في مقيل اعتاد على ارتياده، كان عبدالكريم علي قاسم الموظف بمؤسسة الكهرباء بمحافظة إب، ملتهياً كعادته عمن حوله في حل الكلمات المتقاطعة.. فنصحه أحد أصدقائه بتهكم القيام بعمل أكبر كلمات متقاطعة في العالم علها تشبع نهمه.. أخذ عبدالكريم نصيحة صديقه مأخذ الجد وعمل في تنفيذها. وطيلة سبع سنوات غاص في أمهات المعاجم والكتب متجاوزاً كل المعوقات التي واجهته معتبراً إياها بمثابة حافز قاده إلى إنجاز معجمه الذي أسماه «معجم حصاد الحروف والمعلومات» المتضمن «4500» معلومة على شكل سؤال وجواب، ومن خلاله قام بإعداد أكبر شبكة للكلمات المتقاطعة في العالم بطول خمسين متراً وارتفاع خمسة أمتار. يشعر عبدالكريم بالفخر حيال إنجازه، ويستعد حالياً للسفر إلى انجلترا لتسجيل عمله في موسوعة غينيس.. ويبدو واثقاً جداً من تحقيقه لأول رقم قياسي عالمي لليمن.. قصتك مع الكلمات المتقاطعة، كيف كانت البداية؟ كان أخي الأكبر المرحوم محمد علي قاسم، نائب رئيس تحرير مجلة الغد التي كانت تصدر في بداية الثمانينيات، يحفزني على القراءة والاطلاع دائماً ليتكون لدي كم كبير من المعلومات فاستخدمت الكلمات المتقاطعة لتنشيط ذاكرتي وكذا كي تجعلني على تواصل دائم بأمهات الكتب كي أكون على اطلاع واسع وثقافة تتنامى يوماً بعد آخر. نصيحة صديق متذمر فكرة قيامكم بإطلاق أكبر كلمات متقاطعة في العالم.. كيف جاءت؟ في أحد المقايل التي كنت معتاداً على حضورها مع مجموعة أصدقاء وكنت كعادتي أقوم بحل الكلمات المتقاطعة أينما وجدتها.. فنصحني أحد الأصدقاء المتذمرين من قيامي بحل الكلمات المتقاطعة، أن أعمل شبكة كبيرة للكلمات المتقاطعة لأقضي مدة طويلة من حياتي في حلها.. فجاءتني فكرة القيام بإعداد وإنجاز أكبر كلمات متقاطعة في العالم وفعلاً تحولت الفكرة إلى حيز التنفيذ. سبع سنوات عمل إنجاز هذا العمل كم استغرق من الوقت؟ وعلام يحتوي؟ منذ حوالي سبع سنوات وأنا أغوص في أمهات المعاجم والكتب وفي كافة صنوف المعرفة «قرآنية دينية علمية تاريخية جغرافية شخصيات تاريخية عالمية وعربية وقادة وزعماء تركوا بصمات على مر التاريخ سلباً أو إيجاباً» وأيضاً الدخول إلى عالم اللغة العربية الفصحى وكنوزها الثمينة وأيضاً عالم الطير والحيوان والنبات وسلوكياتها من حوالي ستين معجماً يحتوي خمسين ألف معلومة وتم الإعداد من هذه المعاجم معجماً من إعدادي وتجميعي أسميته «معجم حصاد الحروف والمعلومات» يحتوي حوالي «4500» أربعة آلاف وخمسمائة معلومة على شكل سؤال وجواب ومن خلاله تم إعداد أكبر كلمات متقاطعة في العالم بطول خمسين متراً وارتفاع خمسة أمتار، وحتى يتم إنجازها وإبرازها عالمياً من خلال قنوات التلفزة المختلفة حيث ستكسر آخر رقم قياسي عالمي بطول 35 متراً وارتفاع 3 أمتار. كسر الرقم القياسي ماهي أهداف الكلمات المتقاطعة العالمية السبعة؟ الهدف أولاً: كسر الرقم القياسي العالمي السابق من حيث الوزن والكم والشمولية في المعلومات المحلية والعربية والعالمية. وثانياً: دخول اليمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية. ثالثاً: التعريف باليمن عالمياً ومعرفة أن هناك إبداعاً ومبدعين. الهدف العام عرفنا بالهدف العام لإنجاز أكبر كلمات متقاطعة في العالم؟ الهدف العام من إنجاز أكبر كلمات متقاطعة في العالم ولأول مرة في تاريخ اليمن سندخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية والتي قمت بإعدادها بعد البحث الجاد عن المعلومات من كافة المراجع والمعاجم المختلفة «قرآنية، دينية، إسلامية، تاريخية، أدبية علمية، جغرافية» عن شخصيات وقادة تركوا أثراً على الحياة البشرية في مختلف العصور والأزمنة الغابرة سلباً أو إيجاباً عرباً وعجماً حتى عصرنا الحديث والمعاصر، أيضاً المعلومات الوثيقة بعالم الطير والحيوان والنبات، ومقتطفات من لغتنا الملوكية اللغة العربية، الحديث والجديد فيها الذي تم استنباطه وعمله على شكل جُمل بأهداف وطنية الانتماء لليمن وأيضاً عالمية المعلومات، بارزة المعاني في كل مدلولاتها والتي سيتم التغطية العالمية من مختلف القنوات التلفزيونية البارزة وعلى رأسها الفضائية اليمنية وبعض وكالات الأنباء العالمية والعربية وللتعريف أكثر بمكوناتها والتي تشمل ثمانية محاور أساسية بدءاً بالتعريف عن عدد مربعاتها وطولها وارتفاعها وعدد المعلومات فيها الأفقية والعمودية بهذا الجدول، العام والشامل. محاور وطنية ماهي أهم المحاور الوطنية للكلمات المتقاطعة العالمية؟ أهم المحاور هي كالتالي: إبراز الشعار الوطني العام للجمهورية اليمنية. إبراز الشعار للبرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية. نبذة مختصرة عن معد هذه القطعة العالمية ومميزات عن موطنه. إظهار الرفض الكامل لكل أطياف المجتمع اليمني لظاهره وآفة الإرهاب البغيضة. إظهار نوعية الإخاء اليمني الخليجي برابطة الروح والجسد الواحد. إبراز الجانب الحضاري والتاريخي والسياحي للمجتمع اليمني الأصيل بعاداته ودماثة أخلاق أبنائه. يعتبر الشريط الأخير للمتقاطعة العالمية بمثابة إهداء إلى باني اليمن الجديد الرئيس علي عبد الله صالح. وقد قمت بشرح مبسط لكل محور من هذه المحاور وأرجو أن أكون قد ساهمت بالتعريف بمعنى الانتماء لليمن وإبراز المعاني السامية لحب الوطن النابع من الإيمان بالله وكتبه ورسله. ومع ذلك فإني لا أنكر فضل قيادات إدارية تعاونت معي وعلى رأسها مدير كهرباء منطقة إب المهندس عبدالملك العزي وإبراهيم أحمد الوادي مدير كهرباء جبلة والسياني كونهم تعاملوا معي بمسئولية وتعاونوا معي بتفريغي من العمل حتى أتمكن من إكمال مهمتي الوطنية. داعمون هل هنالك شخصيات اعتبارية من خارج المحافظة دعمتك؟ نعم.. فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله الذي وجه بدعمي ورعايتي وكان له الفضل كل الفضل في إزاحة كل العقبات التي وقفت أمامي. أيضاً العقيد أحمد علي عبدالله صالح، والدكتور نجيب العوج نائب المدير العام التنفيذي للمؤسسة اليمنية للغاز، وعبدالله علي أبو حورية المدير التنفيذي لمطابع الكتاب المدرسي. كل هؤلاء شدوا على يدي ودعموني لإنجاز أكبر شبكة كلمات متقاطعة في العالم في سبيل الحصول على أول رقم قياسي عالمي لليمن. الرقم «7» ماحكايتك مع الرقم سبعة؟! أتفاءل بالرقم «7» وأشعر أنه سيكون رقم خير بالنسبة لي إن شاء الله.. ففي شهر 7/ 2000 باشرت مهام عملي كموظف بمؤسسة الكهرباء بمحافظة إب، كما أن أول سؤال في كتابي، «معجم حصاد الحروف والمعلومات» كان عن سورة الفاتحة «السبع المثاني» وهو رقم محافظتي إب في التقسيم الإداري، أيضاً ميلاد كتابي جاء في السنة السابعة من عمر ابنتي، كذلك عدد المعلومات في كتاب «4477» وعدد الصفحات «7» صفحات. تكاليف باهظة كم بلغت تكلفة كتابك؟ خلال ستة أعوام من العمل المتواصل وصلت التكاليف إلى أكثر من اثنين مليون ريال، لكن المال لايقارن بحجم الفائدة المعرفية لمحتويات الكتاب. معوقات ماذا عن المعوقات التي واجهتك؟ لاحصر لها.. أبرزها عدم تفاعل السلطة المحلية في محافظة إب بشكل عام معي لتفريغ الصالة المغلقة لي كي أتمكن من تسطير المواد والأوراق المقوى لعدد «504» أوراق، وعدم معرفة بعض الكوادر المثقفة والمسئولة عن مسابقة غينيس وأهميتها. مشروعات فريدة مشروعاتك القادمة.. ما أهمها؟ طبعاً الدعم السابق حفزني للإبداع والتفكير والقيام بمشروعات غير عادية، فأولاً فكرة مشروع سياحي فريد من نوعه وبعد التواصل مع العميد يحيى محمد عبدالله صالح رئيس مجلس إدارة وكالات السفريات والسياحة هنالك ثلاثة معالم سياحية سيتم اختيار أحدها وأهمها لتنفيذه وإدخاله موسوعة غينيس وذلك من خلال المادة الأساسية كونها فريدة من نوعها، ويمكن بهذا الإنجاز المشاركة بالمعارض السياحية العالمية ونصبه في مداخل المدن الرئيسية. وثانياً: ثمة مشروعات أخرى سيتم التطرق إليها في الأيام القادمة منها مشروع سيكون مفاجأة لمحافظة تعز بمناسبة الاحتفال بعيد الوحدة الثامن عشر وذلك بعد التواصل مع قيادة محافظة تعز والأخ شوقي أحمد هائل. الاستعداد للسفر متى تعتزم السفر إلى بريطانيا؟ استعد للسفر إلى بريطانيا خلال الأيام القريبة القادمة إن شاء الله لتركيب القطعة كي تقوم غينيس بالقياس وأخذ المقاسات للمربعات والوزن والأطوال كونها مؤهلة بنسبة تفوق ال 80% وبإذن الله قريباً ستحصد اليمن من خلالي وللمرة الأولى رقم قياسي عالمي. ثقة عالية تبدو واثقاً جداً من الفوز؟! نعم، وذلك لأن صاحب آخر رقم قياسي لشبكة المتقاطعات كان التونسي بن جنة وبأطوال «20م *3م»= 60متراً مربعاً. أما أنا فأطوال قطعتي «50م* 7م»= 350 متراً مربعاً.. أيضاً الفارق بعدد المربعات فمربعات بن جنة قدرها «1800» مربع، ومن بعده السوري بعدد «2800» مربع وبطول «35م*4م» كان أعلن عنها قبل إنجازها، وبالمقابل تم الإعلان عن قطعتي الجاهزة بعدد «32500» مربع، ووزن «138» كيلوجراماً لعدد «504» أوراق مقواة مما شكل الفارق في كم المعلومات التي بلغت «8421» معلومة تم اسقاطها في «26700» مربع، وبقية المربعات شكلت تظليلاً للمحاور وفواصل بين المعلومات سواءً الأفقية أم العمودية. ودعني أنوه هنا إلى أن عملية الحصول على الرقم العالمي إن شاء الله في ملعب الداعمين والرعاة الرسميين، وأصحاب البيوت التجارية وهم كثر ولدي أمل كبير في تجاوبهم قريباً. عنوان النجاح علامات الرضا والزهو بادية عليك، هل هي كذلك بالنسبة لأهلك «زوجتك وأطفالك» خاصة وأن إنجازك هذا جاء على حساب وقتهم معك؟ إنجازي للكتاب بعد سبع سنوات من العمل المتواصل أشعرني فعلاً بالرضا والسعادة، وعزز لدي القناعة بأن النجاح لايمكن أن يوقفه أعداء النجاح أبداً.. لقد تجاوزت كل المعوقات ووهبت كتابي كل وقتي، والآن أشعر بالفخر لذلك، والعراقيل رغم كثرتها أعتبرتها بمثابة حافز لي. أما بخصوص أسرتي التذمر كان في بداية عملي، غير أنهم سريعاً ماتحولوا إلى أدوات عون مساندة لإنجاز كتابي.. لقد كانوا حقاً عنواناً بارزاً لنجاحي.