بحسب تصريحات لعدد من المسئولين ذات العلاقة باللعبة، كان من المنتظر أن يناقش الاجتماع العشرين المخصص لخليجي عشرين لكرة القدم - المقرر إقامته في يناير 2011م بعدن- عدداً من القضايا الحيوية التي من المفترض ان تصب في صالح إرساء ثقة تؤكد ان الإجراءات المتخذة للاستضافة تجري في إطارها الصحيح والقانوني. وزير الشباب والرياضة كان قد عبر في كلمة ألقاها في بداية الاجتماع عن اعتزاز اللجنة الإشرافية لخليجي عشرين بانعقادها في عدن للإعداد الفعلي لهذه البطولة الكبيرة؛ مع أن السؤال المنطقي الذي يفرض نفسه على ما عداه هنا - في هذا السياق- هو كيف يستقيم استضافة عدن للبطولة وبناء الاستاد يتم في أبين؟ غير ذلك؛ وهو أمر لفت نظر كثير من المتابعين، كانت اللجنة الإشرافية في هذا الاجتماع، وبعد الاطلاع على تقارير تتعلق بتقييم الوضع الحالي لملعب الحبيشي بعدن، أقرت "إعادة بناء الملعب بصورة حديثة تتناسب مع مواصفات الاتحاد الدولي" بالإضافة إلى "توسعة المدرجات". الواضح أن اللجنة اطلعت على تقارير غير دقيقة أو أنها - كظن غالب- لم تجد الوقت الكافي للاطلاع على تقارير جادة عن الوضعية الحقيقية لمنشأة لها تاريخ ضارب في جذور الحركة الشبابية والرياضية في محافظة مثل عدن عرفت ممارسة لعبة كرة القدم قبل أكثر من مائة عام، بحيث يمكّنها من اتخاذ القرارات الصائبة في هذا الإطار. إن مسألة حيوية وبالغة الحساسية مثل إعادة بناء ملعب الحبيشي بحيث يتناسب مع مواصفات الاتحاد الدولي لكرة القدم، كمشروع غير صغير، غاية في الأهمية والتعقيد قياساً بتلك المشاريع التي تقف كمثال صارخ على عدم الجدية في بناء وإعادة بناء عدد من الملاعب الرياضية وفق شروط الاتحاد الدولي لكرة القدم وقد استمر بعضها أعواماً غير قليلة بل وتطلب الإنفاق عليها مبالغ طائلة تجاوزت المقرر لها بشكل كبير ولافت. عدا ذلك؛ يقع ملعب الحبيشي - كمنشأة محددة الأبعاد- في منطقة سكنية بالغة الحيوية في مدينة كريتر، ويحيط به من الجهات الأربع شوارع رئيسية محاطة هي الأخرى حد الالتصاق تماماً بمساكن ومنشآت خاصة الملكية وأخرى عامة وثالثة أثرية كالمنارة المنتصبة هناك، ما يعني استحالة تنفيذ ما تم إقراره في ما يخص التوسعة دون أن يسبب ذلك تداعيات سلبية كبيرة جداً لا حصر لها، بخلاف أن ملعب الحبيشي على أرض الواقع كمنشأة لها تاريخ ضارب في جذور الحركة الشبابية والرياضية في عدن يعيش وضعاً مزرياً للغاية منذ سنوات ليست بالقصيرة، بخلاف أن تربته لم تعد صالحة البتة لأية زراعة عليها لارتفاع نسبة الملوحة فيها بشكل لافت، كما أن محاولات سابقة كانت فشلت أصلاً في مجرد إعادة تأهيله وحسب، فكيف الحال بإعادة البناء والتوسعة أيضاً....؟!