت للسحرة أن يعتنوا بي فأخذوني كنتُ ضحكتي طيّبة وخفرة أطير على ريش عصفور ووسادةً أصير في الليل رموا جسدي بالتعاويذ وقلبي دهنوه بعسل الجنون جاؤوني بفاكهة وحكايات وهيّأوني لأعيش بلا جذور ومنذ ذلك الحين أغادر أتقمّص غيمة كلّ ليل وأسافر لا يودّعني سواي ولا يستقبلني سواي من انعتاقٍ أطير لا من خوف وأعود من شوق لا من خيبة دأبي البحر وبوصلتي العاصفة وفي الحب لا أرسو في ميناء في الليل أترك الكثير منّي ثم التقي بعضي بعناق شديد عندما أعود توأماي المدّ والجذر الموجة ورمل الشاطئ تمنّع القمر وغلمته الحبّ وموت الحبّ في نهاري أكون ضحكتي للآخرين وسفري لي فمن يفهم إيقاعي يعرفني يلتحق بي ولا يكون معي.