وزير الصحة العامة : سنكافح البلهارسيا على أربع مراحل.. ونستهدف 107 مديريات في 14 محافظة اختتمت أمس أعمال المرحلة الأولى للحملة الوطنية للتخلص من مرض البلهارسيا التي تستهدف (858) ألفاً و(236) طفلاً وطفلة بين الفئة العمرية من (6-18) سنة يتوزعون على (36) مديرية في ست محافظات من محافظات الجمهورية تحت شعار «يمن أسعد بلا بلهارسيا» ، حيث دشن وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم يحيى راصع ومعه كل من وزير المياه والبيئة الدكتور عبدالرحمن الإرياني ، والمدير الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق حوض البحر الأبيض المتوسط الدكتور حسين عبدالرزاق الجزائري ومحافظ محافظة المحويت الأخ أحمد علي محسن ، الثلاثاء الماضي أعمال المرحلة الأولى للحملة الوطنية للتخلص من البلهارسيا في محافظة المحويت. وعلى جميع طلاب وطالبات المدارس ضرورة التوجه إلى المدارس يوم المعالجة لتلقي جرعة العلاج على أن يتناول الجميع طعامهم قبل مجيئهم إلى المدرسة لأخذ العلاج. الدكتور عبدالكريم يحيى راصع وزير الصحة العامة والسكان تحدث ل(الجمهورية) قائلاً : إن موقع بلادنا الجغرافي المصنف ضمن المناطق الاستوائية أو المدارية جعل كثيراً من الأمراض الاستوائية تستوطن بين السكان وبقي المواطن اليمني يعاني منها على مدى سنوات عديدة وتسببت هذه الأمراض في ارتفاع معدلات المرضى والوفيات في بلادنا، ومن هذه الأمراض الملاريا والبلهارسيا والديدان المعوية والتهابات الكبد الفيروسية والإسهالات وغيرها.. مضيفاً : «من هنا فقد جعلت وزارة الصحة العامة والسكان مكافحة هذه الأمراض من أهم أولوياتها ووضعت لذلك العديد من الخطط وحشدت الموارد الوطنية والدولية لتنفيذ هذه الخطط وحققت والحمد لله الكثير من النجاحات». شلل الأطفال والحصبة وذكر وزير الصحة في سياق حديثه .. أنه في مجال استئصال شلل الأطفال لم تسجل أية حالة شلل أطفال منذ فبراير 2006م وستتمكن بلادنا في شهر فبراير من العام القادم 2009م من الحصول على شهادة بخلو اليمن من شلل الأطفال. وفي مجال التخلص من الحصبة أشار الوزير إلى أن بلادنا قطعت شوطاً لا يستهان به بتنفيذ الحملة الوطنية للتخلص من الحصبة في العام 2006م وتم فيها تطعيم أكثر من (9) ملايين طالب وطالبة وكان لهذا النشاط أثر كبير على تحسن الوضع الوبائي بمرض الحصبة إذ انتقلت بلادنا من مرحلة التحكم أو السيطرة على المرض إلى مرحلة التخلص من مرض الحصبة ، منوهاً إلى أن عدد حالات الإصابة بالحصبة في بلادنا قبل تنفيذ الحملة كانت تفوق الأربعين ألف حالة في حين أنها انخفضت بشكل كبير جداً .. وتنفيذ الحملة إذ لم تسجل سوى (14) حالة إصابة بالحصبة. تحسن ملحوظ وقال وزير الصحة العامة والسكان : «لقد تحسنت نسبة التغطية للأطفال في اللقاحات حتى وصلت في نهاية العام الماضي 2007م إلى (87%) وهو رقم لم يسبق أن سجله البرنامج الوطني للتحصين الموسع من قبل ، وجاء هذا النجاح بالدعم السياسي من قبل فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، حفظه الله، وتوجيهاته للحكومة لدعم وزارة الصحة العامة والسكان ، كما جاء هذا التحسن في نسبة التغطية بتنفيذ استراتيجية النشاط الإيصالي وهو خروج العاملين الصحيين إلى