الدكتور المقالح : الفكرة القومية لم تسقط والمشروع «الشرق أوسطي» في طريقه إلى الأفول السفياني: المؤتمر يقام في بلد قومي حتى النخاع جسد حلماً بوحدة مازالت صامدة رغم الأعاصير المخلافي: المؤتمر القومي كيان مستقل لاينحاز لنظام ضد آخر ولا لطرف دون ثاني بدأت أمس بصنعاء أعمال المؤتمر القومي العربي ال19 بمشاركة أكثر من 300 شخصية من المفكرين والمثقفين في الدول العربية و دول المهجر تحت شعار «العمل العربي المشترك التحديات والآفاق». ويناقش المشاركون في المؤتمر على مدى أربعة أيام مجموعة أوراق عمل تتوزع في سبعة محاور تتناول الموضوعات المتصلة بالتحديات التي تواجه الأمة العربية و السبل الكفيلة بتعزيز التكامل والعمل العربي المشترك لمواجهة تلك التحديات. وفي الجلسة الافتتاحية أشار رئيس الجلسة المستشار الثقافي لفخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبدالعزيز المقالح إلى أهمية انعقاد الدورة ال19 للمؤتمر في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها وطننا العربي. وقال : في ظل الأحداث والتطورات التي شهدها الوطن العربي منذ التقينا في المؤتمر ال14 بصنعاء يبرز الشعور العربي العام أكثر تجاوباً الآن وتمسكاً بحريته وانتمائه القومي في كل الأقطار العربية رداً على ما قيل ويقال من السقوط الوهمي للفكرة القومية والحركة القومية كما يزداد الإحساس بالتصور الفاضح للدولة القطرية التي عجزت عن مو اجهة التحديات. و أضاف: وعلى الرغم من مظاهر الإحباط على سطح الواقع فإن المشروع الشرق أوسطي الذي تتبناه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في طريقه إلى الأفول ،وما يضاعف من هذا الشعور و يزرع مزيداً من الأمل في الشارع العربي بذل أقصى الجهود لإذابة بقايا الخلاف المصطنع بين الإسلام والقومية من جهة والتأكيد على أهمية الديمقراطية وتماسك المجتمع العربي والانتصار لمبدأ المواطنة على التشرذم الطائفي من جهة ثانية. واستطرد مستشار رئيس الجمهورية : وبمالمناسبة لايمكن لنا جميعاً أن ننسى ما يحدث في فلسطين الجريحة و ما يحدث في العراق الشقيق وفي لبنان الشقيق من أحداث فاجعة لها ارتباط وثيق بالمشروع الشرق أوسطي الأمريكي الصهيوني. . وألقى رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر عبدالملك المخلافي كلمة نوه من خلالها بالرعاية الكريمة من فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والحرص على إنجاح أعمال المؤتمر في هذه الدورة التي تحتضنها اليمن الوطن الأول لكل العرب. وأكد أن المؤتمر القومي العربي كيان مستقل لاينحاز لنظام ضد آخر ولا لطرف دون ثان، ويضم في صفوفه قادة الفكر والرأي والسياسة من مختلف الدول العربية ودول المهجر والذين بلغ عددهم أكثر من 700 عضو. لافتاً إلى ما يتطلع إليه أبناء الوطن العربي من المؤتمر في دورته الحالية و ما تقتضيه طبيعة المواقف والأحداث الراهنة من دور فاعل إزاء مختلف القضايا والمواضيع المطروحة للبحث والنقاش باعتبار المؤتمر المرجعية الشعبية والفكرية لهذه الأمة. وتطرق إلى أن ماسيناقشه المؤتمر من موضوعات حول العمل العربي المشترك -آلياته ومعوقاته” وآليات الوحدة الاقتصادية العربية والقضايا المتعلقة بالبرلمان العربي الموحد، بالإضافة الى تقرير حول أعمال المؤتمر من جانبه قال الأمين العام للمؤتمر القومي العربي خالد السفياني:إننا ننظم مؤتمراً قومياً في بلد قومي حتى النخاع جسد حلماً من حلمنا العربي بوحدة مازالت صامدة رغم الأعاصير. وأكد