(1) إنه الوطن... حار كالدم وكفيفٌ كالمعصية ها هو الآن في ثوب سكِّير يترنحُ في وطأة الانخذال.. فلا يقوى أن ينادم، أو أن يخاصم، .. لكنه لا يخطىء الكتفين، ويحذق فن التسول، والرقص في حافة الهاوية. ثم إنه يتقن حبك «الطبول» - ويوهمنا أنه شاعر - ويجيد التوسُّطَ بالدمع.. حتى إذا ناهز الجد، ساوره الشك، وافتعل التسلية. (2) نحن غامرْنا بالمثول إليه، وكان طوال الرحلة: من شرفة الدمع... حتى خاصرة القلق..حاضراً في بديهتنا مكتظاً.. مكتظاً بحرارة أوجاعنا لا يغادرنا.. ونغني له:أحلى ما لدينا من طيِّب الكلمات، ولحنِ البشارةِ، والتعزية لم نراهن فيه على أي فعلٍ مؤكد.. لكن راهنا عليه، وكان بلون الجراحِ القمينة. فتوالينا فيه، اشتعلنا انتظارًا وحزناً.. على راحتيه، اشتعلنا ثانيةً وتوالينا أخرى.. لم نقل مرةً قد تعبنا. كنا نقولُ ابتدأنا ونعودُ إلى تكرار الحب (اللعبة) في مرةٍ ثانية كان يكبر فينا.. فنَعمى. وننسى أنفسنا ويطول.. فيصغُر العالم من حوله - العالم من حوله قشةٌ وهو فيه النخيل المغنى.. والدم السرى الذي يوصل الأشياء إلى بعضها، والجذور إلى نبعها... إنه الخبزُ، والعشق، والأغنية. (3) ونفتش في غيبوبتنا.. لا نرى إلا إياك أيها الوطنُ، المسترخي إلى حد الشبهة. والممتد كالتابوت.. على خارطة الجراح، (مبتلاً بدموع المناجاة) ما بين ياء الحنين، ونون الأنين، كأنك تنتظر التسوية. غير أنك آخرُ من يدري تشتاق إلى الفعلِ... لكن تغرق بالاشتهاء ونحن إلى الضوء.. ثم تموت بحر المواجهة. لا تكن بطموح الفراشة. كن على قدر رغبتنا فيك، ممتداً.. وأليفًا، مليئاً.. وخصباً، كن وطنًا.. تهميش: تدري أن الأرض ذات الطول الواحد ذات عرضٍ واحد لا تموت.. كما لا تحتضر بل تذبل إن لم يطهرها العشقُ - المطر ومتى ذبُلت كفت عن أن تعطي أو أن تسمى أرضاً.. تغدو آنئذ - لا فرق - حصانًا.. أو عربة (4) أيها الوطن..ال (كان) فينا كقرصِ الرغيف، شهيًا.. معافى أنت علمتنا الحبَّ.. حتى التشفي، وواليتنا في ثناياك؟ إما دموعا..تهاجر، أو أضلعاً - داميات تكابر، وألبتنا - لم تقل إنّا كل من فيك لكن توكأتنا ثم عدتَ فألبستَنا كفنَ التضحية عُدْ لنا من قنوت الفجيعة، عرشًا، أو نعشًا.. لا يهم إننا نخرج الآن من راحتيك عرايا ..................... أرضنا - في جلدة - أقدامنا كلما نحن أوسعناها خطى.. امتدت واتسعت..) أيها الوطن الأحجية.. هذي هي لحظتُنا الفاصلة لا نغالي.. ولكن نساوم، نختصم الآن فيك.. وأنت القتيل القاتل الدم النازف الباقي.. فينا امنحنا الجرأةَ كي نقول - ولو كلمة واحدة: كن لنا.. أو لهم (نحن أولى بالمعروف.. فجادلنا بالتي هي أشفى) لا تعاضل أكثر مما قد ينبغي.. يكفي قد شربناك.. حتى قعر المماطلة (اختتام) انفتحي بوابات الأرض.. هذا أنا.. أرسم الآن في حافة الرمل.. حزن خطاي إما بلادا بطول اشتياقي. وإما..................... ....................