قد يتساءل الكثير من الناس ماهي شروط الاستجابة للدعاء ؟ والإجابة على هذا التساؤل قد وردت على لسان الشيخ محمد بن صالح العثيمين في كتابه «فتاوى أركان الإسلام» حيث قال: أن للإجابة على الدعاء شروط لابد أن تتحقق وهي كالتالي: الشرط الأول: الإخلاص لله عزوجل بأن يخلص الإنسان في دعائه فيتجه إلى الله سبحانه وتعالى وبقلب حاضر صادق في اللجوء إليه، عالم بأنه عزوجل قادر على إجابة الدعوة، مؤمل الإجابة من الله سبحانه وتعالى. الشرط الثاني: أن يشعر الإنسان حال دعائه بأنه في أمس الحاجة، بل في أمس الضرورة إلى الله سبحانه وتعالى وأن الله تعالى وحده الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، أما أن يدعو الله عزوجل وهو يشعر بأنه مستغن عن الله سبحانه وتعالى وليس في ضرورة إليه وإنما يسأل هكذا عادة فقط فإن هذا ليس بحري بالإجابة. الشرط الثالث: أن يكون متجنباً لأكل الحرام، فإن أكل الحرام حائل بين الإنسان والإجابة كما ثبت في الصحيح عن النبي «صلى الله عليه وسلم» أنه قال:«إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين» فقال تعالى:[ياأيها الذين ءامنوا كلوا من طيبات مارزقناكم وأشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون] «سورة البقرة الآية 271».. ثم ذكر النبي «صلى الله عليه وسلم» الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب، يارب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام قال النبي «صلى الله عليه وسلم»: فأنى يستجاب له» فأستبعد النبي «صلى الله عليه وسلم» أن يستجاب لهذا الرجل الذي قام بالأسباب الظاهرة التي بها تستجلب الإجابة هي: أولاً: رفع اليدين إلى السماء أي إلى الله عزوجل لأنه تعالى في السماء فوق العرش، ومد اليد إلى الله تعالى من أسباب الإجابة كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في المسندة «إن الله حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً». ثانياً: هذا الرجل دعا الله تعالى باسم الرب «يارب، يارب» والتوسل إلى الله تعالى بهذا الأسم من أسباب الإجابة لأن الرب هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور فبيده مقاليد السماوات والأرض.. فالتوسل إلى الله تعالى بهذا الأسم من أسباب الإجابة. ثالثاً: هذا الرجل كان مسافراً والسفر غالباً من أسباب الإجابة، لأن الإنسان في السفر يشعر بالحاجة إلى الله عزوجل والضرورة إليه أكثر مما إذا كان مقيماً في أهله، وأشعث أغبر كأنه غير معني بنفسه كأن أهم شيء عنده أن يلتجئ إلى الله ويدعوه على أي حال كان هو، سواء كان أشعث أغبر، أم مترفاً، والشعث والغبر له أثر في الإجابة كما في الحديث الذي روي عن النبي «صلى الله عليه وسلم»، أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدينا عشية عرفة يباهي الملائكة بالواقفين فيها يقول «أتوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق».. هذه الأسباب لإجابة الدعاء لم تجد شيئاً لكون مطعمه حرام وملبسه حرام، وغذي بالحرام.