إعلان حوثي رسمي عن عملية عسكرية في مارب.. عقب إسقاط طائرة أمريكية    أمطار رعدية على عدد من المحافظات اليمنية.. وتحذيرات من الصواعق    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن بقوة السلاح.. ومواطنون يتصدون لحملة سطو مماثلة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    مأساة في ذمار .. انهيار منزل على رؤوس ساكنيه بسبب الأمطار ووفاة أم وطفليها    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحقوق الجسمية والصحية للطفل في الإسلام
نشر في الجمهورية يوم 25 - 07 - 2008

منذ أن يختار الإنسان زوجه لابد أن يضع في اعتباره حق طفله في جسم صحيح وخال من الأمراض،من خلال الكشف الطبي لتجنب الأمراض الوراثية،ومن هنا أيضاً جاء تكريه الشرع الإسلامي لزواج الأقارب، لأنه مظنة ضعف وليد المستقبل، ولأنه يوفر الأرضية الخصبة لاستنبات بعض الأمراض الوراثية،إضافة إلى مراعاة اعتبارات اجتماعية ليس مكانها هنا.
ويمكن تلخيص حقوق الطفل في هذا الميدان على النحو التالي:
1 التحنيك :
ثبت في السنة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته كانوا يحنكون المواليد في الدقائق أو الساعات الأولى، وهو قيام الأب أو من يراه من الصالحين بمضغ كمية قليلة من التمر الجيد ثم وضعها برفق داخل فم الجنين.
وقد أثبت العلم الحديث أن التحنيك له فوائد جمة،أهمها:
وقاية الطفل من خطر الموت إما بسبب نقص السكر في الدم،أو انخفاض درجة حرارة الجسم عند التعرض للجو البارد المحيط بهم.
وقاية الطفل وخاصة ناقص النمو من أمراض خطيرة جداً بسبب نقص السكر في الدم،إذ أن التمر يحتوي على سكر الجلوكوز بكميات وافرة،وخاصة بعد إذابته بالريق الذي يحتوي على إنزيمات خاصة تحول السكر الثنائي «السكروز» إلى سكر أحادي.
تقوية عضلات الفم بحركة اللسان مع الحنك والفكين،حتى يتهيأ المولود للقم الثدي وامتصاص اللبن بطريقة جيدة.
المساعدة في الهضم،وتحريك الدم،وفي التهييج الغريزي لآلية البلع والرضاع.
المساعدة في إعطاء الفم الشكل الطبيعي،لتهيئة الطفل من أجل إخراج الحروف من مخارجها الطبيعية عندما يبدأ في الكلام «1».
لفت الأنظار إلى أهمية التمر كغذاء رئيسي للتنشئة السليمة«2».
2 الإرضاع:
أوجب الله على الوالدين إرضاع الطفل عامين كاملين بعد الولادة،قال تعالى والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين.. «البقرة:332»،وقد فصلت كتب الفقه الأحكام المرتبطة بالرضاعة،ومهما اختلفت التفاصيل، فإن القارئ سيدرك بجلاء مدى اهتمام علماء المسلمين بحق الطفل في الرضاعة،وسيعرف أهميتها في بناء صحة سوية،وهذا ما أكدته البحوث العلمية،حيث أماطت اللثام عن صورة من صور الإعجاز العلمي والتشريعي في القرآن.
لقد ثبت علمياً أن اللبن الموجود في ثدي الأم عند الولادة ويسمى «اللبأ» هام جداً لبناء الجسم وخلاياه،وخاصة بناء جهاز المناعة في جسم الطفل،وهو الجهاز الذي سيتصدى لكل المحاولات في غزو هذا الجسم واصابته بالمرض «3».
وقد أثبتت بحوث كثيرة في عدد من دول العالم، ومنها: نيجيريا وبنجلاديش وسيلان، أن الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم لعامين كاملين،يكونون أكثر صحة وحيوية وأقل عرضة للضعف والمرض وفي المقابل كشفت بحوث أخرى أن الألبان الصناعية سبب رئيسي في إصابة الأطفال بكثير من الأمراض الوبيلة «4».
وتؤكد الأبحاث العلمية أن حليب الأم هو أفضل مادة للوقاية أو لمعالجة عدد كبير من الأمراض الخطيرة أهمها: الأكزيما والربو، وسوء التغذية والهزال والتخلف العقلي، الإسهال والجفاف، الحميات أمراض التمثيل الغذائي والعيوب والتشوهات الخلقية، عيوب القلب الخلقية وهبوط القلب «5»، ومن فوائد الرضاعة الطبيعية أنها تمنع البدانة عن الطفل وكذلك عن الأم التي غالباً ما تسمن عند الحمل، فتأتي الرضعة لتذيب تلك الشحوم وتعيد المرأة إلى وضعها الطبيعي، وتساعد الرضاعة أيضاً في عودة الرحم إلى وضعه الطبيعي بعد افتتاحه بتوسع أثناء الوضع «6».
