تكتسب السياحة أهمية كبيرة كونها تمثل واحدة من القطاعات الاقتصاية الهامة التي تمثل رافداً هاماً من روافد الاقتصاد والتنمية لأغلب دول العالم التي جعلت منها صناعة تدر عليها إيرادات مالية باهظة نظير ما يدفعه السياح والزوار من مبالغ خلال فترة إقامتهم في البلدان السياحية، وبلادنا واحدة من الدول التي تمتلك بيئة سياحية جذابة من خلال المواقع الأثرية والتاريخية والمواقع والمناظر السياحية الخلابة والمحميات الطبيعية ذات التنوع النباتي والحيواني الجميل على الرغم من ذلك ما تزال السياحة فيها محدودة التأثير في الجانب الاقتصادي نظراً لعدة عوامل تؤثر سلباً على تحول السياحة إلى صناعة اقتصادية كما هو حالها في بقية دول العالم السياحية ورغم توفر الفرص العديدة التي تمتلكها بلادنا والتي تؤهلها لأن تكون صناعة مربحة تدر على الخزينة العامة للدولة إيرادات مالية هائلة تسهم إلى حد كبير في خدمة الاقتصاد الوطني وإنعاشه في خدمة جهود التنمية الشاملة داخل البلاد. تطوير البنية التحتية لإحداث نهضة سياحية كفيلة بالإسهام الفاعل في خدمة الاقتصاد الوطني لابد أن تعمل الحكومة على الشروع في إقامة المشاريع السياحية المرتبطة بالبنية التحتية التي تمثل عامل جذب واستقرار سياحي من فنادق ومتنزهات وحدائق ومطاعم تلبي رغبة السياح والزوار والعمل على معالجة وعورة الطرق التي تؤدي إلى بعض المواقع والمناطق السياحية وذلك من خلال شق وتعبيد طرق اسفلتية تسهل عملية المواصلات والتنقل إليها دونما صعاب أو مشاق . خارطة سياحية من شأن وجود خارطة رسمية شاملة لكافة المناطق والمواقع السياحية التي تمثل الوجهة التي يقصدها السياح والزوار وتوزيعها على الوكالات والشركات الخاصة بالتفويج السياحي وتوزيعها على المنافذ البرية والبحرية والجوية ومن خلالها يتم توزيعها مجاناً على ضيوف اليمن القادمين من الدول الشقيقة والصديقة وعمل خطة توزيع شاملة تشرف عليها وزارة السايحة ، تستهدف توزيع هذه الخارطة السياحية على الفنادق والمنشآت السياحة ومكاتب السياحة في عموم محافظات الجمهورية بالإضافة إلى السفارات الأجنبية والقنصليات العاملة في بلادنا وكذا سفارت وقنصليات بلادنا في العالم من شأن ذلك التعريف بالموروث الحضاري والتاريخي والأثري والسياحي الذي تمتاز به بلادنا والنافع لاجتذاب أعداد هائلة من الأفواج السياحية والزوار. الترويج السياحي يلعب الإعلام دوراً بارزاً في خدمة السياحة وإنعاش خدماتها والتعريف بأنشطتها والمؤهلات السياحية التي تتمتع بها أية دولة كانت وفي بلادنا ذات العناصر المتعددة للنشاط السياحي المغمورة التي تتطلب التعريف بها واستكشافها لضمان وصول هذه الرسالة الإعلامية إلى أرجاء مختلفة من العالم ولأكبر شريحة ممكنة من السياح والزوار، وذلك من خلال توظيف كافة وسائل الإعلام المختلفة وفي مقدمتها القنوات الفضائية من خلال الفلاشات والبرامج التسجيلية التي تعرض المواقع السياحية والمناظر الخلابة والمواقع الأثرية والتاريخية، سواء القنوات الفضائية المحلية أو عبر القنوات الفضائية العربية والأجنبية ذات القاعدة الجماهيرية العريضة على غرار ماتصنعه العديد من الدول العربية والأجنبية للترويج بمقوماتها ومواقعها السياحية. إقامة المهرجانات والمعارض السياحية إقامة المهرجانات السياحية المحلية على نطاق المحافظات للتعريف بعناصر ومقومات السياحة في كل محافظة على حدة علاوة على إقامة مهرجان سنوي شامل لكل العناصر والمواقع السياحية المتنوعة كل ذلك من شأنه العمل على نشر وتعريف المشاركين بالبيئة والطبيعة السياحية التي تمتلكها اليمن والموروث والفلكلور الشعبي المتعدد الجوانب الذي تزخر به بلادنا والتي يتم استغلالها في تنظيم معارض ومهرجانات خاصة بالترويج السياحي والاستثماري في بلادنا في عواصم المدن ذات القاعدة السياحية الجماهيرية الواسعة وهو ما سيدفع الكثير من السياح إلى زيارة بلادنا والتعرف عن قرب على الأرضية والبيئة السياحية الفريدة التي تمتاز بها والتي تجعل منها من أكثر البلدان السياحية جذباً للسياح والأكثر استفادة من عائداتهم المادية التي يدفعونها خلال فترة زيارتهم لها. التنسيق مع هيئة الاستثمار يا حبذا لو تم خلق قنوات اتصال مباشرة بين وزارة السياحة والهيئات التابعة لها والهيئة العامة للاستثمار لما من شأنه الاستفادة من إمكانيات الهيئة وعلاقاتها الاقتصادية والاستثمارية مع عدد من الهيئات والمؤسسات والشركات العربية والأجنبية وبعض رجال المال والأعمال