ثار بركان "شايتن" التشيلي، الذي ظل خامداً لمدة طويلة، باعثاً الرماد والحمم لنحو 30 كيلومتراً في السماء، الثلاثاء، مجبراً آلاف السكان على إخلاء منازلهم والنزوح من المنطقة المشحونة.. وتراكمت سحابة كثيفة من الرماد في السماء، وانتشرت باتجاه الشرق لمئات الكيلومترات، من منطقة "باتاغونيا" وحتى المحيط الأطلسي، في حين أغلقت المدارس والمطارات المحلية، فيما نصحت السلطات مواطني تشيلي والأرجنتين بارتداء الأقنعة تجنباً للانبعاثات الخطيرة.. وأمرت السلطان التشيلية بإجراء إخلاء فوري لمنطقة "شايتن"، وهي مدينة صغيرة تقع ضمن منطقة بحيرات، تبعد نحو عشرة كيلومترات عن منطقة البركان.. وقال وزير الداخلية التشيلي، إدموندو بيريز، إن "على الجميع مغادرة المنطقة فوراً، عن طرق السفن في المرفأ المجاور"، وفقاً لما نقلته وكالة أسوشيتد برس.. ووصل مجموع السكان الذين تم إخلاؤهم بحلول الثلاثاء، من منطقتي "شاتين" و"فاتاليفو"، التي تبعد نحو 70 كيلومتراً عن منطقة البركان إلى نحو 4350 شخصاً. وقال شارليز ستيرن المتخصص في البراكين في جامعة "كولورادو بولدر" إن "بركان شايتن ظل خامداً لنحو 9370 سنة، وبدأ نشاطاً كبيراً خلال الأيام الخمسة الماضية.". وأضاف: "قد تدفن البلدات المجاورة للبركان تماماً، مثل ما حدث في بركان فيزوفيوس الذي ثار في مدينة بومبيي الرومانية عام 79 بعد الميلاد، إذ إن آخر انفجار لبركان شاتين سبب تراكماً للحمم بلغ نحو خمسة أقدام." وقال ستيرن "لا يستطيع أحد التخمين بما سيحدث بعد اليوم، بعد هذا الانفجار الكبير." وغطت سحب الرماد الشوارع والمنازل في المناطق القريبة من البركان، كما تأثرت بعض البلدات القريبة في الأرجنتين، مثل مدينة "شابوت"، وفقاً لمسؤولين بالحكومة الأرجنتينية. وقال خبير البراكين، خوان سايوبي، إن ثوران بركان شاتين حدث بعدما اندمج صدعان في فوهة البركان، ليصبحا واحداً بحجم نحو 1200 متر مربع، لتخرج الحمم دون أن تسيل إلى خارج البركان بعد. وكانت رئيسة تشيلي، ميشيل باتشيليت، قد طالبت عقب زيارتها للمنطقة الاثنين، بتوفير الدعم المالي اللازم للسكان الذين فقدوا بيوتهم، وقطعان الماشية التي يربونها، إذ أن المزارعين في تلك المناطق تركوا نحو 40 ألف رأس من الماشية خلفهم عقب الإخلاء.