حذر تقرير دولي الحكومة اليمنية من الانقراض التجاري لموارد الشروخ الصخري بمحافظة المهرة في غضون ال 2 - 4 سنوات القادمة إذا لم يتم اتخاد تدابير فورية لتنظيم مصائد الشروخ. وقال التقرير الصادر عن البعثة الأوروبية التابعة للبنك الدولي والمختصة بمراجعة وضعية الشروخ الصخري في محافظة المهرة ان موارد الشروخ وصلت إلى مراحل حرجة وأن الكتلة البيولوجية لتكاثر الشروخ بلغت في الوقت الراهن أدنى مستوى لها وأكثر من أي وقت مضى وهو ما ينذر بتناقص الإنتاج خلال السنوات الأخيرة بنسبة 40 بالمائة. وأوضح التقرير حصلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» على نسخة منه أن كميات الإنتاج من الشروخ الصخري لا تتجاوز حالياً 10 - 25 في المائة مقارنة بما كان عليه قبل 3 سنوات باعتبار أن الإنتاج يتناقص سنوياً بنسبة 40 في المائة. وأفاد التقرير أن موارد إنتاج الشروخ الصخري بمديرية الفتك بمحافظة المهرة انعدم كلياً في الوقت الراهن فيما كانت كميات الإنتاج في هذه المديرية خلال موسم الاصطياد في العام 2004 بلغ نحو 60 طناً. وأضاف.. كما أن كميات إنتاج الشروخ في منطقة حصوين بالمهرة بلغت خلال موسم الاصطياد الماضي 4 أطنان فيما كان الإنتاج خلال العام 2004م يتجاوز 40 طناً على الرغم من استقرار عدد وحدات الاصطياد الخاصة بالشروخ الصخري. عدم الالتزام بقرار موسم الاصطياد وأرجع التقرير أسباب تدهور المخزون إلى عدم التزام الصيادين بموسم الشروخ وخاصة في مديريات سيحوت وقشن وحوف وكذا استخدام الشباك الخيشومية المضرة بالمخزون في كل من مديريات نشطون و حوف وقشن، وكذا عدم الالتزام بقرار حضر إصطياد الحجم الأدنى للشروخ والذي يقل عن19 سنتيمتراً، واستمرار اصطيادها بأعداد كبيرة في مناطق نشطون وحوف وحصوين فضلاً عن اصطياد الإناث الحاملة للبيض في نشطون. وكشف التقرير وجود كميات كبيرة من الشروخ في معظم مراكز الإنزال للكميات التي تم اصطيادها من الشروخ والتي تقل أحجامها عن الحد الأدنى للشروخ المسموح باصطياده وخاصة في نشطون وحوف وحصوين. وأكد التقرير عدم التزام أصحاب مالكي قوارب الصيد في مديريات محيفيف وحصوين وقشن بأنظمة تسجيل القوارب ووجود أعداد كبيرة من القوارب العاملة في الصيد بالإضافة إلى استخدام الديناميت لأول مرة في اصطياد الشروخ بمديرية حوف. وفي هذا الصدد قال وزير الثروة السمكية المهندس محمود إبراهيم صغيري لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): إن الوزارة تعكف على دارسة تقرير البعثة الأوروبية بالاشتراك مع هيئة أبحاث علوم البحار بهدف الخروج بآليات ناجعة تكفل الحفاظ على هذه الكائن الاقتصادي الهام. إلزام الصيادين بالحصول على تراخيص وأضاف أن تلك الآليات تتضمن عدداً من الإجراءات من أهمها إلزام الصيادين والمعنيين باصطياد الشروخ بالحصول على تراخيص لمزاولة مهنة الاصطياد وكذا تراخيص لمزاولة مهنة الإتجار بالشروخ. جمع المعلومات عن الكائن الاقتصادي وأكد وزير الثروة السمكية بأهمية جمع المعلومات والإحصاءات عن هذا الكائن الاقتصادي لتمكين الوزارة من وضع السياسات التي تضمن الحافظ عليه وتعمل على تنظيم المصائد وتحديد عدد القوارب المرخص لها وكذا عدد السخاوي المستخدمة في الاصطياد بالإضافة إلى تنفيذ برنامج تقييم موارد الشروخ وتنظيم مصايدها وتحسين الموائل الطبيعية لها. تتبع الكميات المصطادة وقال: سنعمل على تتبع الكميات المصطادة في مواقع الإنزال بحيث تشمل الوزن عن الإنزال والدرجات والأسعار وعدد الصيادين واستخدام استمارة خاصة بتعبئة هذه البيانات وتفعيل برنامج المراقبة لفرق التفتيش في مختلف المناطق التي يتواجد بها هذا الكائن الاقتصادي الهام". حجز التجار المخالفين ولفت الوزير إلى أن الوزارة ستقوم بحجز التجار الذين يتم ضبطهم وبحوزتهم كميات من الشروخ و لا يملكون ترخيصاً بذلك. مشدداً على ضرورة التعاون والتنسيق بين الوزارة والجمعيات السمكية لإعداد قوائم بأسماء الصيادين الحقيقيين للشروخ الصخري للحد من عمليات الاصطياد العشوائي في مختلف المناطق التي يتواجد فيها الشروخ الصخري. تنظيم قوارب الصيد وبينَّ أن من ضمن الإجراءات التي تعتزم الوزارة تنفيذها إعطاء كل قارب صيد تراخيص تحدد عدد السخاوي التي يمكنه استخدامها ووضع علامة مرقمة ومسجلة لكل سخوة وكذا تحديد ايجاد قاعدة معلوماتية لمراقبة رقم كل سخوة بهدف تمكين فرق التفتيش من مطابقتها مع التراخيص الممنوحة. و اعتبار أي شركة أو فرد يتم ضبطه وبحوزته كميات تجارية من الشروخ مهرباً ما لم يكن لديه ترخيص بذلك وتحتل اليمن المرتبة الأولى بين الدول العربية المنتجة والمصدرة للشروخ الصخري، وتمثل الأسواق الأوروبية والأمريكية والشرق آسيوية أسواقاً رئيسة للصادرات اليمنية من الشروخ الصخري، فيما تعتبر الإمارات العربية المتحدة الدولة الأولى في استيراد الإنتاج اليمني من الشروخ الحي. ويتواجد الشروخ بكثرة في محافظتي المهرة وحضرموت ،وتعتبر المهرة التجمع الرئيس لهذا النوع نظراً للمناخات البحرية الملائمة لتكاثره حيث يتمتع بمزايا ومواصفات فريدة وخواص وقيمة غذائية عالية مقارنة بأنواع الشروخ في الدول الأخرى المنتجة له، وهو ما جعله يحظى بتفضيل وإقبال المستهلك الأجنبي عليه.