الوجود من حولي ساكن، ومياه الحياة راكد،إحساس الجميع من حولي تحت تحت الصفر، والشعور وللأسف يغط في نوم عميق.. فعلى سبيل المثال:أمي، ستُ الحبايب،الحنونة والعطوفة منشغلة دائماً بمتابعة حلقات مسلسل «باب الحارة» والذي جعلها غارقة ومهتمه بطلاق أبو عصام لأم عصام، وإذا ما أتيت لأخبرها أنني افتقدتُ حنانها ورعايتها،تصيح في وجهي: دعني اتابع باب الحارة،وأغرب عن وجهي الآن.. أمي بصراحة عاشقة لهذا المسلسل هذه الأيام مع أنها شاهدته في رمضان وشوال وذي القعدة وذي الحجة.. ولأنني لم أستطع أن ألج من باب الحارة إلى قلب أمي لجأت إلى طويل العمر، والدي العزيز،والذي هو الآخر مغرم على الدوام بالرياضة وأخبارها وبطولاتها وألعابها المختلفة اقتربتُ منه وهو مستلق على شواطئ الجزيرة الرياضية.. أحدثه عن تطلعاتي وطموحاتي، فيخبرني على الفور عن حلمه في حضور الدوري الأوربي،وامنيته في متابعة البطولة العربية للفروسية..، واستعداده الكبير في تحقيق حلمه الكبير في بيع ورهن كل مانملك لحضور مونديال كأس العالم القادم.. المهم أني أجد كل من حولي مشغولاً وغارقاً في اهتماماته.. أختي وصديقاتها لايفكرن إلا بعمليات التجميل ومتابعة الموضة والأزياء،وأخبار الفنانات والفنانين.. وأخي الصغير هو الآخر مولع بالبلاستيشن وغزو الفضاء وفنون القتال.. حتى جدتي هي الأخرى واقعة في شرك «استار اكاديمي» وعاقدة العزم على المشاركة فيه.. بالله عليكم.. أخبروني ماذا أفعل؟!! ماذا أفعل مع كل هذا الجمود والسكون،في الاحساس والشعور بماذا يدور من حولنا؟! أخبروني ماذا أفعل؟ وأنا لا أجد من يشاركني ليس آمالي وتطلعاتي وطموحاتي فحسب؟! بل ماينتابني من وجع الاساءة المتكرر لخير الخلق وسيد المرسلين،وخاتم النبيين.. ذالكم الحزن الذي يعاقرني ليل نهار، من فرقة الاخوة في لبنان وفلسطين.. تلكم المرارة اليومية لمايحدث في غزة والعراق،ذلك الدمع الأليم لكل تفجير وقتل وتشريد ودمار يحدث من حولنا في أفغانستان والصومال والسودان.. بصراحة:إني أبحثُ عن شريك حي في الحياة يشاطرني كل هذا مع ذلك لا أملك إلا أن أهذي وبصوت عال في حلم مزعج وكابوس مرير،يبعثرني على السرير شظايا وجع،وأنين حائر،وإذا بالصباح يدركني كل يوم يسكتني عن الهذيان المباح..