لقد كان يطلق على إب قديماً (الثجة) نسبة إلى منطقة جبلية تقع إلى الجنوب من المدينة القديمة والتي كانت تحمل الاسم نفسه حيث تميزت بطبيعة وتضاريس تختلف عما حولها من المحافظات اليمنية الأخرى .. ولقد وفرت العوامل الطبيعية والظروف المناخية التي تميزت بها محافظة إب أسباب استقرار الإنسان منذ فجر التاريخ بالاضافة إلى نشؤ المدنية في العصور التاريخية فقط أثبتت الدراسات الأثرية أن الإنسان اليمني قد عاش في مدينة إب منذ عصور ما قبل التاريخ وبتفرعاتها المختلفة. إب وموعد مع الإزدهار ويؤكد المؤرخون أنه وفي العصر التاريخي الذي يبدأ في الألف الأول (ق.م) ظهرت فيه الممالك اليمنية القديمة وكانت مدينة إب على موعد مع الازدهار الحضاري حيث كانت أماكن للاستقرار والسكنى تحت سلطة ونفوذ الممالك القوية. وكانت ضفتي مجرى وادي بنا مكان مناسب لاستقرار عدد من القبائل التي لعبت دوراً مهماً في تاريخ اليمن القديم وخاصة ما عرف بتجمع قبائل حمير التي كانت الأساس الذي تشكلت منه مملكة سبأ وذي ريدان .. ويرتبط نهاية تاريخ مملكة سبأ وذي ريدان ومدينة إب قبل الاسلام بالصراع الديني الذي حدث بين الديانتين اليهودية والنصرانية اللتين دخلتا اليمن بطرق مختلفة. عاصمة الدولة الصليحية لقد كانت مدينة إب في بداية العصر الإسلامي عبارة عن مجموعة من المخاليف مثل مخلاف ذي رعين ومخلاف جعفر .. وفي القرن الخامس الهجري أصبحت إب عاصمة لليمن الموحد مرة أخرى وذلك عندما اتخذ الصليحيون من مدينة جبلة في عام 1037-1098م عاصمة لدولتهم ومقراً للحكم ومن المعروف تاريخياً بأن اليمن قد أزدهرت في عهد المملكة أروى بنت أحمد الصليحي وشمل ذلك الازدهار مدينة إب حيث أصبحت مدينة جبلة قبلة للعلم والعلماء وبنت الملكة أروى المساجد الكبيرة والقلاع والحصون وأنشأت سواقي المياه وأزدهرت دور العلم والصناعات والحرف المختلفة .. كما شهدت أيضاً مدينة إب ازدهاراً في الجوانب الثقافية والحضارية في عهد الدولة الرسولية. خط دفاعي عن ا ليمن أما مدينة إب في التاريخ الحديث فقد مثلت خط الدفاع الأول عن اليمن إبان الحكم العثماني والذي بدأ عام 1538م وذلك من خلال حصونها وقلاعها المشهورة ومن المعروف أيضاً أن مدينة إب قد عانت من الحكم الإمامي المستبد كغيرها من المحافظات الأخرى وأصابها الجهل والتخلف حتى قيام الثورة اليمنية السبتمبرية وكانت إب سباقة في مقارعة الحكم الإمامي في النصف الأول من القرن العشرين وكان لها الدور الأكبر في قيام الثورتين السبتمبرية والأكتوبرية وقدمت قوافل الشهداء قرابين في منبر الحرية لترسيخ الوحدة اليمنية وساهمت في الدفاع عنها ومحافظة إب في الوقت الحالي تنعم بالرخاء والازدهار الاقتصادي تحت راية الثورة والوحدة اليمنية المباركة.