اليمن كغيرها من الدول النامية تعاني عدم توفر العدد الكافي من القابلات مما أدى إلى ضعف التغطية السكانية بخدمات الصحة الإنجابية وخدمات التوليد كما أن معدل الولادات المنزلية يبلغ %77 ومعدل الولادات التي تتم بواسطة أياد ماهرة ومدربة من الأطباء والقابلات يبلغ %13 فقط ، بالإضافة إلى أن ثلاث عشرة بالمائة من النساء حصلن على رعاية ومتابعة بعد الولادة . هذا ما أكدته الاخت عاقلة أحمد عبادي عضو الهئية الادارية للجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات مسئولة فرع الجمعية بمحافظه اب واضافت :انطلاقاً من أهمية دور القابلات في بناء مستقبل الوطن وتقديم خدمات التوليد والصحة الإنجابية لتحقيق أهداف وزارة الصحة العامة والسكان المتمثلة في خفض نسبة الوفيات في أوساط الأمهات والمواليد ، من أجل ذلك تم تأسيس الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات في الثاني من سبتمبر 2004م وهي جمعية طوعية ذات استقلال مالي وإداري ، ولدى الجمعية عضوات بجميع محافظات الجمهورية ، كما ارتفع عدد العضوات من سبع وتسعين عضوة في الثاني من سبتمبر 2004م إلى ألف ومائتين وإحدى واربعين عضوة بنهاية العام 2006م. بيت القابلات وعن الدور الذي تنهض الجمعية بأدائه تقول: الجمعية هي عبارة عن بيت يضم جميع القابلات في الجمهورية اليمنية من أجل نساء وأطفال اصحاء ومجتمع سليم صحياً واجتماعياً ، ولذلك فالجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات تسعى إلى تمكين القابلات اليمنيات من أداء دورهن بكفاءة عالية من أجل تقديم خدمات صحية متميزة للمجتمع خاصة الأمهات والأطفال ،كما تهدف الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات إلى الارتقاء بمهنة القبالة في اليمن ، والإسهام بتحسين مستوى وجودة خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة من أجل تخفيض نسبة المرضى والوفيات بين الأمهات أثناء الحمل والولادة والناس والمواليد. أنشطة لرعاية الأم والطفل وعن الأنشطة والنجاحات التي حققتها الجمعية منذ تأسيسها تقول عاقلة عبادي: رغم حداثة نشأتها فإن الجمعية قد حققت الكثير فمنذ انشائها نفذت الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات العديد من الأنشطة التدريبية والتأهيلية بدعم مالي من المنظمات المانحة خاصة الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ، وصندوق الأمم المتحدة للأنشطة السكانية ، ومن تلك الأنشطة التي نفذتها الجمعية مايلي: 1 إعداد وتنفيذ برامج تدريب القابلات لتطوير مهاراتهن ، وعقدت العديد من حلقات التوعية الصحية. 2 تنفيذ مسح ميداني حول القابلات في عدد من المحافظات بهدف توفير قاعدة بيانات عن القابلات تسهم في دعم اتخاذ القرار في تنفيذ برنامج الخدمات الأساسية بالصحة. 3 أسهمت الجمعية في تشغيل مراكز رعاية الأمومة والطفولة. 4 تنفيذ دراسة جدوى حول انشاء مشاريع خاصة بالقابلات بالتعاون مع المنظمات المانحة والاشراف عليهن لخدمة المجتمع. 5 المشاركة في المؤتمرات الدولية والقيام بزيارات استطلاعية إلى خارج الجمهورية اليمنية للتعرف على تجارب الآخرين واكتساب الخبرات والمهارات ،وفي هذا السياق تمت مشاركة الجمعية في المؤتمر العالمي للقابلات في استراليا في مايو 2005م وفي تونس 2006م بدعم من صندوق الأمم المتحدة للأنشطة السكانية. 