اقتصاديات مشاريع التمويل الأصغر تهدف في جميع مراحل برامجها إلى إيصال الفئات الأشد فقراً إلى حالة من الاعتماد على الذات والقضاء على البطالة وتوفير فرص عمل..فما هو أوجه النشاط لمشاريع التمويل الأصغر في ضوء تلك الأهداف والاستراتيجيات التي تبنتها الدولة والحكومة لتحسين مستوى معيشة الفقراء وخصوصاً في تلك المديريات مثل مديرية باجل بمحافظة الحديدة وهذا ما أوضحته الأخت سحر الشميري مديرة برنامج التمويل الأصغر. مديرية فقيرة بداية أحب أن أوضح أموراً هامة منها أن مديرية باجل تعتبر من أكبر مديريات محافظة الحديدة من حيث المساحة والكثافة السكانية التي تصل إلى مايقارب ربع مليون نسمة تقريباً ومعظم أبناء هذه المديرية حالتهم المعيشية تحت مستوى الفقر وأغلبهم عاطلون عن العمل وبحاجة إلى من يقف إلى جانبهم ويوصلهم إلى مرحلة من الاعتماد على النفس والحد من تلك البطالة التي تؤدي إلى نتائج سلبية تؤثر على المجتمع من مختلف النواحي والجوانب ، ولهذا عملت كافة الجهود لايجاد هذا البرنامج في المديرية والذي هدفنا من خلاله الحد من البطالة والقضاء تدريجياً على ذلك الفقر وايجاد فرص عمل من خلال إمدادهم بقروض يعملون من خلالها على تكوين مشاريع صغيرة تساعدهم على سد إحتياجاتهم والاعتماد على أنفسهم فعمدنا في بداية عمل البرنامج إلى تكوين مجموعات واعطائهم قروضاً استطاعوا من خلالها تكوين مشاريعهم واحلامهم الصغيرة.. فوصل البرنامج إلى ذروته من حيث تحقيق أهدافه بعد ذلك توسعنا وشملت خدماتنا تمويل القروض الفردية طبعاً بدعم وتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية ، وركزنا على الحالات الأشد فقراً واحتياجاً وخاصة في المناطق الريفية ، يهدف تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي من حيث تكوين المجموعات وهذا هو الآخر هدف سعينا إلى تحقيق ، فكانت البداية مديرية باجل كمحور لانشطتنا بعدها فكرنا في التوسع وأن تشمل أنشطتنا وبرامجنا المديريات المجاورة لنا فانطلقنا إلى نطاق أوسع. أهداف وطموحات كيف تم التوسع لهذا النشاط كما أشرت؟ اشرت في بداية حديثي إلى أن عملنا اقتصر على مناطق مديرية باجل غير مجموعات ، وفيما بعد توسع نشاطنا وامتد تمويلنا لنستهدف فئات أشد فقراً وحاجة في المديريات والمناطق المجاورة لمديرية باجل ، وقمنا بتمويل قروض فردية وكذا عبر مجموعات ،لكن لم نجد الفئة المستهدفة التي نرمي إليها فتراجعنا وكذا لعدم وجود الدعم الكافي فاكتفينا بتلك المناطق وشمل تمويلنا الكثير من الأسر الفقيرة والتي بالفعل بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم واستطعنا خلال سنوات من عمر البرنامج أن نحقق أهدافنا والكثير من المستفيدين وصلوا إلى مرحلة من الاعتماد على النفس وحققوا أحلامهم الصغيرة وهذا ماكنا نطمح ونهدف إليه برغم قلة الوعي من المجتمعات التي استهدفناها. عدد المستفيدين كم بلغ عدد المستفيدين؟ وحجم المبالغ في الميدان؟ البرنامج بدأ بالنزول والهبوط وذلك بسبب كثرة المتأخرات وعدم وجود ذلك الالتزام المعهود والحضور في المواعيد المحددة لتسديد الأقساط مما جعل عدد المستفيدين ينقص بدلاً من أن يصعد لأن المبالغ المالية التي من المفترض أن تحصل وتورد ونأخذها لنقوم باعطائها وتقديمها قروضاً لأناس هم بحاجة إليها، أصبحت مجمدة وسجلت متأخرات لعدم الوفاء من المستفيدين ،وقد وصلت إلى أكثر من مليون واربعمائة الف وهو مبلغ كبير يمكن أن يستفيد منه أكثر من مائة أسرة ، وعند البحث من الأسباب كان الوضع المعيشي والظروف الاقتصادية وموجة الغلاء أسباباً أدت إلى عجز الكثيرين عن السداد وكذا لانعدام التعاون الكامل من الجهات الضابطة المتمثلة في إدارة الأمن التي لم تقم بواجبها الكامل معنا في الوقوف إلى جانبنا ومساندتنا والتعاون معنا في ضبط المتلاعبين واجبارهم على تسديد ماعليهم من أقساط ولا نقول إنهم لايتعاونون معنا مطلقاً ولكنه تعاون غير مطلوب برغم كثرة ترددنا عليهم ونرجو منهم أن يتفهموا وضعنا وهذا للمصلحة العامة. أهمية بالغة ماذا عن الدورات وأهميتها في مجال نشاطكم؟ الدورات لها أهمية كبيرة وفوائد لاحدود لها ، من أهمها التأهيل وتحسين مستوى الأداء وكذا الجودة ومعرفة كل جديد ، والاستفادة من حيث معرفة الاخطاء وتجنبها والتزود بتوسيع الآفاق ومعرفة الكثير من المفاهيم والأمور التي قد تغيب عن الذهن والتنبيه إلى أخطاء الآخرين والاستفادة من تجارب الرواد والناجحين ، وأنا وبصورة شخصية قد حضرت عدة دورات منها دورات في كيفية تحصيل القروض ودورة في كيف أصبح مسئول إقراض ناجحة ودورة في المتأخرات وتحديد سعر الفائدة ودورة في الجانب المالي والمركز المالي والاحصائيات بالإضافة إلى أن جميع الكوادر العاملة معي قد حصلوا هم أيضاً على دورات مختلفة في جانب اختصاصاتهم وطبيعة عملهم ،والحمد لله الجميع استفاد من هذه الدورات وكان لها تأثيرها الايجابي في تحسين مستوى العمل. ما الطموحات المستقبلية التي تودون تحقيقها والوصول إليها؟ نحن في البرنامج لدينا طموحات كثيرة وليست لنا شخصياً ومن أجل تحقيق مصالحنا بل طموحات لأجل الصالح العام ولأجل القضاء على الفقر وتوفير فرص عمل وايصال المجتمع إلى حالة من الاعتماد على النفس ونحن نطمح أولاً أن تزول كل الصعوبات التي نواجهها حالياً ونطمح بأن يكون برنامج التمويل الأصغر في مديرية باجل من أنجح البرامج على مستوى كل البرامج العاملة وأن تشمل أنشطتنا وتصل إلى كل محتاج ويصل إلى أن يكون قادراً على الاعتماد على نفسه وأن نرى الابتسامة لا تغيب عن هذه الوجوه السمراء. كلمة أخيرة هل لكم من رسالة أخيرة؟ نتمنى أن يكون هنالك نظرة واسعة ووعي متكامل لأهمية تواجد مثل هذه البرامج التي تخدم المجتمعات وتوصل إليهم خدمة هم في أشد الحاجة إليها ، كما نتمنى من الجهات الأمنية ومن المجلس المحلي بالمديرية ومن بيده القدرة والاستطاعة في تقديم يد العون والمساندة والاسهام في التعاون الجاد المثمر الذي من شأنه أن يرتقي بهذا البرنامج ويجعله في توسع ويضم أكبر شريحة من أبناء المجتمع للاستفادة منه وأن يكون هنالك ضبط للمتلاعبين ونقول لهم بأن هذا البرنامج كان لأجلهم فعليهم عملية الحفاظ عليه والعمل على ديمومته وأن لايتعاونوا على إجهاضه وارجاعه إلى الوراء والتكافل والتعاون مطلوب من الجمي