أقامت الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات عضو الاتحاد الدولي للقابلات والتحالف الوطني للأمومة المأمونة بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للسكان أمس بالعاصمة صنعاء تحت شعار (العالم بحاجة إلى القابلات لإنقاذ حياة البشر) احتفالاً خاصاً باليوم العالمي لمهنة القبالة. وفي الحفل الذي تخللته العديد من الفقرات الفنية والمسرحية الهادفة وحضره العديد من القيادات النسوية وممثلي المنظمات الدولية أكد الدكتور عبد الباري دغيش عضو مجلس النواب أهمية الدور الذي تقوم به القابلات في المجتمع . وأعرب عن استعداد مجلس النواب ولجنة الصحة والسكان فيه لدعم ومساندة جهود الجمعية والقابلات وتسهيل أية صعوبات أمامهما.. موجهاً الشكر والتقدير للشركاء الداعمين للقطاع الصحي في اليمن، متمنيا للقابلات التوفيق والنجاح وللجمعية التقدم والازدهار. من جانبها أوضحت الدكتورة إيمان القباطي مدير عام الصحة الإنجابية بوزارة الصحة العامة والسكان أن اليمن تعاني من مؤشرات حرجة في معدلي المراضة والوفاة بين فئتي النساء والأطفال ما يضعها ضمن الدول الأكثر حظاً في هذا المجال والأقل حظا في الرعاية الصحية المطلوبة لمواجهة هذا التحدي الملح على القطاع الصحي في جميع المحافظات والمديريات دون استثناء. وقالت إنه على الرغم من تفاوت الوضع بين الريف والحضر وفي ظل الوضع الديموغرافي الراهن الذي بين أن 75 % من السكان يعيشون في الريف فإن وفيات الأمهات والأطفال ضمن معدل حدوث الأمراض وانتشارها هو مشكلة مزمنة في الريف والحضر. وأضافت أن الموت يهدد المرأة اليمنية مع كل حمل ما لم تتخذ إجراءات معيارية سليمة أهمها الرعاية الصحية الصحيحة أثناء الحمل والولادة.. مؤكدة أهمية التدريب والتأهيل والتحفيز للكوادر الوطنية من القابلات اللاتي يعتبرن قائدات للتغيير من خلال ما يقدمن من رعاية تنقذ حياة الأم والوليد . وأوضحت أن دعم هذه القوة البشرية بالتدريب ثم التوظيف ومنح الحقوق الكاملة هو استثمار أساسي لتعزيز الصحة في المجتمع. وقالت إن بلوغ اثنين من المرامي الإنمائية للألفية والمتعلقة بخفض وفيات الأمهات والأطفال يتطلب دعما كبيرا لهذه الفئة معرفياً ومؤسسياً ومجتمعياً. من جهتها قالت الأخت سعاد قاسم رئيسة الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات إن الاحتفال باليوم العالمي للقابلات يعد تقديرا لدورهن الجليل في تقديم خدمات الصحة الإنجابية وتخفيض وفيات الأمهات والأطفال.. موضحة أن وفيات الأمهات والمواليد من أهم التحديات التي تواجه العالم ، وهي في اليمن نتيجة مضاعفات الحمل والولادة لا تزال مرتفعة بالرغم من الجهود المبذولة من قبل الحكومة والمنظمات الدولية والمحلية لأسباب عديدة منها تشتت الجهود وضعف التنسيق وعدم إشراك كل المختصين في شئون القبالة عند اتخاذ القرارات الخاصة بالرعاية الصحية. وأملت من حكومة الوفاق الاعتراف بأهمية دور الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات كونها الجهة المتخصصة بشئون القبالة من أجل أن نتمكن من تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.. معربة عن تقديرها لجهود الشركاء في صندوق الأممالمتحدة للسكان والوكالة الأمريكية للتنمية لدعمهم أنشطة الجمعية . ونوهت بالرسالة المشتركة للمدير التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية والأمين العام للاتحاد العالمي للقابلات بمناسبة اليوم العالمي للقابلات للتأكيد على دور القابلة في تحقيق أهداف الألفية وتخفيض وفيات الأمهات والمواليد. بدورها أكدت السيدة ايكو ناريتا نائبة ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان أهمية الدور الذي تقوم به القابلات في خفض معدل وفيات الأمهات والمواليد. وقالت إن معدل وفيات الأمهات في اليمن من أعلى المعدلات في العالم ،لأن في اليمن في كل عام أكثر من ثمانية آلاف امرأة تموت نتيجة لأسباب مباشرة أو غير مباشرة تتعلق بالحمل والولادة وبناء على ذلك، الآلاف من الأطفال حديثي الولادة في اليمن يموتون في الأسبوع الأول من الحياة لأنهم لا يستطيعون الحصول على الخدمات الصحية للأمومة ورعاية القبالة الماهرة. ومع كل وفاة مأساوية للأمهات، هناك 20 من النساء يواجهن مرضاً خطيراً أو طويل الأمد أو إعاقة مثل الناسور الولادي. وأوضحت أنه و نظرا لان اليمن تتكون من تجمعات سكانية متناثرة يصعب الوصول إليها، واليمن لديها موارد محدودة، ولديها مرافق صحية غير كافية، فهي بحاجة أكثر من أي وقت مضى للقابلات من أجل تلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة و احتياجات الأمهات اليمنيات، للمساعدة في تقليل معدل مراضة ووفيات الأطفال والأمهات، ومكافحة فيروس نقص المناعة البشرية في اليمن.. مؤكدة التزام الصندوق بالعمل في اليمن مع الشركاء الرئيسيين لتحسين التعليم والتدريب، والإطار القانوني وتنظيم العمل، ووضع وظروف عمل القابلات في المجتمعات المحلية ونوهت باهتمام الصندوق المتزايد بالقابلات ودورهن في إنقاذ الأرواح وتعزيز النظم الصحية الوطنية مع أكثر من 20 شريكا من بينها اليمن. وأوضحت أن هناك حاجة للتعاون مع جميع الجهات لتحسين مهارات القبالة في اليمن والخدمات المنقذة للحياة وجعلها أولوية ضمن برامج الصحة المستقبلية. وكانت قد استعرضت خلال الحفل نتائج مسح القابلات في محافظات الجمهورية الذي يهدف إلى بناء قاعدة بيانات وتوفير المعلومات الأساسية لصانعي القرار، كما تم استعراض إنجازات الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات خلال العام 2011م. حضر الحفل الدكتورة نفيسة الجائفي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة والأخت انتصار عمر رئيسة البرنامج العام لإعلام المرأة والطفل بوزارة الإعلام وممثلون عن وزارة الشئون الاجتماعية والعمل ومنظمة الصحة العالمية والمشروع الصحي الألماني والسفارة الهولندية بصنعاء.