6 القيام بالزيارات المنزلية لتقديم الرعاية الصحية للأمهات والمواليد بعد الولادة خلال الاسبوع الأول من الولادة ، علماً بأن نسبة الأمهات اللاتي يحصلن على رعاية صحية بعد الولادة لاتتجاوز الثلاث عشرة بالمئة ، وتعمل الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات على رفع هذه النسبة. برنامج المستقبل وبشأن برنامج خطة العمل المستقبلي للجمعية تقول عاقلة عبادي: يمكن إيجاز الخطوط العريضة لبرنامج عملنا المستقبلي بالعديد من النقاط غير أن أهمها النقاط التالية: 1 الإعداد والتجهيز لانتخاب الهيئة الإدارية الجديدة ولجنة الرقابة والتفتيش حسب اللائحة والنظام الداخلي للجمعية وقانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية. 2 تنفيذ مسح ميداني للقابلات في بقية محافظات الجمهورية بدعم من المنظمات المانحة كل في المحافظة التي تدعمها ، من أجل تحديد احتياجاتهن التدريبية وتمكينهن من تأهيل أنفسهن لما فيه خدمة المجتمع. 3 انشاء وتشغيل مراكز توليد طبيعي بالتنسيق والتعاون المستمر مع المستشفيات المركزية لتخفيض حدة الضغط والازدحام القائم في تلك المستشفيات ، وبما يؤدي إلى زيادة عدد الولادات التي تتم بواسطة أياد ماهرة ، وتفعيل نظام الاحالة بين المراكز التوليدية والمستشفيات التخصصية علماً بأن نسبة الولادات التي تتم بواسطة أياد ماهرة من الأطباء والقابلات لاتتجاوز ال 31 بالمئة ، وهي النسبة التي تسعى الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات إلى تجاوزها والدفع بها صعوداً. 4 إعداد دليل أدبيات وأخلاقيات ممارسة المهنة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في وزارة الصحة العامة. 5 متابعة ايجاد نظام القابلات وتراخيص مزاولة المهنة للقابلات قبل تشغيل المشاريع الخاصة بالقابلات غير الموظفات وقد تم البدء بالاجراءات الخاصة بهذا العمل. أهمية الإنسان واختتمت عاقلة عبادي حديثها بالقول: من المفيد التأكيد على أن الإنسان هو الرقم الأول في هذه الحياة فهو العدد الصحيح الوحيد الذي تعود عليه العملية التنموية من أجل ذلك سخرت كل الامكانيات المادية والصحية لصالحه. تطور نوعي من جهته تحدث الدكتور اسماعيل الشويطر مدير إدارة الرعاية الصحية الأولية ومساعد مدير مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة إب عن أهمية مهنة القبالة في الصحة العامة للمجتمع حيث قال: إن دور القابلات العاملات أكان في محافظة إب أو بقية المحافظات لايخفى على أحد في الحاضر وسيكون أكثر وضوحاً في المستقبل بإذن الله في خفض معدل وفيات الأطفال والأمهات ، وقد حدث تطور كبير في خدمات القبالة في المحافظة ،حيث لم يكن في محافظة إب حتى العام 94م سوى قابلتين اثنتين فقط ، أما اليوم فقد بلغ عدد القابلات في المحافظة خمسمائة قابلة ، ومكتب الصحة اهتم بتوظيف القابلات ،حيث تم في العام 2007م تخصيص مئة وعشرين درجة وظيفية للقابلات ، فيما وضعت الدرجات الوظيفية الأخرى للتنافس بين الذكور والإناث على السواء.. وهو مايعني أن هناك امتيازات خاصة للكوادر النسائية لما لهن من دور كبير في تقديم الخدمات التي من شأنها تخفيض معدلات وفيات الأمهات والمواليد وللأمانة فإن المشروع اليمني الألماني