يستعد عبد الكريم علي قاسم للاحتفال بدخوله موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بكسر الرقم القياسي لأكبر شبكة كلمات متقاطعة في العالم. ويقول إنه عانى الكثير من أجل هذا الإنجاز غير المسبوق. وإليكم نص الحوار : * هلا حدثتنا عن البداية؟ - فكرة المشروع جاءت بعد دراسة ومناقشة طويلة مع أصدقائي. وكنت قد فكرت بالمشروع في عام 2000 لكني كنت أفكر في كيفية إيجاد المعلومات الكافية للشبكة، فبدأت أبحث أولا عن قاعدة للمعلومات التي سأسقطها على الشبكة، وجمعت المعلومات من أكثر من 100-120 معجما ومرجعا، ودونت المعلومات بشكل دقيق حتى تمكنت من تأليف كتاب بذلك أسميته "حصاد الحروف والمعلومات" ويحتوى على 4500 معلومة في كل الجوانب الحياتية المحلية والعالمية, ثم قمت بإسقاط جميع المعلومات في النماذج الأولية لشبكة الكلمات المتقاطعة. وقد استمر العمل ست سنوات من عام 2001 - 2004، ثم بدأت بعد ذلك في مرحلة إسقاط المعلومات على الشبكة. وقد انتهيت من مشروعي ووضعت آخر حروفه في الأسبوع قبل الماضي في صنعاء. لكن المشروع كان قد أنجز معظمه في إب في غرفة صغيرة لا تزيد مساحتها عن أربعة في ثلاثة أمتار. والمشروع هو عبارة عن شبكة كلمات متقاطعة بطول 350 مترا مربعا، ويحوي 8721 معلومة، الأفقية عددها 3710، والعمودية 4711. أما مربعات الشبكة فعددها 32000 ألف مربع، فيها 26 ألف حرف. وتتكون الشبكة من سبع قطع: الأولى موجود فيها الشعار الوطني لليمن، والثانية عن الشعار الانتخابي لرئيس الجمهورية، والثالثة نبذة مختصرة عن صاحب المشروع، والرابعة عن مكافحة الإرهاب، والخامسة عن العلاقات الخليجية اليمنية، والسادسة لإبراز الجانب السياحي لليمن، والسابعة إهداء إلى فخامة رئيس الجمهورية. * وماذا عن أجواء العمل التي قضيتها خلال ست سنوات؟ - الحقيقة أن هذا المشروع قد كلفني وقتا وجهدا ومالا حتى أنني كنت أصل الليل بالنهار وأحيانا كنت أنام فوق اللوحة. وكنت أوفر مصروف الأولاد لكي أشتري به أدوات العمل، إضافة إلى أن أسرتي قد عانت كثيرا معي حيث طلبت منهم تفريغ طابق كامل للمشروع وحتى لا يزعجني احد. كما أن قوة نظري كانت ستة على ستة لكن الآن نقصت بمقدار اثنين وربع، إضافة إلى أوجاع في العمود الفقري الذي يحتاج إلى جلسات مساج طويلة حتى أستعيد صحتي السابقة. وعندما نقلت مشروعي من إب إلى صنعاء كنت أخاف من تفكك اللوحة بسبب حجمها الكبير ووزنها الثقيل. * ومن دعمك؟ - لقد قدمت إلى السلطة المحلية في إب، لكني لم أجد تجاوبا منهم؛ فذهبت إلى مكتب رئاسة الجمهورية وكان الدعم الأساسي منهم ووجهوا وزارة الثقافة بدعمي ورعايتي، وقدموا لي تكاليف المشروع والبالغة 163 ألف ريال. وكان هناك دعم من بعض الأصدقاء، لكن بعضهم لم يأخذ مشروعي على محمل الجد، فكانوا يسخرون مني، لكني لم أعر ذلك أي اهتمام، وصممت على إنجاز المشروع. والحقيقة انه في الوقت الذي أعتب على السلطة المحلية في إب لتجاهلها أشكر فخامة رئيس الجمهورية على ما قدمه لي والذي كان أكبر الداعمين لي وإن شاء الله إذا فزت في مشروعي فإني سأهدي فخامة الرئيس هذا الإنجاز وأقدم له شعار غينيس عرفانا بالجميل. * هل كنت تتابع الأرقام القياسية في هذا المجال؟ - بالطبع كنت أتابعها باستمرار وكنت على تواصل مع موسوعة غينيس وتعرفت على شروطهم الخاصة بتسجيل الأرقام القياسية حيث يطلبون أن تكون الشبكة من البداية إلى النهاية من عمل اليد وفي لوحة ورقية أو قماشية فقط. وقد عرفت أن هناك رقما مسجلا باسم مواطن تونسي وكانت شبكته طولها 20 مترا وارتفاعها ثلاثة أمتار ومن قطعة قماشية ووزنها بحدود 38 كجم. * ماذا كان رد موسوعة غينيس؟ - تواصلت معهم الأسبوع الماضي وأخبروني أن الرد سيأتي خلال أربعة أسابيع، لأن ذلك يحتاج إلى لجنة متخصصة للدراسة. * أبرز ما تحتويه الشبكة؟ - المعلومات التي أسقطتها على الشبكة شاملة وهناك جدول يوضح تفاصيلها بشكل دقيق. أول كلمة في الشبكة كانت الفاتحة، تفاؤلا بهذه السورة العظيمة. وتوجد في الشبكة أكثر من 8 آلاف معلومة دينية وسياسية وجغرافية, ومعظم العلوم الأخرى المحلية والعالمية. * ومتى قدمت طلبا لموسوعة غينيس؟ - الخميس الماضي سحبت استمارة طلب الدخول، وأنا منتظر إعلاني بالفوز حيث وأنا متفائل بشكل كبير وأعتقد أن عوامل النجاح موجودة لدي. * ما هي الأدوات التي استخدمتها في المشروع؟ - استخدمت ورقا مقوى بوزن 120 كجم وطول 50 مترا وعرض سبعة أمتار، و240 قلما من نوع فلومستر بمقاسات مختلفة، ولواصق شفافة بطول 10800 ياردة، وأربعة لترات من حبر الجنشيان الطبي. ووضعت الخطوط بمساحة ستة آلاف وسبعمائة وخمسين مترا. واستخدمت ثلاث دزائن من أقلام الكوريكت لكي أصحح الأخطاء التي كنت أقع فيها، حرصا مني على التدقيق في العمل. * ما حكاية الحبر الطبي؟ - لقد كانت فكرة استخدام حبر الجنشيان الطبي من أكبر المساعدين لي في سرعة إنجاز المشروع، حيث كنت أستخدم الحبر العادي لكنه كان ينتهي بسرعة فأعطتني كريمتي التي تعمل في المجال الطبي مادة الجنشيان التي تستخدم في الحروق حيث عملت من العلبة الواحدة أربعة لترات من هذا الحبر. * هل هناك مواقف طريفة حصلت لك أثناء عملك؟ - من المواقف الطريفة أنني كنت أكتشف لوحة فنية مع أنني لست برسام ولا فنان حيث أنه ومن كثرة استخدامي للحبر كان يتساقط منه على الورق فتتشكل لوحات فنية، وكثيرا ما أجبرني ذلك على تغيير بعض قطع الورق. * كلمة أخيرة؟ - أشكر كل من دعمني ووقف إلى جانبي . وأنا أعرف أن الأخ التونسي عندما يعرف عني فإنه سيغضب مني لأني كسرت رقمه. نبذة عن عبد الكريم قاسم هادي: ، موظف في مؤسسة الكهرباء في إب متزوج وله من الأطفال: جواهر (ست سنوات)، ومحمد (أربع سنوات). معلومات الشبكة: - الطول: 50 مترا ارتفاع: 7 أمتار. - الحجم الكلي: 3350 مترا مربعا. - المعلومات: 8721 كلمة. - عدد المربعات: 32000. - عدد الأحرف: 26000.