أفرجت محكمة شرق أمانة العاصمة أمس عن الفرنسي إيفس البرت (58عاماً) المتهم بتهريب قطع أثرية يمنية نادرة، فيما واصلت النظر في قضية بيع تمثال أثري برونزي نادر لامرأة على شكل راقصة. وأقرت المحكمة أمس في أولى جلسات محاكمتها للمتهم الفرنسي بالإفراج عنه بضمان تجاري إضافة إلى ضمان القنصل الفرنسي بصنعاء بإبقاء المتهم تحت الإقامة الجبرية في إطار أمانة العاصمة وعدم مغادرتها. كما أقرت المحكمة التحقيق مع الشركة الناقلة وألزمت النيابة بإحضار المتهم الآخر الذي أفاد المتهم الفرنسي إنه ابتاع منه قطع الآثار المضبوطة بحوزته. وكانت النيابة برئاسة عبدالإله القرشي وجهت للمتهم الفرنسي، تهمة الشروع في تهريب قطع أثرية تشمل ثمان قطع أصلية هي تماثيل آدمية برونزية إحداها لامرأة، وتمثال لوعل، وترتكز على قواعد مكتوب عليها أسماء آلهة وأعلام، و15 عملة مسندية ذات قيم مختلفة تحمل نقوشاً مسندية، بالإضافة إلى تماثيل حجرية من حجر الحرض، وختم ورأس آدمي مقلدة غير أصلية. وكانت الجهات المختصة بمطار صنعاء الدولي ضبطت الخميس الماضي الفرنسي الذي يعمل لحساب إحدى الشركات النفطية وبحوزته مجموعة تماثيل برونزية، وعملات نقدية أثرية قديمة وهو في طريق عودته على متن طائرة خاصة بالشركة من بلحاف شبوة إلى صنعاء. إلى ذلك واصلت المحكمة نفسها النظر في قضيتي تهريب واتجار بالآثار لمتهمين آخرين، وتشمل قضية تهريب مخطوط أثري قرآني من المصحف الكبير إلى المملكة العربية السعودية عبر منفذ البقع. كما شملت القضايا المنظورة بيع تمثال أثري برونزي لامرأة على شكل راقصة، ترتكز على قاعدة مستطيلة تحوي كتابات بخط المسند، تعتبر من أندر وأجمل التماثيل التي لم يتم العثور على مثلها حتى اليوم. وتشير التحقيقات الأولية إلى أنه تم تهريب التمثال عن طريق البر إلى دولة الامارات العربية الشقيقة بواسطة سماسرة الآثار من بينهم أحد مالكي المقطورات التي تعمل لحساب شركات النفط الأجنبية العاملة في اليمن. وحسب هيئة الآثار والمتاحف فإن الإدارة المعنية في الهيئة قد أجرت اتصالاتها مع الانتربول بتعميم الصور بهدف استعادة التمثال من أية دولة كانت.. وقالت مصادر في الهيئة: "القطعة من آثار الجوف، وهي من القطع النادرة، كانت بحوزة مواطن يمني من أهالي الجوف ومع الأسف فرط بها مقابل حفنة من المال استقرت بأربعة عشر مليون ريال بعد المساومة من عشرين مليون ريال. وأضافت: "إن البائع وهو المدعو صالح البقري من أهالي الجوف لايزال فاراً من وجه العدالة ولم يقدم للمحاكمة سوى المشتري المدعو محمود النهمي الذي كانت المحكمة قد أقرت باستمرارية حبسه في جلستها الأولى المنعقدة قبل ثلاثة أسابيع. وكان المتهم النهمي ضبط على إثر بلاغ قدمه أحد المواطنين قبل نحو شهرين إلى نيابة الآثار التي اتخذت الإجراءات اللازمة بالقبض على المشتري، وأصدرت طلباً بالإحضار القهري للبائع وجميع المتورطين في القضية، التي اعتبر مسئولين في الآثار أن اليمن خسر على إثرها واحدة من أهم القطع الأثرية التي يعود تاريخها إلى حضارة مملكة معين التاريخية. وتهدف وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) من خلال نشر الصورة المرفقه للتمثال البرونزي تعميمها على كافة المواطنين في الداخل والخارج للإبلاغ في حال العثور عليه.