من يلعب خارج الإطار الطبيعي للديمقراطية والنظام والقانون سيخسر زار الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية أمس وفي إطار جولته في مناطق محافظة حضرموت سير العمل في عدد من المشاريع الخدمية والرياضية والزراعية والتي يجري العمل فيها على قدم وساق وفقاً لما هو مخطط ومرسوم لها . حيث استهل جولته بزيارة المشروع الزراعي لتطوير إنتاج زراعة القمح في منطقة سويري القريبة من مدينة سيئون والمسمى مشروع الحزمة التكنولوجية لتوسيع محصول القمح كلينسون، حيث شهد الأخ نائب الرئيس عمليات الحصاد الحديث لمحصول القمح، مستمعاً من المستثمر الزراعي احمد عوض المعمري الى ايضاحات تفصيلية حول تطوير وتوسيع رقعة زراعة القمح في المنطقة الذي اشار الى وصول انتاج الهكتار الواحد الى خمسة اطنان من القمح من البذور المحسنة مسجلاً زيادة كبيرة، وقد تم تزويد الفين واربعمائة مزارع بالبذور المحسنة في هذا الوادي الذي يشتمل على خمسين هكتاراً من زراعة القمح المحسن قابلاً للتوسع بصورة اكبر كل عام انشاء الله .وقد عبر المزارعون عن تقديرهم البالغ لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لتشجيعه المادي والمعنوي لزراعة الحنطة . وخلال مشاهدته لعمليات الحصاد والاطلاع على نوعية المحصول عبر الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية عن سروره العميق بهذا المشهد الرائع والمبشر بمستقبل لإنتاج مادة القمح . وقال: إننا نعتبر هذا المشروع مهم جداً وسنبذل الجهود الحثيثة في الدفع والتشجيع لكل مزارع ينحو هذا الاتجاه بصورة جدية خاصة وإن الارض اليمنية زاخرة بكل انواع الانتاج الزراعي الغذائي وأهمها اليوم مادة القمح . وأضاف:إن الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة والري ستقدم كافة اشكال الدعم والمساعدة عن طريق تقديم البذور المحسنة وتقديم المعدات والآلات الزراعية الحديثة . وأشار في كلمة دونها في سجل الزيارات الى امكانية تقديم بنك التسليف التعاوني الزراعي القروض المبرمجة والميسرة .. مؤكداً ان ما شاهده يفرح القلب ومتمنياً على كافة الاستثمارات الزراعية الاستفادة من تجربة المستثمر احمد عوض المعمري في التوسع بزراعة هذه المادة الغذائية المهمة معبراً عن ثقته بتطوير الانتاج خلال خمس سنوات اذا ما تم تكثيف الاهتمامات الحكومية والمجتمعية نحو ذلك .. مشيراً الى ان انتاجنا من هذه المادة لا يتجاوز 15 بالمائة من اجمالي احتياجات البلاد من مادة القمح. بعد ذلك زار الأخ نائب الرئيس جسر حيد قاسم الذي يقع في طريق تريم في ملتقى السيول القادمة من الغرب والجنوب ويربط المناطق الشرقية والصحراء ويبلغ طوله حوالي ثلاثمائة متر . كما زار الأخ نائب الرئيس مشروع الصالة الرياضية المغلقة وتفقد نسبة الانجاز فيها والبالغ حوالي 60 بالمائة وبتكلفة استثمارية قدرها ثلاثمائة مليون ريال، وحث الجهات المسؤولة على ضرورة الاسراع بإنجاز المشروع بحدود هذا العام . ودشن الاخ عبدربه منصور هادي ومعه طه عبدالله هاجر محافظ حضرموت العمل في مشروع صالة مطار سيئون للوصول والمغادرة وبتكلفة استثمارية تقارب مليار ريال . وافتتح نائب رئيس الجمهورية مركز الطوارئ بمستشفى سيئون العام، مطلعاً على تجهيزات المركز من الادوات والمعدات الحديثة وطواقم السيارات الجديدة الخاصة بالمركز، وكان في استقباله جموع كبيرة من المرحبين بزيارته مرددين الاهازيج والزوامل الشبوانية المؤكدة على عظمة العطاء في ظل الوحدة المباركة، ومؤكدين ان وحدة اليمن راسخة رسوخ الجبال وثابتة في القلوب والعقول وازدادت رسوخاً منذ انبلاج الثاني والعشرين من مايو المجيد عام 1990م مصحوبة بعبارات الترحيب ومظاهر الحفاوة والسعادة مع دوي الطبول مقترنة بتعبيرات وأهازيج الفرح المصاحبة لفرقة سيئون للفنون الشعبية والتفاف المشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية بالتأكيد على مضي مسيرة البناء والانجاز التي شملت كل مناحي الحياة في وطن الثاني والعشرين من مايو العظيم.. بعد ذلك قام الأخ عبدربه منصور هادي بقص الشريط إيذاناً بالافتتاح رسمياً واطلع على تجهيزات قسم الطوارئ العامة وغرف العمليات والعناية المركزة وسعة قسم الرقود والمختبرات والمناظير وتخطيط القلب واختبار الجهد، مستمعاً من الدكتور حسين الحداد مدير عام مكتب الصحة وابراهيم الكاف مدير المستشفى الى ايضاحات حول تلك التجهيزات الحديثة ومدى القدرات الاستيعابية متبادلاً معهم الحديث حول ذلك وأكد اهمية بذل الجهود من اجل تقديم افضل الخدمات الطبية والصحية ومساعدة الناس في هذا الجانب الذي يعتبر من الاساسات الحياتية خصوصاً وقدرات المستشفى في تنفيذ العمليات الكبرى والصغرى الذي تتبعه عدد من المراكز في مختلف مناطق الوادي والصحراء . يذكر ان التكلفة الاستثمارية لهذا المشروع الصحي الكبير تتجاوز 220 مليون ريال . وفي قسم الحروق اطلع الأخ نائب رئيس الجمهورية على تجهيزاته الحديثة مستعماً من الدكتور محمد علي العيدروس رئيس المركز الى ايضاحات حول ما يشتمل عليه المركز من تجهيزات . وقد حث الاخ نائب الرئيس على أهمية العناية بهذا المركز على اعتبار ان الحروق تمثل ازعاجاً كبيراً وخطيراً على المصاب ولذلك لابد من العناية بصورة اكبر حول هذا الجانب . وفي مدينة سيئون أيضاً زار الأخ نائب رئيس الجمهورية الاستاد الرياضي بالمدينة والذي يعتبر اكبر استاد رياضي في اليمن، حيث يتسع لخمسين الف متفرج وبمواصفات فنية وهندسية دولية وعالية المستوى وبتكلفة استثمارية تقارب ملياري ريال . بعد ذلك حضر الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية اللقاء الموسع الذي عقد في قاعة الاحتفالات والمؤتمرات في المجمع الحكومي بمدينة سيئون، حيث تحدث الاخ نائب رئيس الجمهورية معرباً عن سعادته بهذا الجمع الكبير الذي يعكس الحفاوة الحميمة. ونقل إلى الحاضرين ومن خلالهم إلى ابناء محافظة حضرموت الوادي والصحراء تحايا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية،وقال لمسنا خلال هذه الزيارة على الواقع الكثير من المنجزات التنموية على طريق تحقيق النهوض بكافة الجوانب التنموية، وكلنا نعرف أن برنامج فخامة الرئيس علي عبد الله صالح يحوي في طياته معالجات واسعة وكثيرة تنموية واقتصادية وسياسية واليوم زرنا أكبر مشروع زراعي تنموي لزراعة القمح، ولقد كان منظراً يسر الخاطر ويفرح القلب ولابد من المضي الجاد في طريق تحقيق الأمن الغذائي. وقال الأخ نائب رئيس الجمهورية : لاشك اننا نطمح إلى المزيد من الإنتاج والإنجاز وعلى مختلف الصعد.. معرباً عن ارتياحه بمستوى ما تحقق، منوهاً إلى أنه تم انجاز 80 بالمائة من مشاريع الطرق تقريباً في مديريات الوادي والصحراء التي نعلم مدى تباعدها وكيف كانت في الماضي يستحيل اسعاف أي مريض من منطقة بعيدة إلى سيئون مثلاً لصعوبة المواصلات وعانينا كثيراً من هذه المشاكل . ودعا الأخ نائب رئيس الجمهورية السلطة المحلية إلى تحمل مسئولياتها كاملة تجاه عجلة التنمية والنهوض وقال : ربما تبدأ من هذا العام عملية نقل المخصصات المالية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في طريق نقل الصلاحيات كاملة إلى المحافظات والمديريات وإنهاء المركزية . وأضاف: على الجميع القريب والبعيد أن يعي بأن هناك ثوابت وطنية ونعتبرها خطوطاً حمراء، النظام الجمهوري والوحدة الوطنية والنهج الديمقراطي ونؤكد لهم جميعاً بأن الزمان قد تغير ولم يعد هناك محاور أو احلاف أوحرب باردة، الزمن اليوم زمن آخر من يلعب خارج الإطار الطبيعي للديمقراطية والنظام والقانون سيخسر . وأشار الى ان المؤتمر الشعبي العام قد اتخذ قراراً