إنه مقعد جلدي لونه بيج فاتح، أنيق دون زخارف، مشابه لسائر مقاعد البرلمان؛ غير أن ظهره أعلى بقليل من المقاعد الأخرى، وهو مقعد فيدل كاسترو الذي دخل مثله التاريخ وقد حرص راؤول الأحد على عدم الجلوس فيه حين خلف شقيقه في سدة الرئاسة.. بقي هذا المقعد شاغراً رمزياً فيما جلس راؤول كاسترو، الوريث الذي عيّنه فيدل نفسه في مقعده الخاص إلى يمين مقعد زعيم الثورة الكوبية، أمام أنظار 614 نائباً اجتمعوا في البرلمان لعقد جلسة تاريخية قررت عملية الانتقال في رأس الدولة.. وطوال الفترة التي غاب فيها فيدل كاسترو بداعي المرض عن البرلمان، كانت زجاجة ماء توضع بانتظام عند عقد كل جلسة أمام مقعد الرئىس إلى جانب نسخة النهار من صحيفة غرانما «الرسمية» والوثائق المطروحة للمعالجة. وكان فيدل كاسترو قد أعلن قبل ثماني سنوات أن كرسي التلميذ الصغير "ايليان غونزالس" الذي كان ضمن مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين غرقت أثناء الرحلة وتبناه كوبيون مقيمون في المنفى في ميامي «لا تمس».