قال سالم أحمد الخنبشي - محافظ محافظة حضرموت: إن مهرجان البلدة الخامس الذي دشنت فعالياته على ساحة العروض بالمكلا الخميس الفائت يتميز هذا العام بإنشاء القرية التراثية التي مثلت شاهد عيان على عظمة تاريخ الآباء والأجداد بالنظر لما تحتويه هذه القرية من إبراز للعادات والتقاليد التي اندثرت في وقت كان ينبغي فيه الحفاظ على هذا الموروث الشعبي..مهرجان البلدة يشهد تنظيم فعاليات وبرامج ترفيهية وثقافية وأدبية وفنية ورياضية من التراث الحضرمي من المتوقع أن يفعل النشاط الاقتصادي والسياحي كونه مورداً اقتصادياً مهماً بما يمثله من جذب سياحي. تعزيز إقليمية المهرجان وما يبعث على التفاؤل بخروج المهرجان من إطاره المحلي إلى المستوى الإقليمي خلال هذا الموسم هو تكريسه لكافة الإمكانات المتاحة لعملية الترويج السياحي وخاصة السياحة العلاجية وإبراز فنون وألوان التراث الشعبي المتعلقة بالبحر، مما يعزز إقليمية المهرجان الذي يتوقع أن يشهد تدفقاً كبيراً من السياح من دول الخليج العربي للتمتع بالاغتسال بالبحر وبفعاليات المهرجان وبالتجول بمدينة المكلا ومواقعها التاريخية وعلى ضفتي خور المكلا الخلاب، والذي سيشهد عروضاً فنية تراثية ستقدم من قبل فرق للرقص الشعبي وفرق للألعاب الشعبية المتنوعة. إن مهرجان البلدة أضحى سمة من سمات حضرموت ويمثل انطلاقة للترويج السياحي وتقديم مدينة المكلا بساحلها الجميل وعاداتها وتقاليدها الرائعة من إكرام للضيف وتناول التمور والقهوة بعد السباحة بالبحر وممارسة المواطنين هواياتهم على الساحل وائتلاف القلوب والاغتسال في الماء البارد. رقم قياسي وكان الحضور لهذه الفعاليات قد سجل في المهرجان السابق (الرابع) رقماً قياسياً لم تشهده فعاليات المهرجانات السابقة له، حيث تواجد مابين (51 - 02) ألف شخص يومياً في مناشط المهرجان التي حددت في كل من مسرحي البلدة وخور المكلا ومركز بلفقيه الثقافي والمسرح الخارجي للمركز وساحة العروض إلى جانب تواجد أعداد أخرى على طول شاطئ وخور مدينة المكلا. وبينت التقارير الإحصائية لمنفذ (صرفيت) بمحافظة المهرة أن أكبر عبور خلال موسم مهرجان البلدة الماضي (الرابع 7002م) جرى من موطني عمان والإمارات وقطر والبحرين والكويت. كما سجل منفذ شحن بعمان والوديعة هو الآخر أكبر عبور للمغتربين من المملكة العربية السعودية، وكذا مواطنيها لمشاهدة فعاليات مهرجان البلدة والاستجمام في مياه بحر المكلا الباردة التي ترافق أيام موسم البلدة. ويعد ذلك الإقبال الكبير للمهرجان السابق مؤشراً إيجابياً لتوقعات نسبة الجمهور لمهرجان هذا العام يوليو 8002م، الذي يستهدف إضافة للسياحة الداخلية والمغتربين السياح من دول الجوار كالسعودية وبقية دول الخليج، خاصة أن الأجواء العائلية للمحافظة التي تتميز بها حضرموت تعتبر عنصر جذب للعائلات من دول الخليج لاسيما أن العادات والتقاليد تتشابه. ومما يذكر بأن خمس سنوات قد انصرمت على فكرة إقامة مهرجان منظم لموسم البلدة والذي يرتبط بظاهرة طبيعية تحدث في سواحل حضرموت وخاصة المكلا والشحر من برودة لمياه البحر التي تصل درجة برودتها إلى 01 درجات مئوية متزامناً مع دفء في الطقس حيث ظهرت طبياً فوائدها العلاجية، فنجم البلدة يظل كل عام ضيفاً مرحباً به في مياه بحر العرب ويدعو الناس للاستحمام في مياهه الباردة منذ ساعات الصباح الأولى ويمتد لنحو ثلاثة عشر يوماً أو أكثر.. ويحل نجم البلدة وهو من فصول الخريف الزراعي في منتصف أو أواخر شهر يوليو من كل عام حيث يحول مياه البحر إلى مياه باردة الأمر الذي يزيد النشاط ويخفف حرارة الأجساد إضافة إلى قضاء أوقات ممتعة على رمال الشواطئ الذهبية للمكلا ولهم في ذلك مفهوم راسخ بإزالة الدماء الفاسدة عن الأجساد، لذلك يقولون إن الاغتسال في مياه نجم البلدة يغني عن الحجامة.