قالوا:الأم مدرسة،وأقول: بل المدرسة هي الأم والأب والأسرة بأكملها، وفي عصر العولمة لم يعد الطالب صورة لأسرته بل صار صورة لمدرسته.. «قل لي أين تدرس أقول لك من أنت » من المدرسة تبدأ الأخلاق، وفي المدرسة تصنع المبادئ والقيم،ومن غير شك فالمعلم هو القدوة الأولى،بينما الأسرة تشكل اللبنة الأولى وبين المعلم والأسرة يحدث تشبيك وطيد ليصنع بدوره صرح الأخلاق الشامخ، وبناء القيم السامي. في المدرسة تعلمنا من الأخلاق والتي قلما نجدها في الجامعة رغم مساحتها الشاسعة ومبانيها الواسعة. المدرسة غير.. فعدد الطلاب القليل،وقابلية التقبل العالية لدى هذه الفئة العمرية، والاحتكاك الأكبر بالمعلم، والجو التربوي المتاح،كل هذه العوامل وغيرها تجعل من المدرسة المكان الأول لتعليم الأخلاق وتدريس القيم. غير أن المدرسة لم تعد كما كانت مصدراً للأخلاق والقيم،وصار المعلم يضيق بمجرد دخوله بوابة المدرسة، وأصبحت الإدارة المدرسية مجرد كلمة في إذاعة أسبوعية أو عصا غليظة لطالب صادف طريق المدير. لا نخلي الأسرة في مسؤوليتها،بل هي المسؤول الأول والأكبر عن زرع الأخلاق الحميدة في نفوس أبنائها هي مطالبة بدور كبير في متابعة الأبناء في مدارسهم المتابعة الدقيقة والدائمة،والأسرة معنية أيضاً بالتواصل المستمر لمعرفة كل جديد في حياة أبنائها التربوية والتعليمية. أخيراً .. يبقى السؤال الملح.. هل يعود للمدرسة دورها الريادي في تنمية الأخلاق وصناعة القيم؟؟.. هذا مانأمله من البقية الباقية من مديري العهد الماضي ومعلمي الزمن الجميل.