تغنى الشعراء بما تحتويه من جمال فهي الموطن الأصلي لشجرة الفل وشجرة الرنجس التي تغطي بإنتاجها كل محافظات الجمهورية وتصدر إلى بلد الجوار.. بنيتها التحتية ضعيفة برغم كل الجهود المبذولة من المجلس المحلي الذي حاول نوعاً ما الارتقاء بها وتوفير الخدمات بحسب الامكانيات المتاحة. زحف صحراوي غطى الكثير من المساحات الزراعية وكثبان رملية طمرت مساكن وقرى المواطنين وكلما هربوا منها أقبلت نحوهم. حظيرة الحفاظ على الخيول العربية!! الشيخ عبدالله أهيف عضو مجلس النواب سلط الضوء على المديرية حيث أشار بداية إلى أن مديرية التحيتا من المديريات الهامة في محافظة الحديدة التي لها شهرتها من حيث كونها المنطقة الزراعية الأولى ذات الانتاج الزراعي لمختلف أصناف المحاصيل الزراعية والخضروات والفواكه وأيضاً لأنها المنطقة الوحيدة في الجمهورية التي تشتهر بوفرة الخيول العربية الأصيلة وتربيتها وتلبي وتغطي الجمهورية بالخيول العربية وخاصة المعسكرات والنوادي التي تهتم بالخيول والخيالة حيث تمتلك المنطقة بيئة ملائمة ومناسبة لتربية الخيول العربية الأصيلة، أبناؤها يقومون بعملية الحفاظ عليها والاعتناء بها ومعرفة احتياجاتها والعمل على تطوير نسلها وتكاثرها.. ومعظم المزارع هنا تقوم بتربية الخيول وتعمل على تكاثرها وكل السباقات التي يعرضها التلفزيونات يتم تصويرها هنا وكذا كل الخيول المشاركة بسباقات الفروسية من مهرجان الحسينية يتم تربيتها هنا ولهذا فقد وجه فخامة رئيس الجمهورية لبناء وتشييد ناد للفروسية بالمنطقة. زراعة وتجارة الفل وأيضاً تشتهر المديرية بوفرة المساحات الزراعية واتساع رقعتها وكثرة مزارعها التي تنتج كل المحاصيل الزراعية بمختلف أنواعها وكذا مختلف الخضروات والفواكه والمحاصيل الزراعية بالاضافة إلى قيام بعض المزارعين بعملية التصدير لبعض الخضروات والفواكه إلى البلدان المجاورة.. بالاضافة إلى أن أكثر من ثلثين من المساحات المزروعة هي لإنتاج الفل والرنجس وتغطية أسواق المحافظات من الفل ومعظم المزارعين هنا وأبناء المديرية يعملون وبشكل أساسي في تجارة الفل وكذا تصديره وبشكل يومي إلى البلدان المجاورة ويوجد يومياً سوق حراج لبيع وشراء الفل، يقصدها من كل المحافظات من يتاجرون في الفل وتعتبر المنطقة الأولى في الجمهورية من حيث وفرة انتاجها لمحصول الفل وهي المهنة الأساسية لأبناء المديرية ومصدر عيش لكل الأسر من أول زراعته إلى جنيه وبيعه. تدني الوضع الزراعي ويواصل الشيخ عبدالله أهيف عضو مجلس النواب حديثه بصفته من أكابر المزارعين يرأس جمعية وادي الناصري الزراعية عن الوضع الزراعي وما آل إليه من تدهور وتدن حيث يقول: للأسف الشديد هنالك معانات كثيرة يتعرض لها المزارعون وهموم كثيرة ركبتهم ولازمتهم في الآونة الأخيرة والكثير من المزارعين أنهكتهم الديون وقضت عليهم والكثير من المزارعين باع مزرعته والكثير من المزارع أغلقت بل وصل الأمر أن بعضهم قام ببيع المواشي التي تغطي احتياجات أسرته ومن صمد وبقي على حاله من المزارعين الكبار لم يعد يزرع كما كان بل تقلصت المساحات المزروعة إلى أقل من النصف وكل ذلك بسبب موجة الغلاء ورفع الدعم عن المشتقات النفطية وعدم العمل بالبدائل وانقاذ الوضع الزراعي بالاضافة إلى غياب الخدمات الزراعية والعشوائية في استخدام المبيدات وعدم وجود المرشدين الذين من المفترض أن يقوموا بواجبهم وأكثر من ذلك هو غياب الدعم الحكومي وعدم تمكين المزارعين واعطاء تسهيلات لهم بمدهم بقروض بيضاء وعمل كافة التسهيلات ومدهم بكل الخدمات المطلوب توافرها والتركيز على النهوض بالوضع الزراعي الذي يعتبر هو الأساس ومصدر رزق للكثير من الأسر التي تعيش على القطاع الزراعي ولهذا فمن أبرز مطالبنا هو توجه الحكومة إلى التركيز على النهوض بالوضع الزراعي وإرجاعه إلى ماكان عليه في السابق والعمل على دعم المزارعين والوقوف إلى جانبهم. وحول مخاطر زحف الكثبان الرملية قال الأخ أحمد محمد وهيب عضو المجلس المحلي ومندوب المديرية في المحافظة والمعروف في المنطقة بلقب الشيخ «جهنم» في حقيقة الأمر أصبح المواطنون لايأمنون على أنفسهم وأسرهم وحاجاتهم ومساكنهم ومواشيهم