المستويين الثاني والثالث البعيدين عن المرافق الصحية». مكافحة الملاريا وفي مجال مكافحة الملاريا أوضح وزير الصحة أن برنامج مكافحة الملاريا أصبح من أنشط البرامج وأكثرها تواجداً على الساحة عبر تنفيذ أنشطة الرش ذي الأثر الباقي في منازل المواطنين وتوزيع الناموسيات المشبعة بالمبيد الفاعل ضد البعوض الناقل للمرض حيث دشنت الوزارة أواخر العام الماضي وفي بداية شهر مارس الجاري حملة مشتركة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية في المحافظات الحدودية وكان للمحويت نصيب منها ، كما استمرت الوزارة بالحفاظ على النجاح الذي تحقق باستئصال الملاريا من جزيرة سقطرى ونهدف إلى تحقيق نجاح مماثل في محافظتي المهرة وحضرموت إن شاء الله. التخلص من البلهارسيا وحول مرض البلهارسيا أفاد الدكتور عبدالكريم راصع أن مرض البلهارسيا قد بقي لسنوات عديدة متوطناً في (14) محافظة من محافظات الجمهورية إذ كانت الجهود لمكافحته محصورة ببعض الأنشطة في بعض المديريات العالية الإصابة وبتوفير الدواء بكميات محدودة في المرافق الصحية وإلى جانب القيام ببعض أنشطة مكافحة القواقع في بعض البرك والغيول، كما بذلت جهود في نشر المعرفة ورفع مستوى الوعي لدى المواطنين حول طرق العدوى والوقاية من البلهارسيا ، مشيراً إلى أن هذه الجهود لم تكن ذات أثر كبير لخفض عدد حالات البلهارسيا في بلادنا فبقيت التقديرات الوبائية وفقاً للدراسات والمسوحات التي نفذت في المحافظات تشير إلى أن نسبة (19%) من السكان مصابون بالبلهارسيا ما بين البلهارسيا المعوية والبولية .. لافتاً إلى أن هذه النسبة العالية جعلت وزارة الصحة العامة والسكان تقف بصورة جادة أمام هذا الوضع ثم إن البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية الذي كان القضاء على البلهارسيا إحدى المكونات في البرنامج الانتخابي في المجال الصحي وتبنته الحكومة في المصفوفة التنفيذية للبرنامج الانتخابي. الحملة تستهدف (14) محافظة وأضاف وزير الصحة: إن وزارته تبنت هدف التخلص من مرض البلهارسيا وحشدت له الموارد اللازمة لتحقيقه موضحاً أن هذه الحملة ستنفذ على أربع مراحل خلال عامنا الحالي 2008م وذلك في (107) مديريات في (14) محافظة للوصول في نهاية العام إلى معالجة (2.583.309) طفل وطفلة ملتحقين وغير ملتحقين بالمدارس وسيتم التنفيذ عبر (5495) مدرسة ويشارك في تنفيذ الحملة (3034) عاملاً صحياًً إلى جانب (4426) مدرساً قامت وزارة الصحة بتدريبهم وسيتم في الحملة توزيع علاج البلهارسيا وعلاج الديدان المعوية، وأشار وزير الصحة إلى أن تكلفة تنفيذ الحملة تبلغ مليوناًً وستمائة وأربعين ألف دولار منها مليون وأربعمائة وتسعون ألف دولار مساهمة حكومية ومبلغ مائة وسبعة وأربعين ألف دولار مساهمة مقدمة من منظمة الصحة العالمية. مثلاً للعالم أما المدير الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور حسين عبدالرزاق الجزائري فقد أشار إلى أن البلهارسيا مرض متوطن في اليمن وعبئه المرضي كبير حيث إن ما لا يقل عن (3) ملايين إنسان يعانون من الإصابة به إلى جانب أن معدل الانتشار بين طلبة المدارس في بعض المديريات يتجاوز (50%). أما اليوم فاليمن مستعدة لتوسيع الأنشطة على المستوى الوطني