مديرية الضحي بمحافظة الحديدة الواقعة باتجاه الشمال على الخط الدولي الذي يربطنا بالسعودية تعتبر من المدن التهامية القديمة بشهادة المواقع الأثرية الموجودة فيها وكثرة مساجدها ومن أشهر المناطق الزراعية في اليمن وذلك لوقوعها على ضفة وادي سردود أشهر أودية اليمن حيث تعتبر دلتا سردود فهو يحتظنها من الجانبين ولذلك تجد الكثير من المزارع الحكومية والخاصة المنتشرة فيها.. شهدت هذه المديرية نهضة تنموية شاملة لمختلف المشاريع عبر مجلسها المحلي قمنا بزيارتها ونقلنا إليكم هذه الصورة: تقع مديرية سردود شمال الحديدة حيث تبعد عنها باتجاه الشمال بطريق اسفلتي 46كيلومتر مربع ويحدها شمالاً مديرية الزيدية والمغلاف جنوباً وشرقاً مديرية باجل ومن الغرب جزء من الزيدية وجزء من مديرية باجل وتضم عزلتين هما عزلة جرباحه العليا وعزلة جرباحه السفلى ويبلغ عدد سكانها حوالي 54ألف نسمة وسميت بهذا الاسم نسبة لموقعها المتميز حيث تعتبر ضاحية وادي سردود فهي تقع مابين ضفتي وادي سردود فالوادي يحيط بها من الشمال ومن الجنوب ولهذا فهي تعتبر ضاحية وادي سردود ودلتا تهامة. والنشاط السكاني لأبناء هذه المديرية سمرة الوجوه البيض قلوبهم الذين امتازوا بالطيبة المفرطة وحبهم بل وعشقهم للسلام والتسامح ولاأحقاد في قلوبهم. يعمل أكثرهم في النشاط الزراعي بحكم موقع المديرية التي يحتظنها وادي سردود أشهر أودية تهامة واليمن بشكل عام من الجانبين الشمال والجنوب فهي مثل دلتا سيناء بمصر ومعظمهم يعمل في الرعي وتربية المواشي حيث تعتبر مهنة الرزاعة والرعي إلى جانبها أهم مميزات هذه المديرية التي تشتهر بكثرة المساحة و الرقعة الزراعية فهي ذات مزارع كثيرة لأصحاب القطاع الخاص فقد اتجه الكثير من أصحاب رؤوس الأموال في اليمن من مختلف المحافظات للاستثمار الزراعي في هذه المديرية المعروفة بخصوبة أراضيها الزراعية وكذلك الحكومة اتجهت هي أيضاً للاستثمار الزراعي في هذه المديرية من بعد قيام الثورة مباشرة فقد تم انشاء وتكوين أول مزرعة في اليمن في منطقة الكدن بتمويل ودعم روسي والآن أصبحت تحت إشراف وزارة المياه والري والهيئة العامة لتطوير تهامة وكما يوجد فيها مقر هيئة البحوث الزراعية فرع تهامة بالكدن وإلى جوارها يوجد هيئة الاكثار من البذور وأشهر معهد زراعي الذي يعتبر تؤماً للمعهد الزراعي في ألمانيا. كما يوجد فيها أيضاً الكثير من المزارع الخاصة المشهورة واشتهرت هذه المديرية أيضاً بتربية النحل وانتاجه وتشتهر بأسواقها الشعبية والتي من أهمها سوق الاثنين وسوق الخميس ولهذا فالمديرية ذات حركة تجارية من ناحية المنتوجات الزراعية ومعظم الأسر مصدر عيشها العمل في الحقول الزراعية ومعظم المحاصيل الزراعية والخضروات والفواكه التي تغطي أسواق الجمهورية في مختلف المحافظات من خيرات أراضي هذه المديرية التي تكتسب أهميتها من هذا الجانب اضافة إلى ذلك فهي بأراضيها الزراعية تعتبر حقل تجارب حيث يقصدها الكثير من البعثات والخبراء لاجراء تجاربهم الزراعية. المواقع الأثرية والصناعات الحرفية وعن المواقع الأثرية