لصحة الأم والأسرة هو أول من دعم تدريب ودعم القابلات ، وأول دورة لتدريب القابلات كانت في مديرية القفر. أسباب الوفيات وفيما يختص بدور جمعية القابلات المأمول في المستقبل يقول الشويطر: اتمنى من الأخوات في الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات ألا يقتصر دورهن على العمل الثقافي والتنظيمي ، بل أن يتوسع إلى البحث العلمي وتنفيذ الدراسات الميدانية لمعرفة النسب الحقيقية لوفيات الأمهات والأطفال ، وأسباب الوفيات الحالية نظراً لأن أسباب الوفيات تتغير من فترة إلى أخرى خاصة أن المؤشرات المتوافرة حالياً تشير إلى أن السبب الرئيسي للوفيات المذكورة هو الحمل المبكر والمتكرر. ايضاً الشريحة النسائية في قطاع الصحة أثبتت جدارتها ودورها الفاعل ، ولاشك أن العاملات في القطاع الصحي أكثر اتقاناً وانضباطاً والتزاماً وافضل أداء ، واتمنى أن يحذو الذكور حذو العاملات من القطاع النسائي في الميدان على العموم. أهمية الرعاية الصحية أما محمد ناصر البخيتي وكيل محافظة إب فقد اشار إلى أهمية الرعاية الصحية بقوله: لاشك أن الخدمة الصحية ذات شأن عظيم قبل أن تكون مهنة ، ولذلك فقد أطلق على العاملين في القطاع الصحي بمن فيهم القابلات ذلك اللقب الشهير المعروف ب«ملائكة الرحمة». مستشفيات بلا كوادر عن واقع القطاع الصحي في محافظة إب قال وكيل المحافظة: نحن في محافظة إب نلمس انتشار الوعي الصحي في أوساط الناس بدرجة كبيرة ، ولكن للأسف لدينا الكثير من المستشفيات والمراكز الصحية المجهزة بالمعدات الطبية ولكنها تفتقر إلى الكوادر الطبية ، وهذا هو العيب الكبير ، وقد ناقشناه أكثر من مرة مع مكتب الصحة سعياً لوضع حل سليم خصوصاً أن الكوادر متجمعة في المراكز الرئيسية بمركز المحافظة أو المدن الثانوية الأخرى ، والمطلب الأكثر إلحاحاً اليوم أن يتوجه مكتب الصحة إلى توزيع كافة الكوادر إلى المديريات ، وكنت في غاية السعادة عندما زرت مستشفى مديرية فرع العدين ووجدته نظيفاً زاخراً بالكوادر الطبية النشيطة التي تقدم الخدمة الطبية للمواطنين ، وعلى العكس من ذلك فقد أصابني الضيق والألم حين زرت مستشفى مديرية مذيخرة الذي يتكون من مبنى ضخم وبدون كوادر طبية مما أدى إلى تضرر المعدات الطبية فيه نتيجة إهمالها وهذا تناقض كبير. مسؤولية مشتركة وعن رؤيته لتدعيم الصحة العامة للمجتمع يقول البخيتي: لابد من التأكيد على أن صحة المجتمع مسؤولية مشتركة بين المجتمع والدولة ، فبرغم ماوفرته الدولة من خدمات صحية إلا أنها ليست مكتملة نتيجة لتبعثر التجمعات السكانية الذي يفرض على الدولة نفقات مادية مضاعفة باعتبار الخدمات العامة مترابطة الحلقات فالمستشفى أو المركز الصحي يقتضي بالضرورة توفر المياه والكهرباء والطريق.... الخ ، لذلك فلابد من تحلي المواطن بالوعي بأهمية معرفة السبل الكفيلة للاستفادة من المراكز الخدمية المتوافرة حتى يتم استكمال خارطة المشاريع الخدمية ، وانطلاقاً من ايماننا بالديمقراطية فإننا نرجو فقط ممن يتحدثون عن هذه المشاريع أن يكونوا منصفين ومنحازين للحقيقة فقط ، وأحث الجميع على الاهتمام بالنساء لأنهن أساس المجتمع والمثل الشهير يقول : وراء كل رجل عظيم امرأة ، والصحة تبدأ من المنزل ، ومزيداً من الوعي والتنبه لمخاطر الزواج المبكر على صحة الأمهات.