بدأت صباح أمس في دبي فعاليات منتدى الإعلام العربي 2008 في دورته السابعة والتي تقام هذا العام تحت شعار "التكنولوجيا وتكامل الاعلام العربي". المنتدى الذي ينظمه نادي دبي للصحافة للعام السابع على التوالي ويتم على هامشه توزيع جوائز الصحافة العربية اتخذ هذا العام منحىً جديداً تمثل في إشراك صنّاع القرار الإعلامي في عدد من الدول العربية والأجنبية، حيث استقطب المنتدى في دورته الحالية أكثر من 50 شخصية من أبرز الشخصيات الإعلامية من 15 دولة عربية وأجنبية، بما في ذلك اليمن التي تشارك لأول مرة بوفد رسمي تمت دعوته رسمياً ولأول مرة. وتشارك اليمن في هذا الحدث العربي الإعلامي الهام بوفد يضم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الجمهورية للصحافة رئيس التحرير سمير رشاد اليوسفي ورئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» رئيس التحرير نقيب الصحفيين اليمنيين نصر طه مصطفى، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة رئيس التحرير علي ناجي الرعوي، وعدد من ممثلي وسائل الإعلام الرسمية والحزبية. ويبحث المشاركون تأثير التقنيات الجديدة على المشهد الإعلامي والتفاعل بين شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام، والفرص والعقبات التي تواجه عمليات توسيع استخدام التكنولوجيا، إلى جانب تناول الأوضاع الراهنة للإعلام العربي، والتحديات والفرص المتاحة أمامه في عصر التقنيات الجديدة. كما يناقشون وثيقة مبادئ تنظيم البث الفضائي الإذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية التي أصدرها مجلس وزراء الإعلام العرب في اجتماعه الاستثنائي الذي عقد في القاهرة في فبراير الماضي. وقالت الرئيس التنفيذي لنادي للصحافة منظم الحدث منى المري في كلمتها في افتتاح المنتدى: "تقرر هذا العام إفراد مساحة أكبر (...) ألا وهو التكنولوجيا الرقمية كمكوّن رئيس بات يهيمن على عالم الإعلام". وأشارت إلى أن سبب اختيار هذا الموضوع كان الرغبة في الجمع بين الآراء المتنوعة حول هذه الظاهرة اللافتة التي قلبت القواعد التقليدية للعمل الإعلامي بالشكل الذي عرفناه حتى اليوم، وأيضاً لأن البعض من الآراء السائدة تستند إلى دراسات وإحصاءات، ولأن كثيراً منها تستمد مادتها من أفكار مسبقة أو انطباعات قد تبدو غير واضحة المعالم. واعتبرت المري هذا التنوع يعكس صعوبة الإحاطة بظاهرة لاتزال على اتساعها في مراحلها الأولى، في وقت لم يعد العالم اليوم يتحدث فقط عن قارة رقمية هي شبكة الانترنت وتطبيقاتها، بل بات الحديث يدور أساساً عن «الكون الرقمي» وطوفان المعلومات فيه. وتساءلت قائلة: "كيف لا ومخزون الذاكرة الرقمية للعالم يتضاعف كل عام بمعدل 60 في المئة، وقد بلغ حتى الآن 290 مليار جيجا بايت، 70 في المئة منها أنتجها أفراد، وهي نسبة هائلة وعظيمة تتجاوز كل التصورات". ونوهت إلى أن مثل هذا التحول ولّد لصناعتي الصحافة والمحتوى الإعلامي تحدياً جديداً وحقيقياً لم تستعدا له، ولكنه فرض نفسه عليهما وعلينا جميعاً في عالم الإعلام والصحافة. وأردفت قائلة: "وقد تتبادر إلى ذهن المرء تساؤلات كثيرة، مثل: هل تتيح التكنولوجيا حرية أكبر؟ هل ستصبح الصحافة شيئاً مغايراً عما نعرفه اليوم؟ هل يصبح الهاتف الجوال الأداة السحرية التي تحمل داخلها جريدة المرء وكتابه وتلفزيونه وجهاز كمبيوتره الشخصي وكل ملفاته التي يستطيع فتحها ونقلها بلمسة زر واحدة؟ هذه التساؤلات وغيرها الكثير ستبدو مجرد تساؤلات ساذجة بعد عشر سنوات من الآن، إلا أنها جميعاً أسئلة لا سبيل إلى تجاهلها اليوم". وتابعت المري قائلة: "وقد راعينا في المنتدى هذه السنة إيجاد ساحة مناسبة للحوار حول هذه المسائل وقضايا أخرى تخص الصحافة وأهلها، بقصد التوصل إلى تصورات مشتركة بين المجتمعين، وهم نخبة من العاملين في الشأن الإعلامي في العالم العربي والساحة الدولية". وشددت المري على أنه في عالمنا العربي هناك تحولات تستحق من المشاركين في منتدى الإعلام العربي السابع التوقف عندها والحديث عنها، وقد أدرجناها في مواضيع الجلسات، فهناك النمو غير المسبوق للصحافة الالكترونية على حساب المطبوع.. فمقابل ما يزيد على خمسة آلاف صحيفة حول العالم، هناك فقط 280 صحيفة يومية عربية، أي أقل من صحيفة واحدة لكل مليون مواطن عربي. بالمقابل تذهب الاستثمارات إلى وجهة أخرى هي التلفزيون، حيث يتواصل النمو بوتيرة غير مسبوقة. وتشير إحصاءات عرضت في المنتدى إلى أن التلفزيون في العالم العربي يشكل المصدر الرئيس للمعلومات، إذ يستقي منه 78 في المئة من السكان معلوماتهم، وهذه أعلى نسبة في العالم، ولهذا وصل عدد قنوات البث الفضائي، دون القنوات الأرضية، إلى 453 فضائية عربية. وكشفت الإحصاءات أن العالم أنتج العام الماضي قرابة 300 مليون جهاز كمبيوتر شخصي، مقابل 1.1 مليار من أجهزة الهاتف الجوال، في وقت تجاوز عدد مستخدمي الهاتف الجوال حول العالم ثلاثة مليارات نسمة.