والسياحية التي تزخر بها هذه المديرية وكذا أشهر الصناعات الحرفية القديمة اليدوية التي تشتهر بها هذه المديرية يقول الأخ/محمد مناجي دوم عضو المجلس المحلي بمديرية الضحي: مديرية الضحي من المديريات القديمة جداً والتي تأسست في القرن الثامن الهجري على يد العلامة المشهور اسماعيل بن اسماعيل بن محمد بن ميمون بن مهران الحضرمي والذي مازال ضريحه موجوداً إلى الآن وهو من المعالم التي يرتادها الزوار في هذه المديرية ومن المواقع والمعالم الأثرية أيضاً جامع الضحي الكبير والذي بني في تلك الفترة ومسجد بن علي و مسجد الصريفي وقلعة الضحي التي بنيت في العهد العثماني بالاضافة إلى مسجد الحسينية وهو من أقدم المساجد الأثرية هو والمساجد التي تم ذكرهم وهو يعتبر تحفه معمارية فريدة نادرة الوجود وجمال في الصنع والابداع ويمتاز بروعة في التصميم والتكوين حيث وأن من أهم مميزات هذا المسجد والملفت للنظر عند دخوله هو أن سقف المسجد عبارة عن كتلة طويلة من الحجر تغطي سقف المسجد من أوله إلى آخره قطعة واحدة ومن المواقع السياحية لهذه المديرية اضافة إلى تلك المواقع الأثرية والمساجد القديمة المتناثرة تعتبر المديرية بقراها وعزلها منتجعاً سياحياً وحدائق مترابطة من المزارع ذات الكثافة من الأشجار المتنوعة والخضرة الدائمة والعشبية على مدار العام لقرب موقعها من وادي سردود الذي يشكل خطين يحيط بها من الشمال ومن الجنوب جعلها تبدو كجزيرة غناء ذات خضرة ومتنفس يقصده عامة الناس لترويح عن أنفسهم وبرفقتهم أسرهم لقضاء أوقات ممتعة ولحظات لاتنسى ولايمكن أن تذهب عن الذاكرة ليعاودوا زيارتها لمرات عديدة حيث وأن مديرية الضحي وخاصة ريفها تزدحم بغابات كثيرة الأشجار من مختلف الأشجار وزيادة فوق ذلك فهي تعتبر من المواقع الاستثمارية ذات الجلب الاستثماري لكي يقصدها رؤوساء وأصحاب الأموال للاستثمار في القطاع الزراعي وهذا ماهو حاصل الآن لكثرة المشاريع الاستثمارية الخلابة وتنوع الطقس فيها مابين البارد والدفئ والمعتدل وتواجد أنواع نادرة من الطيور والحيوانات. أما عن الصناعات الحرفية القديمة التي تشتهر بها المديرية والتي مازالت قائمة بعضها إلى الآن لأن أصحاب هذه الحرف حافظوا وعليها جيلاً بعد جيل فمن أهمها المصوغات الفضية بمختلف أنواعها من زينة للنساء وكذا للرجال مثل الجنابي وغيرها اضافة إلى الصناعات الفخارية بمختلف أنواعها وكذلك صناعة الحبال«الحاف» وصناعة القطران وهي المادة المستخرجة من الفحم اضافة إلى صناعات تقليدية كثيرة حافظ الأبناء عليها وتحتاج إلى الدعم .. ويواصل الشيخ محمد مناجي دوم: لكن هذه المرة عن الموروث الشعبي لهذه المديرية وأهم ماتمتاز به من موروث شعبي وعادات وتقاليد حيث يقول مواصلاً حديثه تمتاز مديرية الضحي بأن أهالي هذه المديرية لايزالون محافظين على عاداتهم وتقاليدهم في مختلف المناسبات وكذا في أعراسهم فمن العادات الحميدة التي مازالت قائمة إلى الآن هو ذلك الكرم الحاتمي من الحفاوة باستقبال الضيف وإكرامه وكذلك تلك الرقصات الشعبية والفلكلور التهامي