الدلالة الواضحة لهذه الدورة من عمر المؤتمر كونها تأتي في ظل محاولة متجددة لاغتصاب فلسطين و إضفاء الشرعية على ميلاد الدولة اليهودية العنصرية، كما تتزامن مع تشديد خناق الحصار والإبادة الجماعية على من عجزت كل محاولات الترغيب و الترهيب عن إخضاعهم وتركيعهم من أبناء الشعب الفلسطيني الحر والصامد. ونوه بما تمثله الفترة: مايو2007 - مايو 2008م التي يمكن أن يكون عنوانها البارز بالنسبة للأمة العربية هو الفرز الواضح بين مشروعين : مشروع المقاومة والمشروع الأمريكي - الصهيوني. وبين أن هذا الفرز يحصل في سنة اهتزت فيها أوضاع الإدارة الأمريكية الحالية على المستويين الداخلي والخارجي ،معتبراً غزو العراق أحد الأسباب الرئيسة في هزيمة الحزب الجمهوري في انتخابات الكونغرس لفائدة الداعين للانسحاب من العراق كما إن انتخابات الرئاسة الأمريكية مرشحة كذلك لأن تعرف نفس الهزيمة.. وتطرق إلى ما تميزت به الفترة المذكورة على مستوى مناطق المقاومة والنضال في الوطن العربي حيث تميزت في فلسطين بضرب حصار إجرامي ضد قطاع غزة يهدف إلى إبادة أهله عقاباً على تمسكهم بخيار المقاومة ورفضهم الانصياع للخيار الاسرائيلي - الامريكي. كما تميزت باحتدام الصراع الفلسطيني - الفلسطيني وصولاً إلى حالة من التمزق والانفصام والذي أصبح يوحي بالتوجه نحو كيانين فلسطينيين :فلسطين غزة وفلسطين الضفة. لافتاً إلى ما تم طرحه من مبادرات لمحاولة رأب الصدع الفلسطيني والعودة إلى طاولة الحوار، كان آخرها المبادرة اليمنية التي كادت تؤتي أكلها بفضل الإشراف المباشر لفخامة رئيس الجمهورية. وقال: إن هذه الفترة تميزت كذلك بسباق محموم أمريكي-اسرائيلي بتزامن مع الجرائم المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني نحو تعميق الشق بين ما يسمى بمربع الاعتدال و مواقع الصمود والمقاومة وبالضغط من اجل توسيع دائرة التطبيع مع الكيان الصهيوني لإضفاء صبغة الشرعية على الجرائم الاسرائيلية وخلق وهم امكانية الوصول إلى حل يضمن “حقوق الشعب الفلسطيني. ولفت إلى مطالبة المؤتمر القومي النظام العربي بالتنبه إلى خطورة الاستمرار في موالاته للاحتلال وعملائه. وبين فيما يخص الوضع في لبنان أن السمة التي سادت خلال الفترة المنصرمة هي الفراع الرأسي والإصرار على التحريض على تعميق الخلاف والحيلولة دون الوصول إلى أي اتفاق أو توافق وعرقلة كل تسوية. وقال: إن ماجرى طيلة هذه السنة في لبنان لا يمكن فصله عن السياسة الامريكية الصهيونية في المنطقة والتي تتسم أساساً بمحاولات ضرب الوحدة الوطنية وخلق الفتنة الداخلية و تشويه صورة المقاومة الوطنية، بإضفاء صبغة المذهبية أو الطائفية عليها. وتطرق الى الأوضاع في السودان والصومال والمسائل المتعلقة بالشأن الديمقراطي على مستوى الساحة العربية خلال العام الماضي. وفيما يخص العمل العربي المشترك قال: إن الإصرار الأمريكي والصهيوني على تعميق الفرقة بين الإخوة وعلى محاولة تعميق الاعتقاد بأن هناك دولاً عربية معتدلة بما يعني في مفهومها دولاً عربية تأتمر بأوامرها. بدوره قال الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي عبد الحميد مهدي : أعتقد أننا أمام مشهد عربي مؤسف مؤلم و مليء بالمخاطر والمجهولات ،وأمامنا عودة صريحة للاستعمار في هذه المنطقة مزوداً بأسلحة جديدة دون التخلي عن أسلحته القديمة . وأضاف : هذا المشهد يتكرر يومياً بأشكال مختلفة في الوطن العربي وبمواجهات مختلفة،لافتاً إلى ضرورة العمل على مواجهة هذه الأوضاع بما