وإطلاعهم على الثروة السياحية الهامة التي تمتلكها بلادنا والفرص الاستثمارية المتاحة أمامهم للاستثمار في القطاع السياحي والعمل على منح المشاريع السياحية المزيد من الإعفاءات والتسهيلات التي من شأنها تنفيذ هذه المشاريع في زمن قياسي وبمواصفات ومخططات هندسية جميلة تسهم إلى حد كبير في تنشيط الحركة السياحية والنشاط السياحي في هذه المواقع الأثرية والتاريخية العريقة. التخلص من الروتين والإجراءات المعقدة لكي نضمن نهضة سياحية ملموسة وفاعلة لابد أن تتسم تعاملاتنا في المطارات والمنافذ بشيء كبير من المرونة والسلاسة والتبسيط في جانب الإجراءات بعيداً عن التعقيدات والروتين الإداري الممل الذي يؤدي إلى نفور السياح من زيارة بلادنا والعمل على استحداث شرطة سياحية مهامها حماية السياح وتوفير المناخ والبيئة الآمنة والمستقرة خلال تجوالهم وتنقلاتهم بين المواقع السياحية والأثرية حيث تمارس أنشطتها ومهامها دون ضجيج أو مظاهر أمنية مسلحة ولابأس بإلزامهم بارتداء الملابس المدنية لخلق حالة من الارتياح والهدوء النفسي في أوساط السياح. تنشيط السياحة الداخلية مما لاشك فيه أن إسهام السياحة في الجانب الاقتصادي لا يقتصر على السياحة الخارجية فحسب وإن كانت لها الغلبة والتأثير في هذا الجانب إلاَّ أن السياحة الداخلية لاتقل أهمية عن السياحة الخارجية ولابد أن تتجه وزارة السياحة والجهات ذات العلاقة بالتنسيق مع السلطات المحلية في المحافظات إلى تنشيط الحركة السياحية الداخلية من خلال تنظيم الرحلات الجوية والبرية والبحرية لزيارة المواقع السياحية والأثرية والمحميات الطبيعية والجزر البحرية والبرية وتقديم الإغراءات والتسهيلات اللازمة التي تشجع المواطنين على زيارتها والتعرف على مكوناتها خلال العطلات والإجازات. الاستفادة من الكفاءات المحلية هنالك الكثير من الاقتصاديين والمهتمين أصحاب الكفاءات الوطنية الخبيرة بالاقتصاد السياحي وسبل إنعاشه وتوظيفه في خدمة الاقتصاد الوطني ومعالجة الكثير من المشاكل والقضايا ذات الصلة بالاقتصاد والتنمية والعمل على الاستفادة من خبراتهم والأخذ بآرائهم ومقترحاتهم السديدة في هذا الجانب وإشراكهم في إعداد الخطط والبرامج الكفيلة بالارتقاء بالنشاط والحركة السياحية في بلادنا نحو الأفضل والوصول بها إلى المرحلة التي تكون فيها صناعة اقتصادية مزدهرة لها ما لها من الإسهامات والعطاءات الاقتصادية والتنموية المختلفة والتي تمضي بالاقتصاد الوطني نحو آفاق رحبة وواسعة من النماء والتطور والازدهار.. التعرف على تجارب الآخرين ولابد أيضاً أن تسعى الجهات المختصة المعنية بالسياحة والاقتصاد والمجالات المتداخلة معها إلى التعرف على تجارب العديد من الدول العربية الشقيقة في جانب التنمية السياحية والتي أضحت هنالك مصدراً اقتصادياً هاماً وبارزاً ترفد الاقتصاد الوطني بعائدات مالية كبيرة بغية الاستفادة منها وإمكانية تطبيقها في بلادنا كما هو حال الأردن والإمارات ومصر وهي الدول العربية الثلاث التي استطاعت المضي بالنشاط السياحي والحركة السياحية وتحويلها إلى صناعة رافدة للاقتصاد الوطني وباتت إيراداتها الهائلة تمثل عنصراً هاماً من عناصر تمويل الموازنة العامة لبلدانها وأداة فاعلة من أدوات التنمية والنهوض الاقتصادي. التدريب والتأهيل أن تجعل من النشاط السياحي نشاطاً اقتصادياً واستثمارياً لابد أن تمتلك أولاً الكادر المؤهل والمدرب الذي تسند إليه هذه المهمة وهو الأمر الذي يتطلب البدء بتدريب وتأهيل الكوادر اليمنية من خلال استقدام مدربين وخبراء عرب وأجانب ومحليين مهمتهم إكساب هذه الكوادر المحلية القدرة على صنع سياحة ناجحة ومربحة بالطرق والأساليب الجيدة والسهلة التي تتطلبها العملية مع مراعاة ما يتطلبه سوق العمل في هذا الجانب من مهارات يتطلب توفرها في العناصر المسندة إليها هذه المهام الاقتصادية ذات الطابع السياحي والتركيز على جانب تعليم اللغات ومهارات الحاسوب وتقنية المعلومات ومبادئ التسويق وأساليب الترويج وغيرها من المجالات ذات الصلة بالنشاط والخدمات السياحية. كلمة لابد منها وفي الأخير أملنا أن تدرك الجهات المختصة أهمية السياحة ودورها الهام في خدمة الاقتصاد الوطني وأن تعمل على استغلال الدعم والرعاية و الاهتمام الذي توليه القيادة السياسية لقطاع السياحة لما من شأنه إقامة نهضة سياحية شاملة تخدم عائداتها ومردوداتها المادية الاقتصاد الوطني وتعزز من موقعه ومكانته في خارطة اقتصاديات بلدان العالم العربي والعالمي.