أخذت المطاعم الشعبية في بلادنا تنتشر انتشاراً واسعاً وخصوصاً في عواصم المحافظات وفي المدن الرئيسية، فهي كونها تناسب الوضع المادي لمعظم شريحة المجتمع، لذلك نجد مرتاديها إما موظفين أو طلاباً أو عمالاً أو كادحين إذاً فهي تقدم خدمة للناس. لكن ينبغي لأصحاب هذه المطاعم الالتزام بالأنظمة واللوائح التي تسير هذه المطاعم وتشديد الرقابة على العمال في النظافة وعدم الإهمال خصوصاً بأن أرواح الناس ليست لعبة ولا سلعة تجارية تباع . وعلى الجهات ذات الاختصاص بهذا الجانب ألا تغفل عن المتابعة المستمرة والرقابة عليها وعدم منح التراخيص إلا بموجب الشروط الصحية والسليمة فأي تساهل فيها سيقود إلى خاتمة لا تحمد عقباها.. لكن يبقى السؤال هل الكل يرتاد هذه المطاعم وهل الكل يأكل فيها، فالبعض يؤيد والبعض يعارض والبعض يُجبر على الأكل فيها والآراء توضح ذلك.. تشديد الرقابة عصام البرعي (موظف) : أنا لا تعجبني المطاعم بشكل عام وأخص بالذكر الشعبية ولا أحب أن أتناول أي وجبة وأتضايق بمجرد دعوتي لها من الزملاء وأشعر بالشبع وعدم الراحة حتى نفسي تكون مشمئزة خصوصاً حين أسمع بأن فلاناً قد تسمم بسبب وجبة تناولها .. فعلى الجهات تشديد الرقابة عليها وخصوصاً أن لدينا شريحة كبيرة من المواطنين ترتادها لأنها تناسب وضعهم المادي وبالذات الذين يسكنون في المدن الرئيسية وخصوصاً من يعيش بمفرده سواء كانوا طلاباً يدرسون بالجامعات أو موظفين أو عمالاٍ وعلى أصحابها أن يراعوا ضميرهم وهذه أمانة خصوصاً بأن أرواح الناس ليست لعبة ولا سلعة ولا تجارة .. فأعود وأقول إن لم يستيقظ ضميرهم فالله لن يوسع في رزقهم ولن يفتح لهم أما إذا راعوا الضمير فالله خير الرازقين وخير الفاتحين. خدمة جيدة الدكتور فيصل عبدالله مهدي (صاحب صيدلية) : لا مانع من وجودها طالما تقدم خدمة للناس لكن يبقى على أصحاب هذه المطاعم أن يلتزموا بالقوانين والأنظمة واللوائح التي فرضت عليهم فهذه حياة بشر .. أيضاً الجانب الرقابي لا يغفل عن المتابعة المستمرة وعدم التساهل والتهاون في أي مخالفة توجد عند صاحب المطعم حتى يكون عبرة للآخرين .. فأنا يا أخي من زبائنها وأشعر بأنها تقدم عملاً وخدمة جيدة، فمثلاً كوني أعمل طوال اليوم وصاحب محل ولا أستطيع إغلاقه كوني في وسط سوق ومنزلي يبعد عن محلي مسافة أكثر من 3 كيلومترات ولايوجد لدي من يأتي بوجبات الطعام وخصوصاً الغذاء فألجأ إلى المطعم الشعبي كونه يناسب وضعي المادي ولايتعارض معه وأيضاً أجده نظيفاً وملتزماً بلوائح المطاعم فلا مانع، والحمد لله لم أشتك منه منذ فترة طويلة ، ولكن الناس يهولون سمعة هذه المطاعم وأعتقد بأن الاهمال إذا وجد أو التقصير فإن الزبون سيترك المطعم من تلقاء نفسه وستنتشر سمعته في الأوساط وسيخسر زبائنه وسينهي نفسه بنفسه. التزام ومتابعة الأخ عبدالله الشميري - صاحب