المياه البيضاء المسبب الأول للعمى في اليمن بنسبة «60%» البصر نعمة عظيمة أنعم بها المولى عز وجل عى عباده، ولكن للأسف الشديد بعض الناس لا يرعى هذه النعمة حق رعايتها، ولو أصاب كلتا عينيه أو إحداهما مرض أو ضرر، تركها لما أصابها غافلاً أو متغافلاً لخطأ ما تسبب فيه من إهمال لدرتي وجهه والنورالذي يبصر به الحياة، ثم إذا ما فقد نعمة البصر لإهمال عض على الأنامل ندماً وحسرة. لقاؤنا مع الدكتور صالح أحمد العقيلي- استشاري أمراض وجراحة العيون، يبرز مشكلة العمى وأسبابها الشائعة، خصوصاً في بلادنا، شاملاً إلى جانب ذلك الحلول والمعالجات والسبل الكفيلة بحفظ صحة وسلامة أعيننا.. نعمة ربانية لا يختلف اثنان على أهمية البصر في حياة الإنسان، برأيك ومن منظورك ما أهمية هذه النعمة؟ ما أعظم نعمة الإبصار، فبها ندرك ما يقارب من «08%» مما يحيط بنا. والواجب علينا أن نحافظ عليها ونصونها بالمحافظة على العينين ووقايتهما من أية أمراض أو علل أو أية إصابات قد تصيبهما. للبصر دور كبير في الحياة، وهذا يعلمه الجميع.. به نقوم بأعمال كبيرة ونتعلم ونتعرف على الأشياء من حولنا بما يمكننا من تمييزها عن غيرها من المرئيات المتشابهة وغير المتشابهة ورؤية الجميل منها والقبيح وما إلى ذلك.هذا أقل القليل عن هذه النعمة الربانية الغالية ولن يسعفني الوقت لأوجز في دقائق وصف أهمية هذه النعمة فالأمر يحتاج إلى ساعات طويلة. ضعف وفقد الإبصار الشائع بين الناس أن الأعمى هو من لا يبصر نهائياً.. فهل هذا صحيح؟ ومتى يكون الشخص أعمى من الناحية العلمية؟ ومتى يصنف بأنه ضعيف النظر؟ ليس هذا كل ما في الأمر.. أي ليس الأعمي فقط من انعدمت عنده القدرة على رؤية أي شيء من حوله، فقد عرفت منظمة الصحة العالمية الشخص الأعمي بأنه ذاك الذي تكون درجة الرؤية لديه أقل من ثلاثة أمتار، فإذا كانت لا تتعدى ثلاثة أمتار أو أقل أو اقتصرت على رؤية أصابع اليد أو حركتها أو رؤية الضوء فقط، يكون من بلغ بصره هذا الحد أعمى.. وهو ما اعتبرته منظمة الصحة العالمية واصطلح عليه. الجانب الآخر هناك من يطلق عليه المعوق بصرياً أو ضعيف البصر، ويتصف بهذا الوصف من تبدو درجة الرؤية لديه- وفق قياسات حدة البصر- «6على 81» إلى «ثلاثة أمتار»، كذلك إذا كانت الرؤية أقل من «6على 81» وأطول من ثلاثة أمتار، ولو أنه أقل من «ثلاثة أمتار»، يصبح عندئذ أعمى كما ذكرت. أما ما يسمى بالنظر الطبيعي فيتدرج من «6على6» إلى «6على 81». واقع العمى توضح الإحصاءات بأن اليمن الأعلى نسبة في المنطقة في حدوث العمى.. ترى ما الأسباب التي تقف وراء هذه المشكلة ؟ وما أسباب شيوعها في اليمن على وجه التحديد؟ ورد في الإحصاءات أن هناك ما يقارب من «05مليون» أعمى في العالم، ووفقاً لتصنيف منظمة الصحة العالمية الذي يضع اليمن ضمن شرق البحر المتوسط من أصل اثنين وعشرين دولة غالبيتها من الدول العربية ورد في تصنيفها أن نسبة العمى في اليمن من النسب العالية، إذا يتروح بين «5.1-2%» ويصل فيها نسبة المعوقين بصرياً إلى «4%»، وأهم الإحصاءات والتي حددت وضع العمى في اليمن «تحليل وضع طب العيون في الجمهورية اليمنية» الذي عمل منذ عامين تقريباً، وما ورد فيه من بيانات أعطى فكرة كاملة عن وضع الكوادر البشرية لطب العيون في البلد ووضع البنية التحتية لطب العيون، كذلك وضع الماء الأبيض الذي يعتبر المسبب الأول للعمى. وفي جملة مسببات العمى في اليمن توجد أربعة مسببات رئيسة: - السبب الأول: المياه البيضاء أو ما يسمى طبياً «الكتركت»، وتمثل تقريباً «06%» من حالات العمى. - السبب الثاني: المياه الزرقاء أو ما يسمى طبياً «الجلوكما». - السبب الثالث: تأتي مشكلة الشبكية «العصب البصري»، سواء كانت المشكلة مرتبطة باعتلال الشبكية السكري أو اعتلال الشبكية الشيخوخي أو لتلف ترتب على حادثة معينة وما إلى ذلك. - السبب الرابع: اعتلالات القرنية، خاصة المرتبط منها بالالتهابات الجرثومية ، وأكثرها طبعاً التهابات فيروس «الهربس» و«الترخوما» أو تلك الناتجة عن الإصابات المتنوعة. وكما ذكرت سابقاً فإن السبب الأول للعمى في اليمن هو المياه البيضاء، غير أن «57%» من حالات العمى بسب هذه المشكلة يمكن أن تعالج. إلى ذلك بينت الإحصاءات أن من كل عشر حالات عمى في العالم يوجد تسعة منهم في بلدان العالم الثالث، وفي أغلب الدول المتقدمة تأتي مشاكل الشبكية في المرتبة الأولى. ويقصد بالمياه البيضاء عتامة في عدسة العين ولا يعني وجود ماء أبيض، فهي تسمية خاطئة ترجمت إلى كل لغات العالم من الإغريق. فقد اعتبر قديماً من طال عمره ازدادت سرعة المياه داخل عينيه، فشبهت بالشلالات البيضاء في رؤوس الجبال، وترجمت «كتركت» إلى لغات العالم على أساس أنها مياه بيضاء، إلا أن الوصف الصحيح هو وجود عتمة في عدسة العين، ويمكن أن يعالج بعملية بسيطة لإزالة الماء الأبيض ومن ثم زرع عدسة داخل العين. مشكلة المياه البيضاء بما أن المياه البيضاء أكثر مسببات العمى شيوعاً في مجتمعنا.. فلماذا هذه المشكلة بالذات؟ المياه البيضاء تحدث عادة لدى كبار السن نتيجة الكبر والتقد في العمر، ولها أيضاً أسباب أخرى، كالإصابة بداء السكر أو حدوث إصابة على العين أو نتيجة بعض الالتهابات داخل العين، كالتهابات القزحية. ومن أسبابه الأخرى الكثيرة الشيوع استعمال بعض الأدوية دون إشراف طبي لفترة طويلة وأخطرها مشتقات «الكوتيزون» الذي يعد علاجاً سحرياً للعيون لعلاج أمراض ومشاكل الحساسية التي تعد من أكثر أمراض العيون شيوعاً. ولكن للأسف الشديد بعض المصابين بالحساسية لدى شعوره بأن العلاج من هذا النوع عمل تخفيف أعراض ومشاكل التحسس عنده لا يلجأ إلى طبيب العيون إذا ما عاودت وتكررت الحساسية لديه وإنما يكتفي بالذهاب مباشرة إلى الصيدلي لأخذ نفس القطر وظل يكررها مراراً لفترة طويلة. وبالمقابل فإن مركبات «الكورتيزون» على المدى البعيد تؤدي إلى نشوء المياه البيضاء ونشؤ المياه الزرقاء أيضاً. لهذا تطالب الجهات المختصة بوضع إشراف ومراقبة على الصيدليات للحد من صرف مشتقات «الكورتيزون» الخاصة بعلاج تحسس العيون إلا بإشراف طبي عبر وصفات طبية، تفادياً لحدوث الماء الأبيض ومشاكل المياه الزرقاء. حماية العينين الذين يعملون على كمبيوتر وغيرهم ممن يتعرضون للأضواء المركزة.. بما تنصحهم للحفاظ على صحة أعينهم؟ من يعمل على كمبيوتر ومن يشاهد التلفزيون لساعات طويلة ومن يتعرض للأضواء بشكل مكثف لأوقات طويلة يعاني الكثير منهم المشكلة ذاتها، فالإضاءة الشديدة قد تسبب تهيجاً مع حدوث جفاف في العينين. وبما أن أجهزة الكمبيوتر أصبحت في كل مكان.. في البيت.. في العمل.. في مقاهي الانترنت.. أنصح مستخدميه الذين يستخدمونه لأكثر من ثلاث ساعات يومياً اتباع ثلاث نصائح: - النصيحة الأولى: بعد كل ساعة عمل يجب أن يُريح مستخدم الكمبيوتر عينيه لمدة خمس دقائق.. فيتوقف عن العمل أثناءها ويخرج من الغرفة وينظر من خلال الباب أو الشباك لمسافة بعيدة. فالنظر إلى مسافة بعيدة أو النظر على الأقل لأركان الغرفة بتحريك العينين في جميع الاتجاهات تأتي النصيحة الأولي. - النصيحة الثانية: قد تكون وضعية المستخدم للكمبيوتر- للأسف أحياناً- وضعية غير سليمة؛ ففي بعض الحالات قد يكون مستوى الكمبيوتر أعلى من مستوى العينين. وعليه ننصح دائماً بأن يكون الكمبيوتر أدنى من مستوى العينين، بحيث يكون وسط الشاشة أدنى من مستوى العينين بمقدار «02سم». ذلك أنه عندما يكون الكمبيوتر مرتفعاً عن مستوى العينين يضطر مستخدم الكمبيوتر حينها إلى فتح عينيه لفترة أطول، وهذا بدوره يسبب إجهاداً للعينين ويزيد من حدوث الجفاف، بعكس وضعية الشاشة عندما تكو أوطأ أو أدنى من العينين التي يكون خلالها الجفن في حالة ارتخاء وتكون نسبة الجفاف في هذه الحالة أقل. وحل هذه المشكلة يكون برفع الكرسي أو إنزال الطاولة الموضوعة عليها شاشة جهاز الكمبيوتر. - النصيحة الثالث:رمش العينين «12» مرة في الدقيقة الواحدة بالضرورة أثناء استخدام الكمبيوتر لما له من أهمية تساعد في نشر الدموع على سطح العينين وتنظيفهما من أي أجسام غريبة، كذلك تساعد على تغذية العينين. فحركة الجفن حركة مهمة للعين، لكن المشكلة هنا أن الشخص لدى عمله أو استخدامه للكمبيوتر ينسى هذه النصيحة المهمة مع التركيز فيصبح معدل الرمش وحركة الجفون في الدقيقة الواحدة حوال «7مرات» بدلاً من «12مرة».. بمعنى لا يحقق سوى «03%» تقريباً من رمش العينين. بالتالي أنصح دائماً بالإكثار من حركة رموش العينين للتقليل من حدوث الجفاف في العينين الذي يترتب على حدوثه وقوع مضاعفات.. في بعض الحالات توصف للذين يعملون لفترات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر توصف بعض القطرات المرطبة للعين والدموع الصناعية التي تساعدهم في التخفيف من أثر الإضاءة الشديدة ومن الشعور بالتعب في نهاية العمل، ويعد العمل لأربع أو لخمس ساعات على الكمبيوتر تصرف لهم بعض الأدوية المرطبة للعينين، عدا أهمية التزامهم بالفحص الدوري للعينين.