تعد المرأة المعوقة في مجتمعنا نموذجاً مشرقاً في الواقع الاجتماعي ، حيث استطاعت وبفترة وجيزة أن تجد نفسها ضمن كيان مؤسسي يهتم بشؤونها ويرعاها حيث كانت جمعية المعاقين حركياً هي الحضن الدافئ الذي استوعب الرجال والنساء دون تمييز وبرزت من خلاله عدد من النساء المتميزات اللاتي كسرن حاجزي المجتمع والإعاقة معاً بل أثبتن أن المجتمع هو المعاق عندما يعاملهن بنظرة قاصرة وهن صحيحات العقل ورائدات الفكر واستطعن عمل ما لم يقوم به الآخرون ، ولم تكن لطيفة محمود إلا واحدة منهن وقد التقيناها على عجالة فكان هذا الحوار .. البطاقة : الاسم : لطيفة محمود ردمان تاريخ الميلاد: 1972م المؤهل: ثانوية عامة دورات في اللغة الإنجليزية - والكمبيوتر (حاصلة على الرخصة الدولية - كمبيوتر ) دورات في مجال العمل الاجتماعي والإعاقة. دورات في مجال حقوق المرأة والإنسان. كيف كانت بدايتك مع العمل ؟ بدأت العمل في المرحلة الإعدادية وقد كنت أعتقد أنني الوحيدة معوقة فسمعت حينها عن جمعية المعاقين فبادرت الالتحاق بها عام 1990م فوجدت أن هناك العديد من المعاقين وأحببت أن أقوم بعمل يخدم شريحة المعاقين والتحقت بدورة خياطة ودورات تأهيلية أخرى في الجمعية وبدأت العمل في الجمعية ثم تم التعاون مع المنظمة السويدية في برنامج CBR بالنزول الميداني إلى المنازل وتفقد المعاقيين وشرح للأهالي أهمية الاهتمام بالمعاق ومعاملته بنظرة متساوية كالأسوياء، ومن ثم قمنا بفتح فصلين لمحو أمية المعاقين قمت بالتدريس في المرحلة الأولى. ما العمل الذي شغلتيه بعد ذلك في الجمعية ؟ قمت بالعمل في التنسيق لبرامج الأطفال المعاقين وقمنا بمتابعة وزارة التربية والتعليم لفتح مدرسة أساسية خاصة بالأطفال المعاقين وفي عام 1995م تم فتح المدرسة وذلك بفتح فصلين دراسيين أول وثاني وثالث ودعمونا بثلاثة مدرسين مع الكتب المدرسية ومن ثم يتم دمج الأطفال في المدارس الاعتيادية واستمريت كمنسقة لمدة عشر سنوات ثم عملت كمسئولة علاقات عامة لمدة ثلاث سنوات ومن ثم أمين عام للجمعية من عام 2004 الى 2007م . كيف كان دعم الأهل لك؟ كان دعم أسرتي لي كبيراً فأنا كنت أدرس في مدارس اعتيادية إلى أن عملت في الجمعية كنت خلالها أنال أفضل رعاية واهتمام وتشجيع وخاصة من أخي حميد الذي ساعدني ودعمني كثيراً ووقف بجانبي وكان دائماً يحضر معي كل الفعاليات المحلية التي نقوم بها . ماذا عن نظرة الآخرين لك؟ كنت أعتقد أني المعاقة الوحيدة وكان الآخرون ينظرون إلي بنظرة استغراب ممزوجة بالشفقة استغراب من أني أدرس وأعمل وشفقة بسبب إعاقتي التي كانوا يعتقدون أنها عائق أمام الإنسان، على الرغم من دعم أسرتي ووقوفها بجانبي، إلا أنه باستمراري العمل من أجل المعاقين وإثبات قدرتي وبأن المعاق قادر على العطاء تغيرت نظرتهم. أمنية تتمنين أن تتحقق خاصة ونحن الآن نحتفل بيوم المرأة العالمي ؟ أتمنى أن يتم الاهتمام الأكبر بالمعاق وخاصة النساء المعاقات وتسهيل الحواجز النفسية والجسدية التي تقف في طريقها حتى تصبح المرأة المعاقة ذات فائدة لنفسها أولاً ومجتمعها لأنها مثل غيرها لديها القدرة على العطاء إذا لقت الدعم من الأهل والمجتمع. إذا كان لابد من توجيه ثلاث رسائل فإلى من توجهينها ؟ - الأسرة :إذا كان لديهم طفل أوطفلة مصاب بإعاقة ما أن يسمحوا لهم أن يعيشوا حياتهم بصورة طبيعية يتعلموا ولا يغلقوا أمامهم الأبواب لأنهم مسئولون عليهم يوم القيامة. - المجتمع: أن ينظروا إلى المعاق كشخص طبيعي من حقه أن يعيش ويمارس حياته بصورة طبيعية وأن يتعاملوا معه بإنسانية أكبر. - الدولة: أن يكون المعاق ضمن خططهم التي يقومون بإعدادها، وتسهيل الحصول على وظائف مناسبة لهم حتى يتمكنوا من العيش بكرامة وخاصة أصحاب المؤهلات البسيطة والحرفية .