لصوتِ المطَر ذاكرتُهُ الخَاصّة في وقتِ السُجُود ، لهُ رائحة وحَنين ، أتَشَبثُ بالتربةِ أَحيَانا ليشُم جبيني شيءٌ من ذاكرةِ المْطر ... عندما نَتنَاول جُرُعات الهُدوء ونخَتفي في لحظة ما، تكون أقرب من قاب قوسين نكونُ حَكَكنَا الذاكرة بشيءٍ من الحُبِ والصُدفة . كنتُ أُراقبُ الصِغّار في خطواتهم الأولى على ضفافِ المطر .. وبجوار أديم يمتشقُ وهجَ الذاكرةِ بشيءٍ من مَاء الوَرَد وشاي الزعَفَران السَّاخن في الليالي الشَتَوية كانت كُتُبي مُبّللة ولها رائحةٌ تُجبرني على المذاكرة ، والخوض في فوضوية الماءِ الرائعة .. كُنتُ أُشاهد الحروف تتحرك بين عيني ، ليسَت جامدة مثل الليالي الصيفية !! الآن وعندما نكون مهددين ببركةٍ تنزل على جباهنا ، نكون بذلنا شيءٌ من الطفولة في مراقبة هذا الحدث الرائع .. نكونُ حركنا اجساداً مشى عليها العرق ؛ لتبزغ في سماٍء مشَّبعة بالبرقِ والأعاصير .. نكون عرفنا التجاوز إلى لحظةٍ من الوَّرد . يسوقني الغيم معهُ في حوارٍ تكلمّت فيه السماوات .. ماذا رأت السماوات من عُيُوننا ؟ وماذا حملت لأفئدتنا من العَودة ؟ أو ماذا حملنا لها ؟ كانت السَّماء تسوقُ بصري نحو شواطِئِها ، كانت تَطعنني مِراراً بشيءٍ من الحلمِ ؛ ليترنح على ضفافِ ذَاكِرةٍ حَمراء في وقتٍ يفصِل بين رغبتي والواقع .. تمنيتُ من السّماء أن تكونَ زرقاء حتى النوم !! تمنيت أن أسجُد في وسطها ليشمّ جبيني شيء من ذاكرة المطر واشياءٌ أخرى من عيون السابقين والأنبياء .. تراود بصري لحظة من الإنطلاق إلى زاوية . يقولون .. إن السماء رصاصية في الشتاء ، وعيون الطيور تُبحر في بقاعها ، تبرد عيون الطيور ويرتجفُ الدمع وينزل إلى ثغري مطراً ..!!! قالو هذا لي مراراً لكني قلت لهم : " المطر ذاكرة السجود " .