هل ينقل الاعلام صورة المرأة العربية الحقيقية ؟ أم يركز على الأدوار النمطية للمرأة والصورة التقليدية ؟ أم يصورها بأنها ضعيفة سلبية لا يعنيها إلا مظهرها . فهناك من يرى ان صورة المرأة اعلامياً بمختلف وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة يقدم صور عن المرأة العربية لا تخرج عن ادوار معينة يسعى لتثبيتها في عقول الجمهور، فهي المرأة السطحية أو الخائنة او المغلوبة على أمرها أو الجذابة والمثيرة او صورة المرأة (الطالبانية) وهي الصورة التي تستخدم وكأنها صورة المرأة العربية أو المسلمة لذلك لم يعد المأزق الآن مأزق إعلام داخلي، لكنه أصبح مأزق ( صورة العرب والإسلام ) أمام الغرب والعالم وذلك منذ أحداث 11 سبتمبر 2001م, وهي الصورة المغلوطة التي تهدف إلى الإساءة للإسلام والمسلمين .. {.. .في هذا الاستطلاع حاولت وكالة الانباء اليمنية / سبأ / الاجابة على هذه التساؤلات ومعرفة ما تقدمه وتعكسه تلك الوسائل من خلال آراء بعض افراد المجتمع . (( الاعلام قدم صورة منصفة للمرأة )) محمود الحميدي - طالب في قسم إذاعة وتلفزيون- يقول: الإعلام العربي يقدم صورة منصفة تماماً عن المرأة العربية, ولا أفهم لماذا هذا الحديث عن المرأة وحقوقها الضائعة فهي أخذت حقوقها كاملة كما اقرها الإسلام وأكثر من ذلك بكثير. أما عن موضوع أن المرأة تظهر كعنصر جذب فهذا لا يعتمد عليها فقط إنما أيضاً الرجل يظهر كذلك..وفي أكثر الأحيان خصوصاً الإعلانات التجارية يعتمد هذا على النجوم ان كانوا نساء أو رجالاً .. أما عن صورتها في الدراما فهذه هي الحبكة الدرامية فهي أما بطلة أو خائنة وأنا فعلاً أصبحت أمل من شعارات المطالبة بالحقوق الضائعة لا أستغرب بعد مدة بأننا نحن الرجال سنطالب بحقوقنا.(( المرأة ليست سلعة )) رغم أتفاق فاروق عبد السلام - طالب في قسم الصحافة- مع رأي محمود بأن الإعلام لا يقدم صورة سيئة عن المرأة بل يقدم مواضيع تتعلق بحياتها بكل حيادية وموضوعية إلا انه اختلف معه بنقطة واحدة بأن المرأة حين تظهر في الإعلانات التجارية والترويجية التي لا تخصها فهي تظهر كعنصر جذب وهي بذلك تستخدم كسلعة وهي ليست كذلك أبداً. ((الإعلام غير منصف للمرأة )) طارق المخلافي - طالب في قسم إذاعة وتلفزيون- اختلف تماماً مع آراء زملائه وقال: بأن الإعلام يقدم صورة سلبية للمرأة ويظهرها كقالب جميل من الخارج فقط وينتهك حقوقها وهي الحقوق التي أقرها الإسلام التي تصون المرأة وتحفظها.. وحتى في العمل الدرامي يجب أن تحفظ صورتها ومكانتها وتقدم بالشكل الذي يليق بها. (( أين تقدم المرأة..؟)) فاطمة مريسي - رئيسة إتحاد نساء اليمن -بعدن- لا تجد إن الإعلام العربي خصوصا يقوم بدوره في إبراز صورة المرأة كما هي فهو يظهرها بشكل غير لائق ولا يتتبع ما تسير به من تقدم في العديد من المجالات الاقتصادية والسياسية وفي كثير من المواقع التنفيذية بل يقدم صورة المرأة كامرأة إعلانات وهو يجمل المنتج الذي يعلن عنه بالمرأة ..