توفر من المقومات والوسائل المتاحة حتى يتحقق النصر للأمة في كل ما تصبو إليه.. وأكد مهدي أن الأمر يتطلب صراعاً على مدى أجيال كاملة و أن السلاح الوحيد هو الإيمان بقدراتنا على التأثير رغم كل ما يقال و كل ما يراد ان نقبله من أن عملنا لا فائدة و لا طائل منه. فيما ألقى كلمة المؤسسين الأمين العام لمنظمة الأحزاب العربية محمد الفايد قال فيها: إن الهيمنة الصهيونية تتم بحماية أمريكية حيث استخدمت امريكا الفيتو 37 مرة في مجلس الأمن حتى لاتدان إسرائيل، ورغم الاحتلال الطويل فالمقاومة قد سطرت أنموذجاً رائعاً في التضحيات.. وأضاف :ما يؤلمنا حقا هو المشهد العربي المؤسف الذي يقدم التنازلات تلو التنازلات، لافتاً إلى بوادر الاقتتال الداخلي الذي باتت تشهده عدد من الدول العربية وفق خطط منظمة و محكمة من قبل جهات خارجية . وشدد على ضرورة تدارك خطورة هذه المسألة من قبل الفرقاء و جميع أبناء الأمة العربية حتى يفوتوا مثل هذه المخططات و يسعون إلى تحقيق لم الشمل والنصر على العدو في كل ما يهدف إليه. وقال الفايد : ستظل حرب العراق وصمة عارٍ في جبين الذين قاموا بها كونها أسوأ حرب عرفها التاريخ والاحتلال قادر دائماً على إنتاج الأزمات في كل وقت وحين وسيبقى الاحتلال هو الشر الأعظم في فلسطين والعراق والصومال ولبنان.. واعتبر “ما يجري في لبنان انعكاسا حقيقياً للتشرذم الحاصل في الأمة العربية، مؤملاً أن يجري حل عاجل لما يحدث لكي لا تتحول إلى حرب أهلية. . فيما حيّا أمين عام مؤتمر الأحزاب العربية عبدالعزيز السيد المبادرة اليمنية التي تعكس حرص اليمن على رأب الصدع الفلسطيني وتعزيز التلاحم العربي في جميع مسارات العمل والنضال المشترك حد تعبيره. وقال:نحن مع المقاومة في لبنان ضد الكيان الصهيوني بكل الوسائل ومختلف الطرق ونحن ضد الصراع في لبنان تحت أية ذريعة ،وفيما يخص القضية الفلسطينية دعا مصر الى أن يكون لها دور كبير في فك الحصار عن الفلسطينيين في قطاع غزة . فيما أكد المنسق العام المساعد للمؤتمر القومي الإسلامي طلعت مسلمي أن مرور 60 عاماً على النكبة يجب أن لايفت من عضد الشعوب العربية و إنما يزيد من عزمهم و إصرارهم ،مشدداً على أن يكون فك الحصار عن الشعب الفلسطيني من أولويات الحكومات والأنظمة والتيارات العربية.. ونوه بالدور المعول على المقاومة في مناهضة و دحر المشاريع الاستيطانية و الاستعمارية في فلسطين و العراق و لبنان ومختلف أقطار الوطن العربي الذي يهوي في مخطط تآمري يستقطب دولة واحدة بعد الأخرى.. في الجلسة المسائية للمؤتمر عرض المؤتمرون تقارير وأوراق عمل تناولت أوضاع الأمة العربية للعام 2006م 2007م أعده مجموعة من الباحثين والمهتمين العرب المشاركين في المؤتمر. وفي الجلسة التي رأسها الدكتور عزمي بشارة عرض الدكتور أحمد يوسف احمد ورقة عمل تناول فيها أبرز التحديات التي تواجهها الأمة العربية في العراق ،لبنان، فلسطين ،الصومال ،والسودان. وتحدثت الورقة عن الوضع العربي الداخلي الراهن وما تواجهه الأمة العربية من تحديات تتمثل بتراجع للديمقراطية وتدهور الحياة المعيشية وضعف أحزاب المعارضة وغيرها من منظمات المجتمع المدني التي قال إنه يطغى على بعضها الولاء للخارج بعيداً عن الولاء الوطني. و قدم الأمين العام للمؤتمر القومي العربي خالد السفياني ورقة عمل حول طبيعة النظام العالمي الجديد أحادي القطبية وإمكانية ظهور لاعبين جدد مثل روسيا وانعكاس ذلك على الأمة العربية. وتخلل الجلسة العديد من المداخلات من قبل المشاركين