واتجاهاً باتجاه كافة الاصلاحات التي يتوق اليها شعبنا وهذا لارجعة فيه اذا كانت الأحزاب والقوى السياسية معنا فأهلاً وسهلاً على الرحب والسعة بعيداً عن المماحكات أو الادعاءات التي جعلتنا نراوح في نفس المكان . ونحن لا ننكر السلبيات هنا وهناك ونريد العمل للإصلاح الشامل وطموحون لتحقيق هذا المشروع الكبير والمطلوب من الجميع الحفاظ على الأمن والاستقرار فهو اساس البناء والتنمية . وكان الأخ احمد جنيد الجنيد وكيل المحافظة لشئون الوادي والصحراء قد ألقى كلمة في اللقاء رحب فيها باسمه واسم مواطني وادي حضرموت والصحراء والسلطة المحلية وعلماء وأعيان وكافة الشرائح الاجتماعية بالأخ نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وقال : هذه المنطقة من الوطن اليمني الأعز التي نعمت في العهد الوحدوي الميمون وفي ظل الرعاية والاهتمام التي اولاها ويوليها اياها راعي الوحدة والديمقراطية والتنمية فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بالجهد التنموي التحديثي للمنطقة والذي يلمسه المواطنون في كل أوجه الحياة في الطريق والمدرسة والمستشفى، في الكهرباء والمياه وسائر البنى التحتية، في الاستقرار والنماء والأمن والأمان في الاستثمار والعطاء التنموي ليغدو معه وجه وادي حضرموت مشرقاً باسماً وأكثر قدرة واستعداداً وعطاء في مسيرة البناء والتنمية الحثيثة التي يشهدها الوطن منذ تحقيق وحدته الغراء. وقال الوكيل الجنيد: مثلما أسلفت فإن خير الوحدة ورعاية قائدها ومعه معاليكم والقيادة السياسية والحكومة وارف وجزيل وسادر بإنجازاته على الإنسان والأرض في وادي حضرموت وصحرائه، فقد بلغ عدد المشاريع المنفذة والجاري تنفيذها في مختلف مديريات الوادي خلال العام المنصرم 2007م بلغت 406 مشاريع بمخصصات مالية اجمالية بلغت عشرة مليارات و618 مليون ريال وبلغ حجم الانفاق عليها ثمانية مليارات و82 مليون ريال بنسبة تنفيذ 80 بالمئة . وحث الوكيل الجنيد على ضرورة تنفيذ التوجيهات القاضية بإنشاء جامعة وفتح كلية خاصة بالبنات في وادي حضرموت ولما من شأنه تعزيز الواقع التعليمي والأكاديمي في المنطقة ومعالجة عدد من المشكلات التعليمية المزمنة وأهمها ضعف تعليم الفتاه الجامعي . وفي القطاع الزراعي قال الوكيل الجنيد :إن دعوة فخامة رئيس الجمهورية إلى التوسع في استزراع القمح شكلت حافزاً لزيادة هذا المحصول الحيوي حيث زادت المساحة المزروعة من القمح وتم انتقاء البذور الكفيلة بعائد موسمي أغزر من قبل مركز البحوث الزراعية . مشيراً الى ان المؤسسة الاقتصادية اليمنية بدأت يوم السبت الماضي في شراء المحصول من المزارعين بسعر تشجيعي مجزٍ بينما اللجان الخاصة بتنفيذ توجيهات الأخ رئيس الجمهورية الخاصة بتوزيع أراضي زراعية على الشباب تعمل على وضع اللمسات التنفيذية الأخيرة للتنفيذ العملي للقرار بعد قيامها بحصر الأراضي المستهدفة بالتوزيع وتوزيع استمارات الطلبات على الشباب لغربلتها ومطابقتها بمواصفات الصرف. داعياً الى تعزيز عمل منفذ الوديعة ليعمل على مدار الساعة تخفيفاً لمعانات المواطنين وتيسيراً لتنقلاتهم من وإلى الوطن ..كما دعا الى تفعيل المنطقة الاستثمارية والصناعية بالمنفذ لتؤدي دورها الاقتصادي والتجاري الواعد . حضر اللقاء محافظ حضرموت طه عبدالله هاجر ووكيل المحافظة لشئون الوادي والصحراء أحمد الجنيد وعضو مجلس النواب سعيد باحقيبة وعضوا مجلس الشورى محمد حسين العيدروس وأحمد عبيد بن دغر ووكيل وزارة الداخلية اللواء الركن محمد عبدالله القوسي وقائد المنطقة العسكرية الشرقية اللواء الركن محمد علي محسن ومدير عام مكتب التربية والتعليم الدكتور محمد فلهوم وأعضاء الهيئة الإدارية بالمجالس المحلية والمكتب التنفيذي والقيادات الادارية والعسكرية والعلماء والشخصيات الاجتماعية والمشائخ والأعيان.