أعاد مشروع التعليم والخدمات الاجتماعية لمكافحة عمالة وتهريب الأطفال خلال السنوات الأربع الماضية إلى المقاعد الدراسية نحو ألفين و334 طفلاً من المتسربين إلى سوق العمل تتراوح أعمارهم بين 7-31 سنة في ثلاث محافظات. وقال مدير المشروع الدكتور جمال الحدي لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن الأطفال الذين تم إعادتهم إلى المدارس في محافظات (إب، ابين، وحجه) كانوا يعملون بعد تسربهم من المدارس في مهن مختلفة أكثرهم يعمل لإعالة أسرهم. مشيراً إلى أن مشروع التعليم والخدمات الاجتماعية يعمل حالياً في المحافظات الثلاث من خلال 170 متطوعاً ومتطوعة مشكلين في عدد من الفرق الميدانية للبحث عن الأطفال المتسربين والتنسيق مع الإدارات المدرسية في تلك المحافظات لإعادة الأطفال إلى المقاعد الدراسية.. موضحاً ان المشروع ومقره أمانة العاصمة ويعرف ب (اكسس مينا) بتمويل من وزارة العمل الأمريكية نظم للأطفال العائدين إلى التعليم برامج تحضيرية خلال الصيف تتضمن تقوية وتحسين مهاراتهم في القراءة والكتابة والحساب، إضافة إلى برامج دعم نفسي واجتماعي وتحديد احتياجاتهم المدرسية، مثل توفير دورات المياه والتي تعد إحدى مسببات تسرب الأطفال بالذات الإناث . وأضاف الحدي أن المشروع دعم أربعة آلاف و101 طفل وطفلة من المعرضين للتسرب من المدارس بمستلزمات مدرسية، إلى جانب إلحاق 200 طفلة عاملة ممن تنحصر أعمارهن بين 14و 16 سنة في برامج محو الأمية، و 326 طفلاً وطفلة من العاملين الذين تنحصر أعمارهم بين 14و 16 سنة في برامج التعليم المهني . كما ألحق المشروع بالتعليم النظامي حسب تأكيد مدير المشروع 200 طفل تم تهريبهم إلى دول الجوار، وحمايته ل 1000 طفل معرض للانخراط في التهريب. وأرجع مدير المشروع أسباب ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس والتحاقهم بالعمل أو التهريب في هذه المحافظات إلى ظروف أسرهم الاقتصادية والاجتماعية، ولعدم وجود توعية بمخاطر عمالة وتهريب أطفالهم وتسربهم من المدارس. وتطرق الدكتور جمال الحدي إلى البرامج التدريبية والتأويلية التي نفذها المشروع في مجال تحسين نوعية التعليم في المدارس المستهدفة بالثلاث المحافظات حيث نفذ ثمان دورات تدريبية استفاد منها أكثر من 230 أخصائياً اجتماعياً وإدارياً حول الاستشارة النفسية الاجتماعية ووسائل تعديل السلوك، و18 دورة تدريبية في مجال إنتاج الوسائل التعليمية من الخامات المحلية ، منها 4 دورات تدريب مدربين استفاد منها 193 معلماً . ودرب 341 معلماً وموجهاً تربوياً حول الأساليب المنهجية المتمحورة على الطفل و كيفية التعامل مع المناهج الجديدة المبنية على أساس النشاط والتركيز على التعليم بالاكتشاف، كما أهل 20 مدرباً من المعلمين على المهارات الحياتية في التعليم . وزود المشروع عشرين مدرسة في المحافظات المستهدفة اب، ابين وحجه، بأجهزة كمبيوتر وخط هاتفي مع اشتراك خدمة الانترنت لاستخدامها في غرف المصادر الخاصة بالتعليم العلاجي، وبجهاز بروجكتر لإعداد شفافيات لاستخدامها كوسائل تعليمية وغيرها. أما فيما يخص المدارس المستهدفة والواقعة على الشريط الحدودي مع المملكة العربية السعودية أفاد الحدي أن المشروع مد ثمان مدارس منها بمولدات كهربائية ومراوح، وكذا دعمها بمراكز ثقافية واجتماعية تحتوي كل منها على أربعة كمبيوترات مع ملحقاتها، إضافة إلى مكتبات ثقافية متكاملة وأدوات ترفيهية ومشارب المياه وصناديق الإسعافات الأولية التي تجعل المدرسة بيئة جاذبة وصديقة للطلاب . وفيما يخص الدور التوعوي للمشروع بمخاطر تسرب الأطفال من المدارس في المجتمعات المحلية لتلك المحافظات وآثارها السلبية، أشار إلى أن المشروع درب 120 من المتطوعين في المحافظات حول مهارات الاتصال لأجل التحفيز والحشد والمناصرة المجتمعية حيث يتولى المتطوعون جهود التوعية لإعادة الأطفال المتسربين إلى المدارس، وإجراء مقابلات مع آباء وأمهات الأطفال العاملين لتوعيتهم بأهمية التعليم إلى جانب تقديم قروض ميسرة لهم لتمويل مشاريع صغيرة مدرة للدخل . كما عمل المشروع على تشكيل تحالفات قبلية وإقرار وثائق عهد مكتوبة تضمنت رفضهم لتهريب الأطفال بكافة أشكاله وتعهدهم بمكافحته والحد منه، إضافة إلى تشكيل شبكات من خطباء المساجد والمرشدين الدينيين يتولون التوعية المجتمعية ضد تهريب الأطفال وأهمية التعليم من خلال خطب الجمعة وحلقات الوعظ والإرشاد، إلى جانب المطبوعات التي توزع على نطاق واسع .