هذه هي خلاصة العديد من الدراسات والأبحاث الإنسانية التي أجراها العديد من الباحثين في أوروبا والولايات المتحدة، فقد أثبتت هذه الدراسات أن القدرات العقلية للطالب أو الطالبة تتأثر سلباً في الحجرة الدراسية المختلطة؛حيث إن بعض هذه الدراسات أظهرت أن الفتيات يقدمن نتائج أفضل في البرامج الأكاديمية في المحيط الأنثوي «المنفصل». وتؤكد بعض الاحصاءات في دراسة لمجلة «نيوزويك» الأمريكية أنه عندما يدرس الطلبة في كل جنس بعيداً عن الآخر فإن التفوق العلمي يتحقق؛ففي وسط التعليم المختلط أخفقت البنات في تحقيق التفوق في مجال الرياضيات والعلوم والكيمياء والفيزياء والتكنولوجيا والكمبيوتر، وقد أيدت الإدارة التعليمية في منطقة «نيو هام» الأمريكية هذه الحقائق في دراسة تحليلية. هذا؛وقد عرضت «الجمعية الأمريكية لتشجيع التعليم العام غير المختلط» دراسة أجرتها جامعة «ميتشجن» الأمريكية في بعض المدارس الكاثوليكية الخاصة المختلطة وغير المختلطة؛تفيد هذه الدراسة أن الطلاب في المدارس غير المختلطة كانوا أفضل في القدرة الكتابية وفي القدرة اللغوية. ويؤكد الباحث «بيتر بونس» رائد الأبحاث التربوية بعد أبحاث عديدة له أن الطالبات يتفوقن على الطلاب في مرحلة الدراسة الابتدائية «غير المختلطة» في كثير من فروع العلوم والمعرفة،فهن:«أكثر قدرة على الكتابة بشكل جيد،ويحصلن على علامات نهائية أفضل»، في حين أن التفوق في هذه القدرة ينحدر في الفصول المختلطة، حيث تنهمك الفتاة في إثبات نضوجها المبكر وتحقيق أنوثتها أمام الجنس الآخر. ويؤكد «ميشل فيز» الباحث في المركز «الوطني» للابحاث العلمية والمستشار السابق لوزير الشباب والرياضية في فرنسا أن المراهقين في الفصول المختلطة يقرأون النصوص بصعوبة،وذلك من خلال تحقيق أجرته منظمة التجارة والتنمية الاقتصادية سنة 2000م،ويقول مرغباً في التعليم المنفصل:«إن الفصل بين الذكور والإناث في التعليم يسمح بفرص أكبر للطلبة للتعبير عن إمكانياتهم الذاتية،ولهذا نطالب بتطبيق النظام غير المختلط من أجل الحصول على نتائج دراسية أفضل»!. وذكرت الباحثة «كارلوس شوستر» خبيرة التربية الألمانية أن توحد نوع الجنس في المدارس البنين في مدارس البنين، والبنات في مدارس البنات يؤدي إلى استعلاء روح المنافسة بين التلاميذ،أما الاختلاط فيلغي هذا الدافع. كما أظهرت دراسة أجرتها «الوكالة التربوية الأمريكية» أن الفتيات الأمريكيات في الفصول المختلطة أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب والتفكير في الانتحار! بل الإقدام عليه؛ففي المدارس الحكومية المختلطة تصاب واحدة من بين كل ثلاث فتيات في سن الثانية عشرة بالقلق وتصاب الثانية بالاكتئاب وتصبح فريسة لأعراضه السوداء،أي :أن القلق، والاكتئاب يجتاحان ثلثي الفتيات في التعليم المختلط؛بناء على هذه الدراسة. ومن أجل البحث عن حلول لمثل هذه الأمراض النفسية القلق والاكتئاب والتفكير في الانتحار تلاحقت الأبحاث والدراسات؛فقام كل من «بريك» و«ولي» بإجراء دراسة بتمويل من جامعة شيكاغو وميتشغن على 2500 طالبة تم اختبار هن بشكل عشوائي؛لتدريسهن في فصول مماثلة ومعزولة عن الطلبة،وأثبتت نتائج الدراسة أن الطالبات يحصلن على نتائج أفضل في الجو المنفصل عن الذكور، وأنهن داومْنَ على التحصيل العلمي المتميز حتى في المرحلة الجامعية، وكنَّ أكثر نضجاً وأقدر على التعامل مع الجو الأكاديمي «المختلط» في السنوات الجامعية، دون أي مشكلات نفسية أو عصبية،كما استطعْنَ بسهولة الحصول على وظائف أفضل ودَخْل أعلى بعد إنهاء الدراسة الجامعية. خطوات تنفيذية: قامت مدرسة «شنفيلد» الثانوية في مقاطعة «إيسكن» البريطانية بتنظيم فصول تضم طلاباً من جنس واحد منذ عام 1994م، وكانت النتيجة حدوث تحسن متواصل في نتائج الاختبارات لدى الجنسين؛ففي اللغة الانجليزية ارتفع عدد الطلاب الحاصلين على تقديراتر ممتاز وجيد جداً في اختبارات الثانوية العامة بنسبة «26%»،بينما ارتفع عدد الحاصلات على هذه التقديرات بنسبة «22%». وبسبب مثل هذه النتائج لكثير من الدراسات والأبحاث المحكمة؛أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي «بوش الابن» تشجيعها لمشروع الفصل بين الجنسين في المدارس العامة، وصدر إعلان عن هذا المشروع في 8 مايو 2003م في السجل الفيدرالي «الصحيفة الرسمية الأمريكية» «5»،وجاء في الصحيفة الرسمية أيضاً أن وزير التربية ينوي اقتراح تعديلات ل «التنظيمات المطبقة»تهدف إلى توفير هامش مبادرة أوسع للمربين من أجل إقامة صفوف ومدارس غير مختلطة،وتابعت الصحيفة:«إن الهدف من هذا الإجراء هو توفير وسائل جديدة فضلى لمساعدة التلاميذ على الانكباب على الدراسة وتحقيق نتائج أفضل»،وأوضح مسؤول كبير في البيت الأبيض أن المدارس الابتدائية والثانوية التي تود الفصل بين الجنسين ستمنح تمويلاً يفوق المدارس التي ستختار الابقاء على النظام المختلط. هذا؛وقد أصدر وزير التربية في الولايات المتحدة الأمريكية بياناً صحفياً بتاريخ 8/5/2002م. أعرب فيه عن نية وزارته إبداء مرونة أكبر في مسألة السماح بافتتاح مدارس الجنس الواحد،وقد طلب من أولياء أمور الطلاب والطالبات تزويد الوزارة بآرائهم فيما يخص هذا الموضوع،وقد نشرت صحيفة «واشنطن بوست» مقالاً مطولاً تناول هذا الموضوع بتاريخ 14/5/2002م،وأوردت فيه الصحيفة تعليقاً لافتاً لمدير إحدى المدارس يقول فيه بعد أن ضاق ذرعاً بمشكلات الطلاب في مدرسته:-«على الأولاد أن يتعلموا كيف يكونوا أولاداً،وعلى البنات أن يتعلمن كيف يكن بنات، ولن يستطيعوا أن يفعلوا ذلك في الغرفة نفسها»! *باحث تربوي بجامعة حضرموت