مطعم شعبي قال : أقوم شخصياً بالإشراف والمتابعة لعمالي أثناء تحضيرهم للوجبات وأثناء تنظيفهم للأواني والمطعم في بداية الدوام ونهايته وأتابع نظافتهم الشخصية وارتداءهم للزي الخاص بالمطعم ، وأي عامل أشعر بأنه مقصر أنذره ومن ثم إن لم يلتزم استبدل غيره، والحمد لله أني ملتزم بأنظمة ولوائح مكتب صحة البيئة ولا توجد عندي مخالفة طوال المدة التي يعمل بها المحل فأنا أحب أن يكون عملي نظيفاً كما أحب ، إذا ذهبت إلى أي مكان آخر أن أعامل بنفسي المعاملة فكما تدين تدان والإخلاص والأمانة مطلوبة وخصوصاً ونحن بين أيدينا أرواح الناس وحياتهم والمجتمع لا يرحم خصوصاً إذا ما سمح الله تسبب شخص ما في هلاك فرد إذا اتضح وعرف بأن وراء ذلك الاهمال والتقصير. الضمير معدوم وانتقلنا إلى أحد المطاعم الشعبية واقتربنا أكثر لتوضيح الصورة جيداً ممن يعملون بها فكان لنا الحديث مع الأخ محمد والذي يعمل بمطعم شعبي حيث فضّل وأكتفى بذكر الإسام الإسم له وعدم ذكر المطعم الذي يعمل فيه.. - بصراحة النظافة معدومة عند أصحاب هذه المطاعم .. فأرواح الناس وحياتهم لا تهم صاحب المطعم فأنا أعمل في هذه المطاعم منذ ما يقارب (8) سنوات وانتقلت في هذه الفترة من مطعم إلى آخر ، ولكن نفس الإهمال واللامبالاة تواجهني من صاحب المطعم .. فالضمير معدوم وأهم شيء عندهم المادة وعندما أخبر صاحب المطعم يتذرع ويقول : (عجبك وإلا في ألف غيرك يبحث عن عمل) فأضطر إلى السكوت لأن هذه معيشتي ومصدر دخل أسرتي وأطفالي لكن يؤلمني الإهمال والتقصير، وعلى الرقابة زيادة التشديد والمتابعة المستمرة .. فأعتقد أن التراخيص التي منحت لهذه المطاعم بحاجة إلى نوع من الغربلة فهذه المهنة فيها أرواح الناس وحياتهم وأي تساهل فيها سيقود إلى خاتمة لا تحمد عقباها. زيارات مفاجئة علي ابراهيم الحلواني عامل - المطاعم الشعبية تقدم خدمة للمواطنين وخاصة للعمال الذين يعملون بالمهن والحرف الشعبية .. إلا أن بعض هذه المطاعم تسيىء لسمعة هذه المطاعم الأخرى من خلال عدم تقيدها باللوائح الصحية والنظافة مما سبب عند البعض رد فعل عكسي على كل المطاعم فإذا كانت هناك زيارات دورية وبشكل مفاجئ من جهات ذات الاختصاص سنجد كل تلك المطاعم متيقظة ومهتمة بجانب الصحة والنظافة وتقديم الخدمات المطلوبة وخاصة مع غياب ضمير بعض ملاك تلك المطاعم. سمعة وإفلاس الأخ خالد نسيب له رأي مختلف حيث يقول : - بالنسبة للمطاعم الشعبية هي نعمة وتقدم خدمات غذائية وبأسعار مناسبة وتتناسب مع ذوي الدخل المحدود أو العمال ونجد المطعم الشعبي أن مرتاديه (زبائنه) هم أكثر الناس معرفة بتقيده بلوائح الصحة والنظافة فإن لم يتقيد نجدهم يعزفون عنه ويستبدلون غيره بسرعة. كما أن سمعته تظل متناقلة على الألسن وفي أوساط هؤلاء العمال أو الطلاب أو مرتادي تلك المطاعم إلى أن يغلق مطعمه أو يفلس