للتخلض من هذا الداء آملين أن تصبح اليمن بذلك مثلاً يحتذى به للعالم أجمع.». دعم الرئيس وقال الجزائري : ولا بد لي أن أذكر هنا أن جزءاً كبيراً من الفضل في انطلاق هذه الحملة يعود إلى معالي الأخ الدكتور عبدالكريم يحيى راصع ، وزير الصحة العامة والسكان ، والذي أعطى منذ توليه الوزارة الدعم الكامل للقضاء على البلهارسيا وعمل جاهداً لتوفير فريق عمل متكامل لهذا الغرض.. كما حصل معاليه على الدعم الكامل من مجلس الوزراء ولا سيما من الاخ الدكتور عبدالسلام محمد الجوفي وزير التربية والتعليم والذي بدوره سخر كافة الإمكانات البشرية وغيرها لخدمة هذه الحملة . إن هذا الالتزام من الحكومة اليمنية حظي بالدعم الكامل من فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، فالبلهارسيا مازالت مرضاً يهدد الصحة العامة في اليمن ولاسيما لدى الفئات الأقل حظاً». الدعم الفني واللوجستي وأضاف المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية : «إننا في منظمة الصحة آمنا بأهمية هذا البرنامج منذ البداية ولأجل ذلك قدمنا الدعم الفني واللوجستي والمادي من أجل تنفيذ الأنشطة ،، وبالطبع لا ننسى الشريك الآخر ، البنك الدولي ، والذي يستثمر بسخاء للقضاء على البلهارسيا كونها إحدى السبل للمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لدى فئات السكان المصابة لأن المرض يقود إلى الفقر والفقر يؤدي إلى المرض. ولكن ومن أجل أن أترجم دعوة معالي الأخ وزير الصحة العامة والسكان عندما قال: إن البرنامج يحتاج إلى أصدقاء آخرين فإنني أنتهز هذه المناسبة وأدعو كلاً من برنامج الغذاء العالمي ومنظمة اليونيسيف وجميع المنظمات والمؤسسات الأخرى التي أسهمت ومازالت تسهم في التنمية الصحية لليمن للانضمام إلى الحكومة اليمنية في هذه المعركة التاريخية». الدعم الكامل وقال المدير الإقليمي : اليمن بلد كريم يحارب البلهارسيا منفرداً .. وإن منظمة الصحة العالمية ستكون حاضرة دائماً إلى جانب الحكومة اليمنية وقد تستجيب في أي وقت لأي نداء لهذا البلد الكريم». مؤكداً أن هذه الحملة ليست حدثاً لمرة واحدة بل علينا أن نواصل الجهود بثبات على مدى ست سنوات على الأقل بتغطية ثابتة وواسعة». وأكد الدكتور حسين الجزائري الالتزام الكامل لكافة العاملين في منظمة الصحة العالمية في جميع مستوياتها بدعم الحكومة والشعب اليمني إلى أن يتم القضاء على البلهارسيا ورحيله من اليمن السعيد. شركاء بالكامل وقال الدكتور الجزائري في سياق حديثه ل(الجمهورية) : إننا في منظمة الصحة العالمية شركاء بالكامل مع وزارة الصحة العامة والسكان ونعمل معاً في التعرف على المشاكل وتخطيط الحلول والمساهمة في انجاح الحلول الكفيلة بالتخلص من مرض البلهارسيا سواء كانت هذه الحلول عن طريق حملات أم عن طريق دعم الأجهزة الوطنية. البلهارسيا يستوطن المحويت أما أمين عام المجلس المحلي بمحافظة المحويت الأخ علي أحمد الزيكم فقد أفاد أن محافظة المحويت تعد من المحافظات المعرضة للوباء لاسيما البلهارسيا بحكم موقعها وتضاريسها الجغرافية كونها في مناطق جبلية وبها كثير من الوديان وهناك مياه راكدة يعتمد عليها كثير من أبناء المحافظة في الشرب والسباحة ولذلك فإن كثيراً من الأوبئة موجودة بها.
