منحت كلية إدارة الأعمال بجامعة الملك سعود بالرياض الباحث اليمني عبد الملك طاهر المخلافي درجة الماجستير بتقدير امتياز على رسالته الموسومة ب” واقع العمالة اليمنية في سوق العمل السعودي _ دراسة ميدانية على العاملين في القطاع التجاري”.وأشادت لجنة المناقشة المكونة من الاستاذ الدكتور سالم بن سعيد القحطاني (رئيساً) والاستاذ الدكتور معدي بن محمد آل مذهب(عضواً مناقشاً) والدكتور عبد الرحمن بن عمر البراك(عضواً مناقشاً) بالرسالة باعتبارها وسيلة لتسليط الضوء على وضع العمالة اليمنية في دول الخليج ، للتعرف على خصائصها ومشكلاتها ومدى ملاءمتها لسوق العمل الخليجي, بهدف تصويب مساراتها وصقل مهاراتها وحل مشكلاتها, وبما يجعل من العمالة أداة فاعلة من أدوات عملية اندماج اليمن باقتصاديات مجلس التعاون.. واعتبرت العمالة من القضايا الاقتصادية المدرجة ضمن برامج عملية انضمام اليمن لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.وخلصت الدراسة إلى أن العمالة اليمنية تمتلك بدرجة متوسطة المهارات والقدرات اللازمة لممارسة العمل في القطاع التجاري السعودي.. وكشفت وجود درجة متوسطة من التوافق بين مهارات وقدرات العمالة اليمنية ومتطلبات سوق العمل بالقطاع التجاري السعودي.وأظهرت الدراسة وجود رضا أصحاب العمل والمشرفين راضون عن أداء العمالة اليمنية إلى حد كبير.وتوصلت الدراسة الى عدد من النتائج ابرزها أن أفراد العمالة اليمنية يمتلكون وبدرجة كبيرة عدداً من المهارات السلوكية اللازمة لأداء العمل مثل، قدرة التعامل الجيد مع الآخرين, والانضباط في العمل, والقدرة على إدارة وقت العمل بشكل فعال.وفي جانب المهارات التنظيمية والإدارية أوضحت الدراسة أن العمالة اليمنية تمتلك وبدرجة كبيرة قدرة العمل ضمن فريق عمل واحد, ويمتلكون ولكن بدرجة متوسطة القدرة على تحديد أهداف العمل بشكل واضح, وحل مشكلات العمل, واتخاذ القرارات الفعالة والكفاءة في إدارة الآخرين, والقدرة على تقديم مبادرات ومقترحات بناءة لتطوير العمل, وقدرة التعامل مع ضغوط العمل المختلفة.وأظهرت الدراسة ان العمالة اليمنية تتقن وبدرجة كبيرة عدداً من المهارات الفنية أهمها القدرة على التعامل مع الأنماط المختلفة من العملاء و تحديد طلباتهم بدقة, والقدرة على كسب ثقة العملاء والاحتفاظ بعلاقات جيدة معهم وإقناعهم بالشراء, وإدارة المقابلات البيعية بكفاءة, فضلاً عن ذلك فهم يتقنون بعض المهارات الفنية ولكن بدرجة متوسطة مثل جمع المعلومات اللازمة عن حالة السوق, و معالجة شكاوي العملاء والرد على اعتراضاتهم.الا انها كشفت وجود ضعف شديد لدى العمالة اليمنية في مهارات اللغة الإنجليزية والتعامل مع الحاسب الآلي وشبكة الإنترنت. وعرضت الدراسة المشكلات والصعوبات التي تواجه العمالة اليمنية في محيط العمل بالقطاع التجاري السعودي اهمها طول فترة الدوام, وكثرة أعباء ومهام العمل, وغياب التأمين الصحي, والصعوبة في استقدام العائلة, وضعف الأجور والحوافز المعنوية, والحرمان من الأجر أثناء الإجازة السنوية, وعدم الحصول على مكافأة نهاية الخدمة, وعدم وجود يوم راحة أسبوعي, اضافة الى عدم الاهتمام بتدريب العمالة, والتعرض للتعسف من قبل بعض الكفلاء, وعدم وجود عقد عمل رسمي يحدد علاقة العامل بالعمل, وغياب اللوائح التنظيمية الموضحة لحقوق العامل وواجباته.كما كشفت وجود جملة من المشكلات والصعوبات يواجهها أرباب العمل والمشرفون في القطاع التجاري السعودي اثناء التعامل مع العمالة اليمنية ابرزها عدم امتلاك العامل اليمني للمؤهل العلمي المناسب للعمل, وعدم الاهتمام بتنمية القدرات الذاتية, والمطالبة المستمرة بزيادة الأجور والحوافز المادية. وأوصت الدراسة بضرورة أن تعمل الحكومة اليمنية على إنشاء مراكز تدريبية للشباب المقبلين على الهجرة للعمل في السعودية وبقية دول الخليج, وذلك لتزويدهم بالمهارات المسلكية والإدارية ومبادئ اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي والانترنت مما يمكنهم من أداء الأعمال بكفاءة.وأقترحت انشاء السفارة اليمنية بالرياض مراكز تدريبية مماثلة لتطوير وتحديث قدرات العمالة اليمنية في المجالات المشار إليها وكذلك ضرورة إنشاء وحدة إدارية في السفارة اليمنية في الرياض تعنى بشئون العمالة اليمنية في المملكة ورصد ما يحتاجه سوق العمل السعودي من القدرات البشرية, والتنسيق بشأن ذلك مع الجهات المعنية في الجمهورية اليمنية.واكدت الدراسة ضرورة توجيه خطط التأهيل والتدريب في الجمهورية اليمنية نحو إعداد كوادر بشرية كفؤة, وبما يحقق التواؤم بين قدرات العمالة اليمنية ومتطلبات سوق العمل السعودي بصفة خاصة وسوق العمل الخليجي بصفة عامة.وطالبت الدراسة وزارة العمل السعودية بضرورة إلزام المنشآت التجارية للتقيد بمعايير العمل الدولية وأحكام قانون العمل السعودي المتعلقة بحقوق وواجبات العمال ولاسيما فترة الدوام, والراحة الأسبوعية, والإجازة, والأجر أثناء الإجازة السنوية.كما اوصت وزارة العمل السعودية بالاعتماد على معيار الدخل بدلاً من معيار المهنة كشرط لاستقدام عائلة العامل إلى المملكة, بحيث يتسنى لأي عامل يمني يتوفر له دخل شهري مناسب أن يستقدم عائلته.حضر المناقشة نائب الملحق الثقافي بالسفارة اليمنية بالرياض أنيس محفوظ بامقيدح ومستشار العلاقات الثنائية وشئون مجلس التعاون الخليجي بالسفارة الدكتور أمين الصالح و مدير مكتب جامعة صنعاء بالرياض جميل المخلافي وعدد من طلاب الجامعة وأبناء الجالية اليمنية بالرياض.