حضرموت ليست موطناً للعشق فحسب، إنما هي موطن للفن والأدب والتراث والسحر والجمال والمتعة والعشق كذلك. هذا الحقيقة الماثلة أمام الأعين و المجردة على أرض الواقع، حكت فصولها وجسدت معانيها في أدق تفاصيلها وأكثرها بلاغة وصلات العمل الفني الاستعراضي “ موطن العشق” الهدية التي قدمها أبناء محافظة حضرموت لرجال المال والأعمال والمستثمرين العرب والأجانب بمناسبة الاحتفاء بانعقاد أعمال مؤتمر الاستثمار السياحي والعقاري التي استضافته مدينة المكلا. فكرة العمل التي أبدعها الدكتور سعيد سالم الجريري وإلى جانبه الصحفي فؤاد عوض باضاوي والموسيقي طارق عوض باحشوان، وصاغ أشعارها الفنان أنور سعيد الحوثري وكتب كلمات روايتها الشاعر الأستاذ خالد عبدالعزيز، سطرت صفحات من تاريخ هجرة أجدادنا الحضارم للخارج، ورصدت ملامح من موروثنا الشعبي والثقافي الأصيل، وعكست ما تزخر به البيئة الحضرمية من رقصات وإيقاعات جميلة، تعبر عن اتزان وشفافية ومصداقية الإنسان في حضرموت والوطن على مر العصور. لا نبالغ عندما نقول إن الحاضرين للحفل ممن غصت بهم مدرجات منصة الستين انبهروا بما شاهدوه فتعالت حدة تصفيقهم الحار الذي رافق ختام كل فقرة أو وصلة فنية تمازجت فيها الألحان والكلمات والأنغام وأداء الرقصات على نحو شيق ومثير ومذهل. فمن مقاطع غنائية أطلقتها حناجر الأطفال من براعم وزهرات زينتها أغنية ( يا مفخرة أمجادي) مروراً برقصة الكاسر البحرية والدحيفة الدوعنية وشرح المناهيل والغية، انتهاء برقصة القطني، وأغنية( محلى اللقاء بالضنين)، كان العمل لوحة فنية اختلطت فيها الألوان وتناسقت المعايير، وبلغت حبكة العمل الذروة حين تدافع أعضاء الفرق الفنية بترتيب محسوب وتنظيم مسبق لحلبة العرض التي اشتعلت على وقع حركاتهم السريعة، ولم تهدأ إلا بإطلاقهم أسراب الحمام الزاجل إلى عنان السماء ليعلن العمل الفني والاستعراضي نهايته التي كان مسك الختام الأروع.