في هذه المساحة التي ينبغي أن تكون مشرقة أطمح أن أكون شريكاً لكل محبي الضوء في استضافة الشموس القادمة من أقصى وأدجى مدارات الغياب. وزيفاً على الزيف لايصح أن نضيف .. وحسبنا أن نستأنس بإبداعات حقيقية.. يقيناً. وبالمقابل لانريد أن نكون سبباً بذي أو تلك ، في اضفاء دجى أفظع إلى طوالعهم يوم نظن أن قد استفاضوا اكتمالاً ملء أعماقنا وآفاقنا وهم لم يبلغوا غير الأماني والظنون سيكون هذا الأفق متاحاً لاهلال قناديل إبداعية .. وأزعم أن سيكون محبو الإبداع بأقلامهم وتفاعلهم هم أصحاب الامتياز في هذا المشروع الإبداعي الإنساني الخالد .. وعلى بركة الله تعرفت إلى هذا القنديل في محافظة عدن الأسبوع الماضي عن طريق الأديب الشاب منصور النقاش.. وكليهما من محافظة تعز. عبدالمجيد الأهدل قارئ ممتاز وشاعر متمكن وخاصة في الشعر الشعبي.. ويتعامل مع اللحظة الشعرية تعامل شاعر لاناقد مثله مثل بدر شاكر السياب ضارباً بتوجيهات النقد إلى ماوراءه حد تعبير ناجي علوش ، هكذا عرفه لي النقاش.. فالتقيته كائناً إن لم يكن نصه هذا هو ، فهو يشبهه إلى حد كبير.. على شارع العمر في جولة الاشقياء الحفاة تكون هذا الخليط من الموت والأمنيات تولد هذا الشتات الغريب وهذا الجمال المخيف الذي يرتدي الرعب عبدالمجيد الأهدل له عضوية قديمة عام 90م في اتحاد الأدباء .. وله نفس تلك البطاقة الضخمة.. غير أن فوجئ هذا العام بمطالبته باثبات عضويته من خلال نشر 25 نصاً في الصحف بعد أن اتضح للاتحاد أنهم بالفعل منحوه العضوية آنذاك.. لكن مقابل أعمال كانت لم تنشر بعد. ü ومن الذي طالبك بذلك؟ رئيس اتحاد أدباء تعز ü ألا يعرف عن كل هذا النتاج؟ يعرف.. ولكنها إجراءات .. لكن لي حوالي 200 نص إلى الآن.. وأنا قارئ في كل الألوان والاتجاهات النقدية والشعرية.. وأذكر أن عزالدين سعيد هو الذي زكاني للعضوية آنذاك. ü لماذا لاتطبع أعمالك وتنشر؟ قصائدي ياصديقي مكتوبة بقراطيس السيجارة وأكياس الاسمنت.. وهم وسط كيسي في لوكندة هناك في الشيخ عثمان. ü وشعرك الشعبي؟ مع جمهوري.. وهم الشقاة والعمال بالحراج ولي «العيد أجا» غناها أحمد مهيوب وكذلك «اشتيك معي» غناها أحمد راوح وهما فنانان مشهوران في تعز. ü لمن كتبت يا أهدل؟ كتبت ل «شهريار.. وبدر الزمان.. ونجم الدين وثريا.. والبقية» وكلهم أولادي.. ولي غرام بالكتابة عن الحب والسلام .. أنا لست شاعر هجاء أو غيره بل شاعراً اجتماعياً مسالماً. الحب أعمى مر ماشافني ولا بعكاز العمى دقني لاتدمعي ياعيني لاتحزني الدمع غالي والبكاء ضرني يكفيني من دنيا الدموع أنني حبيت.. ولكن محدّن حبني ü وهل تكتب الشعر الحر؟ قليلاً .. لكن لم أهضم هذا الشعر أو هو الذي لم يهضمني ربما لأننا «قرماد بين الشمس». # وكيف تريد الشعر؟ أريد كما قال الشاعر: إذا الشعر لم يهززك عند سماعه فليس جديراً أن يقال له شعر ü وأين تجد نفسك حقاً؟ في «المُلالاة» فهي تهزني.. في القرية أذهب من مكان إلى آخر لكي اسمع امرأة «تلالي» أو عجوز هنا أو هناك.. وفي الحواريات أرى أنني مبدعاً أكثر. ففي القصيدة التي غناها أحمد مهيوب مثلاً قلت: العيد اجا ومديون أنا مضيع جيبي عطل وبدلتي مرقع مافيش معي غير الهموم تصفع رأسي الوجيع .. وقلبي المقطع أم العيال قامت تدق بمرفع تنفخ نفيخ.. زاد الجراح ووسع كلامها خلا العيون تدمع اشكي لمن حالي.. ومن سيسمع üüüüüü قالت اشى كسوة أنا وعيالي مش كل عيد نلبس ثياب بالي تقول : خلاص يالله قده قبالي هذي السنة شصبر أني وجهالي üüüüüü واليوم لاحقي الذهب بقي لي ولا بجمعة أو بعيد سالي سخسختني بكلمتين حالي بعت القطب والعقد والشوالي üüüüüü يازوجتي بعتُ الذهب ضرورة شوفي الغلا كل يوم يجي بصورة أصبح شبح في غاية الخطورة خلا الحياة مثل الصبر مريرة üüüüüü أنا أبو الأولاد ياحبيبة لاتنسي أيام الهنا الخصيبة واليوم صارت ضيقة كئيبة مليان حزن.. مليان وحوش رويبة إلى الآن وأنا مسكون بذلك النزيف الروحي الشعري للشاعر الأهدل الذي قفز من حراج العمال في الشيخ عثمان.. كطفل يوم عيد حين سمع بقدوم صاحب هذه الأحرف.. فهو لايزال مهتماً بالقراءة رغم متاعبة.. ويحجز الصحف قبل صدورها وخاصة الاسبوعية لوجاءه عمل من مكان في الريف.. أديبنا الكبير محمد عبدالباري الفتيح.. وصديق هذا الشاعر حاولت جاهداً في اتصال تلفوني من عدن أن أدعه يتحدث مع صديقه ويتبادلا أطراف الحديث المتوهج.. ولو لم يكن الفتيح يمر بمتاعب صحية لكان أولى من يكتب عن هذا المبدع الجميل .. روحاً وإبداعاً. وقد استنجدت بهذا النص الذي كتبته بعد أن التقيته عساه يغفر لنا : هل استجير بغربتي من ذا سيحشدني قرابين في ظلال محبتي غير القصائد قل لي بربك كيف أخشع في الصلاة ل«شهريار»؟! كيف ابرأ من مواجيدي أنا «بدر الزمان» أبتاه قل لي: من صادر الماء من كفيك واسترق الشجون الخضر من حبات قلبك؟! إني استجرت بوهج قصيدة أعوذ بوجهها الصوفي من صخب المجاذيب جاءت محملة بوجداني مشاقر لاتموت ولاتمل من الصلاة !.albahoot @ gmail.com