من هذا الزحف الصحراوي وأصبح أبناء هذه المناطق يعيشون في هلع وخوف وعدم اطمئنان مستمر وهم كلما زحفت إليهم الرمال تركوا المنطقة هاربين إلى أماكن بعيدة إنها كارثة حقاً! تهدد حياة المواطنين حيث إن الكثير من المواشي ابتلعتها هذه الرمال والكثبان الرملية.. فعند قوة وسرعة تلك الأعاصير الرملية لا نكاد نرى أيدينا أو نفتح عيوننا ولا نستطيع أن نمشي نهاراً خوفاً على أنفسنا ولا نطبخ نهاراً من كثرة الأتربة وقوة الرياح فأكلنا أتربة ونفسنا أتربة ونصف مانشربه أتربة ونرقد على أتربة ولا تطبخ نساؤنا وتجهز غداءنا إلا ليلاً. تفاعل الجهات المعنية مع المشكلة وعن دور الجهات المسئولة لمواجهة الكثبان الرملية بالمنطقة يقول: تواصلنا مع هيئة تطوير تهامة - الإدارة العامة وكذا فرع المنطقة الجنوبية وقسم مكافحة التصحر وإلى الآن لم نر رد فعل وكل مرة نتلقى منهم الوعود في إعداد دراسة لمشروع يعمل على مكافحة هذا الزحف والعمل على تثبيت هذه الكثبان الرملية وتشكيل حزام واق من الأشجار وحفر الكثير من الآبار ولكنهم كما يقولون الخطة جاهزة وننتظر التمويل إلى متى!! إلى أن يتم القضاء علينا.. قمنا برفع عدة مذكرات إلى المحافظة والذين بدورهم يقومون بإصدار توجيهات إلى هيئة تطوير تهامة، وصلنا بعرض هذه الكارثة إلى أعلى المستويات ولا مجيب. هنا قرى ومساكن ومواطنون أصبحوا الآن تحت هذه الكثبان لقد تحركنا إلى كل الجهات اذاً ماهو الحل؟! هذا نداء نوجهه إلى كل الجهات والمسئولين بسرعة وضع الحلول والمعالجات والعمل على إنقاذ أبناء هذه المناطق «المغرس والمجيلس» قبل أن تصبح في خبر كان. وعن الوضع الخدمي في المديرية يتحدث الأخ عادل أهيف الأمين العام للمجلس المحلي- مديرية التحيتا: ما تزال الكثير من الخدمات تنقصها، بنيتها التحتية متدنية برغم كل المساعي والجهود التي يبذلها المجلس المحلي برئاسة مدير المديرية رئيس المجلس المحلي والذي يعمل بجانبنا على الدوام ولم نشعر يوماً ما بالتقصير منه فهو دائماً يتواصل ويعمل على المتابعات المستمرة والحمد لله استطعنا نوعاً ما أن نحقق الكثير من الخدمات التي كانت في السابق المديرية محرومة منها وعلى سبيل المثال لا الحصر استطعنا أن نشق ونقوم بسفلتة الطريق الرئيسة التي تربط المديرية بزبيد وكذلك أدخلنا الكهرباء العمومية وفي طريقنا الآن إلى مدها إلى مختلف العزل والقرى المحرومة بالاضافة إلى أن الكثير من المدارس تم تشييدها في المدينة والأرياف والعزل والقرى التابعة للمديرية وكذا يوجد الآن مستشفى للمديرية وهو في التشطيبات الأخيرة وسيتم تسليمه نهاية هذا الشهر بالاضافة إلى مراكز صحية في أكثر العزل والمناطق الريفية ازدحاماً ونحن بحاجة ماسة إلى تزويدنا بالكثير من الكوادر الصحية المتخصصة وهذه من أبرز مطالبنا ومدنا بالتجهيزات والمعدات الطبية وكذا بالكوادر التعليمية لتغطية كل المدارس ولقد قمنا بحفر بعض الآبار الخاصة بمياه الشرب واستكمال متطلباتها وكذا تم إدراج الكثير من الحالات الفقيرة والأسر إلى الضمان الاجتماعي ويبلغ عدد المستفدين في حدود «0072» حالة وإضافة أكثر من «007» حالة جديدة وهذا العدد غير كاف نظراً لحالة الفقر الذي تعيشه الكثير من الأسر المحرومة والتي نأمل إدراجها ومن الانجازات كذلك المجمع الحكومي هذا الذي يضم كل المكاتب التنفيذية وايضاً تحقق لنا انشاء مصنع للتمور وهذا سد الكثير من احتياجات المزارعين في تسويق محصول التمور ومن أبرز المطالب هو ايجاد مشروع للنظافة والتحسين ومدنا بوسائل نقل ومعدات نظافة وعمال نظافة بالاضافة إلى عملية توظيف لبعض أبناء المديرية خاصة في القطاعين التعليمي والصحي ومن الاحتياجات أيضاً سرعة ربط المديرية بشبكة طرقات للعزل والقرى لتسهيل عملية التسويق الزراعي بالمنتجات الزراعية والعمل على دعم المزارعين والوقوف إلى جانبهم والنهوض بالزراعة. ووصل الحال في بعض المناطق مثل المغرس والمجيلس إلى أن الكثبان الرملية غمرت المساجد وأصبحت لا ترى من بعيد سوى رؤوس مآذنها فقط..مساحات زراعية تقلصت ودفعت بعض المزارعين إلى عرض مزارعهم للبيع ومع كل هذه الأوضاع تظل «التحيتا» موطن الخيل العربي الأصيل.