فلا يمكن ان ينكر احد تقدم المرأة والخطوات التي خطتها في الوطن العربي بشكل عام واليمن بشكل خاص لذلك لا يجوز تقديمها كامرأة جذابة فقط فهي الأم صانعة الغد مربية الأجيال وحتى صورتها هذه كأم تقدم بشكل ضعيف وغير فاعل. المرأة اليوم خطت خطوات كبيرة فهي جامعية ووزيرة وخبيرة في اليمن والعديد من الدول العربية وقاضية عدا كونها الصحفية والمهندسة والطبيبة والمعلمة..المرأة نصف المجتمع فلا يجوز تقديمها مثل ما تقدم في العديد من برامج الدراما بشكل خليع او ضعيف .. كيف ستربي الأجيال إذا لم تجد الدعم لمكانتها وقيمتها كما كرمها الله سبحانه وتعالى. (( ربة المنزل )) (جميلة سعيد ) ربة منزل قالت: بأنها بعد خروج أولادها إلى مدارسهم و زوجها إلى عمله تبقى هي لتشاهد التلفزيون او تستمع إلى الإذاعة تجد أن البرامج التي تقدم جميلة ومسلية وهي تشاهد برامج الطبخ او البرامج الفنية والمسلسلات الدرامية ..اما أكثر ما لا يعجبها في ما تشاهد فهو فتيات الفيديو كليب العاريات - على حد تعبيرها - وتقول بأنهن من يشوهن صورة المرأة وأكثر من ذلك يفسدن الشباب العربي والإسلامي. (( المرأة العاملة)) (ف..أ) مدرسة/ قالت في زحمة عملي ومتطلبات أولادي وزوجي ليس لدي الوقت لأشاهد برامج التلفزيون ولكن حين أكون متفرغة أتابع بعض البرامج ولا أجد أبداً ان الإعلام يظلم المرأة فماذا تريد أكثر من ذلك ففي الدراما تقدم كبطلة او أم تحترم -في أغلب الأحيان- وهناك مسلسل ( باب الحارة ) الذي قدم صورة جميلة للترابط الأسري مع بعض التحفظات عليه بسب ضعف المرأة فيه وضعف شخصيتها وهناك برامج عديدة متخصصة عنها وعن الحديث عن همومها ومشاكلها. أما عن الصورة الأخرى صورة فتيات الكليبات او الإعلانات التجارية فهي نماذج شخصيه تخص أصحابها ولا تعم المرأة بشكل عام رغم ان بعضهن -مسليات وجميلات- .. ثم كل يحاسب على عمله. (( الإعلام والمرأة)) الإعلام والمرأة سلسلة لا تنتهي من الطرح فهو إلى الآن لم يجد المنهج الذي يجب ان يسير عليه ليصل إلى المرأة في ظل كل ما تمر به من ضغوط التربية الشرقية المتزمتة والوعود بالحرية وإذا نظرنا إلى ما يقدم الإعلام فيما يخص المرأة سنراه يركز على نقطتين هما:الأولى تقديم الرفاهية للمرأة مثل البرامج التي تهتم بشكلها وملابسها وبرامج الطبخ والبرامج التي تهتم بإعادة البناء النفسي للمرأة والأخرى التي تهتم بالقضايا الشائكة والحساسة الخاصة بالمرأة خصوصاً علاقتها بالجنس الآخر والبرامج التي تدعو إلى مشاركتها في الحياة السياسية وتدعم هذه المشاركة.. وهي بذلك تقدم المرأة بصورتين الأولى المرأة المحجبة او ست البيت أو المشاركة في المجتمع من خلال العديد من الجوانب والأخرى صورة المرأة المغرية والجذابة. ختاماً لا يمكن القول بأن الإعلام يجب ان يقف دائماً في صف المرأة ويظهرها بالمظهر الايجابي فإظهار الجوانب السلبية أيضاً مطلوب وإظهار ما تعانيه أيضاً مطلوب ولكن أيضاً يجب ان يدعم الإعلام المرأة في مسيرة التقدم ويبرز دورها بشكل يليق بها ولا يضعها في خانة الإثارة فقط كجسد جميل ورأس فارغ.. فالإعلام مرآة الواقع كما يعكس الجوانب السلبية فيه يجب ان يعكس الايجابية أيضاً.