والتعبير عن الفرحة والسرور من خلال المناسبات واظهارها بأشكال متعددة فمن أشهر الرقصات التي مازالت تؤدى إلى الآن «رقصة الهزة وهي تؤدى لنوعين ذكور وإناث بهز الاكتاف مع الصدر بسرعات عالية ومعبرة مع صوت المزمار والطبول وكذلك رقصة المخدمي ورقصة المطرمع» ومن العادات أيضاً هو تنوعهم ومهارتهم في صناعة الأكلات الشعبية مثل «الجهشة وهي التي يتم صنعها من حبوب الذرة الحمراء ويضع فوقها الحليب والعسل وماتشتهي النفس» أما عن أشهر رواد وعلماء هذه المديرية القدامى والحديثين فمن أبرزهم وأشهرهم العلامة اسماعيل الحضرمي مؤسس هذه المدينة والشيخ السيد سردود والشيخ أحمد بن جابر بن جبران رحمهم الله جميعاً وكذلك السيد الفقيد/عبدالله عمر القادري الأهدل والشيخ/علي جيش محمد محبوب والسيد أحمد الموصل والسيد أحمد محمد عبيد والفقيه محمد يعني. أبرز الانجازات أبرز الانجازات التي تحققت لهذه المديرية يحدثنا الشيخ/رضوان ابراهيم القديمي الأمين العام للمجلس المحلي بالمديرية قائلاً: تحققت للمديرية الكثير من الانجازات والتي من أهمها وأبرزها تلك النهضة الزراعية التي تشهدها المديرية والتي جعلتها مميزة وذات أهمية كبيرة بالنسبة لباقي المديرية من حيث كثرة المنتجات الزراعية التي تنتجها أراضيها الزراعية وتغطي بإنتاجها كل أسواق الجمهورية وجميع المحافظات والأسواق بمختلف الأصناف الزراعية والمحاصيل وايصال البلد إلى حد الاكتفاء بما تنتجه من وفرة الانتاج بل والعمل على تغطية أسواق البلدان المجاورة وكذا الأوروبية بما تجود به هذه الأرض الطيبة لأنها تمتاز بكثرة المزارع فيها للقطاعين العام والخاص وكذا بتواجد هيئة البحوث الزراعية بمنطقة الكدن فرع تهامة وتلك التجارب والأبحاث والدراسات الزراعية لمختلف أصناف المحاصيل الزراعية فهذا يعتبر من أهم الانجازات اضافة إلى المساعي والجهود التي يبذلها المجلس المحلي في سعيه وراء استكمال البنية التحتية للمديرية والنظر إلى الاحتياجات في مختلف القطاعات والمجالات ومن تلك التي تحققت ايجاد مستشفى الضحي ومركز الأمومة والطفولة فيه وبناء العديد من الوحدات الصحية هذا في القطاع الصحي أما التعليمي اقامة وتشييد مدرسة السلام ومجمع سردود التربوي بالكدن.. و مبنى ادارة الأمن والعمل على ترميم القلعة الأثرية العثمانية وبناء بيت الشباب وأهم من ذلك ربط المديرية بالكهرباء العمومية وكذا ربط خط الضحي باجل الذي بتواجده سهل على التنمية الزراعية وسهولة نقل المنتجات الزراعية اضافة إلى انشاء المعهد الزراعي كون المنطقة زراعية وتحتاج إلى مثل هذه المنشأة ومن أبرز الاحتياجات برغم كل ماتحقق هو توفير الكادر التعليمي من الجنسين والذي نفتقر كثيراً إليه وخاصة وأن هنالك الكثير من الخريجين من أبناء المديرية عاطلين ونحن بحاجة ماسة إلى اعتماد درجات وظيفية لهم وكذلك توفير كادر صحي متميز ومتخصص بالاضافة إلى ايجاد فرع لمكتب مكافحة ودحر الملاريا ليقوم بانتشال هذا الوباء وبالاضافة إلى الكثير من مشاريع المياه في القرى والأرياف وادخال الكهرباء إلى باقي المناطق
