دشن وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي أمس على رواق «بيت الثقافة « فعاليات الندوة الفكرية التي تنظمها على مدى يومين مجلة الثقافة الصادرة عن الوزارة بعنوان «الجاوي.المثقف،المناضل، الانسان».. وفي افتتاح الندوة التي حضرها المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح, اكد وزير الثقافة الدكتور المفلحي على المكانة التي احتلها الراحل عمر الجاوي وقال الوزير « لقد كان الجاوي علماً من أعلام الفكر والثقافة والنضال جسد في كل مراحل حياته مثلاً للمثقف النموذجي داخل المشهد السياسي و العام, و أخلص طوال حياته لقضايا الوطن وقضايا الناس .. وكان له الريادة في رفع راية الوحدة اليمنية مبكراً, وفي ضل سلطتي الإمامة والإستعمار» . واضاف الوزير : لقد تبنى الجاوي فكرة الوحدة اليمنية مبكرأً و راهن عليها كحلم قابل للتحقيق رغم تشكيك كثيرين باستحالة ذلك ولكنه اخذ يترجم حلمه بإيجاد كيانات وحدوية بدء من رابطة الطلبة اليمنيين في مصر عام 56م وعام 61م , وتوج ذلك بتأسيس اول منظمة وحدوية في ظل التشطير وهي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي ظل تحت قيادته يرفع راية الوحدة في ظلال مجلة الحكمة. من جهته القى وكيل وزارة الثقافة هشام علي بن علي كلمة عن اللجنة التحضيرية اشار فيها إلى ما تمثله الإحتفائية بالذكرى العاشرة لرحيل الجاوي, و التي آثرت وزارة الثقافة ان تحتفل به في الميدان الذي اختاره الجاوي لنضاله الوطني و هو مجال الإعلام و الصحافة و الفكر. وقال : إن احتفالاتنا بالعيد الوطني الثامن عشر للجمهورية اليمنية يعني الإحتفال بالمناظل الوحدوي و المثقف عمر الجاوي الحاضر في عيد انتصار الوحدة على كل محاولات الردة والإنتصار وعلى كل هواة تشظية الأوطان و اشعال الفتن و الحروب . و في الافتتاح الذي تم خلاله الإعلان عن تدشين موقع الجاوي على شبكة الإنترنت قدم كل من :الدكتور احمد سالم القاضي نائب وزير الثقافة,وزيد مطيع دماج , نعمان قايد سيف, عمر محمد عمر .. شهادات تاريخية عن حياة الراحل و علاقتهم به , و جوانب من نضاله الوطني و شذرات من حياته الإجتماعية التي عرفوها من خلالها . . وتركزت أعمال الندوة في جلستها الأولى مساءً بمقر منتدى الجاوي الثقافي بصنعاء في استعراض ورقتي عمل تناولت الأولى بعنوان « تطور الفكر السياسي في شعر الجاوي» للدكتور عبد الله عوبل .. مستعرضاَ البعد السياسي البازر في شعر الجاوي وما يمثله من خصوصية في التعبير عن قناعات الجاوي وتطلعاته إزاء مختلف قضاياً الشأن السياسي.. وقدمت الورقة سرداً مختصرا لمراحل الفكر عند الجاوي منذ بداية تكوين وعيه السياسي الذي تشكل مع إدراكه خطورة الاستعمار البريطاني للجنوب, وكيف جسد الجاوي أمثلة رائعة في الايمان بالوحدة الوطنية وتطلعاته إزاءها كخيار حتمي لعزة اليمن وتقدمه.. ولفتت إلى أهم إنجازات الجاوي وإسهاماته في صعيد العمل السياسي والأدبي الذي استطاع من خلالها أن ينشئ ما اعتبرته الورقة «مؤسسات الوحدة في ظل التشطير» حيث أسس إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كأول مؤسسة وحدوية وفاعلة ومؤثرة ولسان حاله مجلة «الحكمة» وأشارت الورقة إلى أهم المبادئ التي كان يراها عمر الجاوي تشكل مضمون دولة الوحدة والتي تعبر عن رأيه ومواقفه الواضحة إزاء «الحفاظ على السيادة الوطنية», «المرأة والمساواة الإجتماعية», «الدين والدولة», ومسائل «الديمقراطية» و»حقوق الإنسان .. فيما ركزت الورقة الثانية للباحث قادري أحمد حيدر بعنوان « الوطن في عقل الجاوي» على مفهوم الوطن وحدوده ومكانته عند الجاوي وكيف استطاع ان يجعل من الوطن قيمة أولى يجب أن يسعى لمجدها الجميع.. واعتبرت الورقة الجاوي من خلال احلامه ومواقفه رديف للصورة الإنسانية في الاعمال الملحمية والدرامية التاريخية التي لا هدف شخصي ترجوه لذاتها بل هي أهداف وغايات كلية سامية متعالية على صورة المصالح الصغيرة والأحلام الباهتة.. وبينت ان سحر شخصية الجاوي وذاتيته الوطنية والإنسانية تتمثل في كيف حافظ عمر على نفسه وهويته الذاتيه المستقبلية في خضم كل تلك التقلبات الوطنية والقومية والكونية, وكيف حافظ على معادلة المثقف والسلطة أو السياسي والمثقف في جوهر هويته الشخصية.