مديرية الجعفرية هي إحدى مديريات - صبية اليمن الحالمة - محافظة ريمة.. تقع إلى الجنوب الشرقي من ميناء الحديدة، تحدها من الجنوب مديرية وصاب السافل - ذمار، ومن الشمال مديرية الجبين - مركز المحافظة - وتحدها من الشرق أيضاً مديرية كسمة، ومن الغرب بيت الفقيه - الحديدة. «الجنة على الأرض» تلك هي أبلغ وأصدق عبارة وصفت بها مديرية الجعفرية؛ وذلك من قبل بعثة نيبور الأثرية والتي كانت أول رحلة علمية لليمن؛ بل أول من لفت أنظار الرحالة اللاحقين إلى الأماكن التي تتواجد فيها النقوش. فورسكال، أحد فريق البعثة، عالم نبات مشهور تعلم لهجة الجعفرية أيضاً لحبه لها. إذاً الجعفرية "الجنة على الأرض". تشتهي زيارتها الأنفس، وتلذ برؤيتها الأعين، وتهوى مداعبتها الأجساد، وتشتاق لوطئها الأقدام. الجعفرية معتدلة المناخ، نقية الهواء، متنوعة المناظر، نادرة الأوسمة والألقاب. الجنة على الأرض، بشراك الجعفرية بهذا اللقب الفذ من رجل عظيم بعلمه وتعلمه "كنيبور". الجعفرية ليست الوحيدة بهذا اللقب، فهناك من تشاركها عظمتها هذه، إنها مدينة بوفار النيبالية، المدينة الساحرة في النيبال، مملكة الجبال والجمال. الجعفرية وكغيرها من بقية مديريات محافظة ريمة تجمع بين طيبة الأرض وجمالها، وطيبة أبنائها وسكانها وهدوء ورجولة صغارها وكبارها. جهدهم وجهادهم، سعيهم وانتشارهم، ترتسم على وجوه أبنائها الوطنية وحب الوطن بأنصع الألوان وأوضح الصور، يجري في عروقهم ودمائهم حب العمل والكفاح متزامناً مع التعفف والنزاهة وأكل الحلال وطاعة ذي الجلال. تلك العروس الجميلة الجذابة، مناظرها تأسر القلوب، طبيعتها تبهر الألباب والعقول، هواؤها تمتلئ به الرئات وتنسجم معه الحواس والأبدان، بساطها الأخضر يجر إليه الأقدام دونما شعور، حديقة مفتوحة بلا حارس ولا تذكرة سوى حب الطبيعة!. - تعد مديرية الجعفرية من أخصب مناطق اليمن وأجملها، تزرع فيها الكثير من الفواكه والخضروات كالموز والعنب والمنجا والرمان والفرسك والسُفرجل وغيرها، كما تشتهر أيضاً بالأشجار الكبيرة والأخشاب مثل الطنب والذرح والثعب، وفيها أيضاً الكثير من الأشجار والنباتات النادرة. يعيش فيها الكثير من العصافير والطيور المتنوعة والتي تضفي تناغماً موسيقياً على إيقاع حفيف الأوراق وخرير المياه، فتتمايل الأغصان نشوة وسروراً. - يقال إن اسم الجعفرية موروث من بقايا الدولة التي أقامها جعفر بن أحمد المنافي في مخلاف جعفر «العدين». - أما جبالها فكما هي العادة في كل جبال ريمة الشامخة الواقعة على ارتفاعات عالية تكتنفها الخضرة، تقترب منها السحاب، تطوقها الطرق الملتوية البسيطة، تتوزع بين أحضانها مدرجاتها المنتظمة. - جبال ريمة جبال مشهورة سواء في القديم أم الجديد أيضاً، ومنها جبال الجعفرية.. فنان اليمن الكبير أيوب طارش عبسي عبّر عن ذلك بكل لهفة وبكل حب في أغنيته المشهورة: «عانقي يا جبال ريمة شماريخ شمسان» وبذلك الصوت العذب والنبرات الحلوة والموسيقى الهادئة، ظلت هذه الأغنية تردد في كل زمان ومكان مدحاً وطرباً بجمال وروعة وعظمة وهيبة جبال ريمة الشامخة. - جبل يفوز من أعلى قمم الجعفرية بحوالي 2000 كم فوق سطح البحر الذي شيدت في رأسه محطة تقوية بالميكروويف، ونظراً لوعورة الطرق وعدم توفر المواصلات فقد تم انشاء ما يسمى ب«التلفريك» وذلك لنقل المعدات إلى رأس الجبل، ويشبه ذلك الموجود في جبل «سكيز ربيرغ» في مقاطعة كارنثيا جنوب النمسا. - تتوافر في الجعفرية أيضاً الكثير من «الغيول» التي يعتمد عليها السكان في الشرب، كما توجد فيها الصخور المخمسة والمسدسة والمثمنة الأركان، وصخور نارية وأخرى رسوبية أيضاً. من آثارها: حصن جبل يحيى؛ وفيه السور والباب إضافة إلى المسجد والبرك والمدافن القديمة، رأس جبل أسود، حصن حلبة، والكثير أيضاً من المباني القديمة والحصون وغيرها. - وزارة السياحة وفي إطار مشروع السياحة البيئية المزمع إقامته في وادي اللواء - الجعفرية بدأت خطوة جيدة ومهمة نحو التعرف على المواقع الأثرية في المديرية والمنطقة بشكل عام، ونحن بدورنا نبارك هذه الجهود والخطوات المهمة الرامية إلى مستقبل سياحي أفضل. أعبر عن أصدق الشكر والتقدير أيضاً للأستاذ - علي سالم الخضمي، محافظ المحافظة الذي أكد بدوره؛ بل جعل من أولوياته حماية الغطاء النباتي وإعلان بعض مناطق المحافظة محميات طبيعية، والتي تتميز بمناظر تعد من أجمل مناظر الطبيعة في اليمن. كما أشار أيضاً إلى شق الطرق الاسفلتية لجذب مزيد من السياحة الداخلية والأجنبية.. مرحباً بهذه الخطوات الناجحة والمشاريع الثمينة والوفاءات للمنطقة وأبنائها.