لا أخفي أن حروف الحب ،طاوعتني بعد أن آلات إلا أن تشاركني رسم فرحة العيد؛التي تحف عتبات عشنا الزوجي الصغير،وسلمتني سطور الوفاء،زمام الاعتراف بالجميل والفضل لشريكةِ حياتي وصاحبة الجلالة،مغتنمةً فرصة الاحتفال الباسم الذي نُحييه وزوجتي مِنْ كل عام... يعيش قلبنا هذه الأيام ذكرى زواجنا السادس ولأن قلبينا تعودا على منح الهدايا لبعضهما البعض في كل عيد زواج- اعتياداً منهما على إحياء الطقوس التي يمارسها أي زوجين سعيدين..فقد تميز قلب زوجتي في هذا العيد بهدية بسيطة جاءت منه/ها- عبارة عن رسالةٍ قصيرةٍ جداً موقعة بوردةٍ حمراء..قرأها قلبُ العبد لله بإمعانٍ وترو..وباعتراف(سيد الرجال) أقول: إن سطور رسالةِ زوجتي لم تحمل في مفرداتِ معانيها جزالة شعر الخنساء ولا قوة شجرة الدُر،ولا توقد وبُعد نظر زرقاء اليمامة ولا تطلعات ووعود (هيلاري) ولا تبجح الأُنثى السمراء(كوندليزا) .... كل ماكانت تحمله رسالتها،كلمة واحدة لا غير..أستشعرت وأنا أقرأها شاعريتها ورقتها وبساطتها وعبقريتها..وفلسفتها في التعامل النبيل مع (آدم) المتوحش والآمر الناهي و(سي السيد) وصاحب الكلمة الأخيرة والأولى.. المستنسخ مِنْ شهريار وطرزان..حيث وشخصي متأثر بكل مَنْ ذكرت،ودائماً ما أسمع أمي وأبي وجميع مَنْ أعرفهم ولا أعرفهم عبارة: (الله يعين زوجتك عليك) المهم أن زوجتي عرفت في تلك الكلمة معنى وفاء المرأة وطول بالها وأنيق عطفها واهتمامها بآدم ومثالية الحب الصادق النقي والنابع مِنْ القلب..كلُُ ذلك تجسد في كلمة (أُحبُُكْ) حينها فقط تجردت مِنْ عباءة الغلظة والشدة والقسوة وطبع آدم الجاف في التعاملِ مع أحلى الكائنات وأرقها..وحينها فقط سقط مِنْ على رأسي تاجُ التسلطِ والاستبداد وأزلت عن عيني النظارة السوداء!! التي كانت تحجب الرؤية الحقيقية لشاعرية ورومانسية وعفوية المرأة المُحبة للرجل وظله الذي يُغني عن (ظل ألف حيطة). مع تلك الكلمة أيقنت أن البعض مِنا معاشر الرجال نظلم حواء..بدليل الإحصائيات المتزايده التي تعكسُ حالة الارتفاع للعنف ضد المرأة،أو تلك الأعداد المهولة لحواء المحرومةِ من التعليم... قبل يوم احتفت المرأة ونحن بيومها العالمي..فقط أطلب منكم أن تقفوا أمام مرايا هذه الزنبقة (حواء) علنا نعيد القراءة الصحيحة لواقعها اليوم،وعليه سنعرف بالفعل أنها مازالت بحاجة للكثير منا؛ أما زوجتي فلها مني في عيد ذكرى زواجنا كلُ الحب وبيومها العالمي وكلِ يوم..كلُُ الوفاء...