وللأهمية البالغة للرضاعة في حياة الأطفال، فقد أوجبها على الأم، وأوجب على الأب توفير الغذاء الأمثل للأم حتى تعطي أفضل الحليب وأكثره، وإذا تعذر على الأم إرضاع وليدها لأي سبب، أجاز الإسلام استئجار مرضعة، واعتبر هذه الأم أمه من الرضاعة «وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم» «النساء:32»، ولذلك حث على حسن اختيار هذه الرضعة، وأعطاها حرمة الأم، وجعل كل ما يحرم من النسب يؤدي نفس الحرمة من الرضاع.
وحرم الإسلام على أحد الأبوين فطام الطفل قبل إكمال العامين، ولم يجز ذلك إلا بتشاور الأبوين واتفاقهما على ذلك، لأنهما لا يمكن أن يتفقا على الإضرار بطفلهما «7».
3 حلق شعر رأسه:
من السنن التي شرعها الإسلام حلق رأس الطفل في اليوم السابع أو ما بعده، وقد ورد هذا الأمر في كتب الحديث، وقد ذكر العلماء فوائد لهذا الأمر، أهمها فوائد صحية، ومنها كما قال ابن القيم: تقوية لأصول شعر المولود، وفتح لمسام الرأس، وتقوية لحاسة السمع والبصر والشم، ويسمح بخروج الأبخرة المتصاعدة من بدن الطفل، وقد أكدت بعض الدراسات العلمية الحديثة هذه الأمور «8».
4 التغذية المناسبة:
من حق الطفل على والديه أن يتناول التغذية المناسبة لنموه، بدون تغيير أو تبذير، وتبدأ هذه التغذية وهو ما زال في بطن أمه جنيناً، حيث لا بد للأم من الحصول على التغذية المناسبة، ويحرم عليها الصيام أثناء الحمل والإرضاع، وخاصة لو كانت ضعيفة، ولو ارتكبت خلال فترة الحمل أو الإرضاع ما يوجب العقاب أو الحد الشرعي، فإنها تؤخر إلى فطام الطفل، مراعاة لحقه في الرضاعة الجيدة والتغذية المناسبة «9».
يقول عبدالحميد الهاشمي: ولما كانت حياته، وهو في بطن أمه- متصلة عضوياً بحياتها، فدمه من دمها، وغذاؤه من غذائها، وقلبه متصل عضوياً بقلبها، فإن رعاية الأم في هذه الفترة عامل أساسي في حياة الجنين وسلامته، ولقد أكدت الدراسات النفسية والطبية أن كثيراً من الاضطرابات النفسية وكثيراً من عاهات الأجنة راجع إلى الحالة النفسية للأم خلال فترة حملها، أو راجع إلى ضعفها أو فقد العناصر الغذائية المهمة لها أو إلى أمراض تصيبها حينذاك «01».
وتشديد الإسلام على غذاء الطفل عندما يكون جنيناً، ثم طفلاً صغيراً يعود إلى إن هذه المرحلة هي أحرج مراحل الإنسان، نظراً لتكون كل أجهزة الإنسان في هذه الفترة، وخاصة جهاز المناعة، لكن التغذية هي حق أصيل للطفل حتى بعد هذه الفترة، وإذا قصر الأبوان فإنهما في نظر الإسلام عرضة للمساءلة الدنيوية والأخروية.
وبالنسبة للمساءلة الدنيوية، فقد أدرجها الفقهاء تحت موضوعات عدة، أهمها موضوع النفقة الذي فصله العلماء في كتب الفقه الإسلامي.
ولما كان الإسلام يتفق تماماً مع حقائق العلم، ولأن الإسلام ماجاء إلا لتحقيق المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها، فإن حقائق العلم المرتبطة بالتغذية تؤخذ في الإسلام بالحسبان، مع مراعاة الأعراف ومراعاة الفروق الفردية المرتبطة بالقدرة المالية «11»
5 الكسوة:
الكسوة هي من الزينة التي تبرز محاسن الطفل، وتظهر آثار نعمة الله على عبده، وتقيه من الحر والبرد، ولذلك فإنها من ضمن الحقوق البدنية للطفل على الأب.
وإذا كان أكثر الفقهاء قد أوجبوا الكسوة للعبد على سيده بما لايقل عن ثوبين أحدهما صيفي والآخر شتوي في كل عام، فلاشك أن الأولاد أولى بذلك، مع اختلاف الفقهاء في تقدير الحد الأدنى،وفي كل الأحوال فإن الوسع والعرف يدخلان في تقدير ذلك.
6 السكن:
والسكن الذي يقي من حر النهار وبرد الليل ومن الرياح والأمطار، ومن الأعين، والذي يوفر الأمن ويحفظ الخصوصيات، هو من الواجبات المتعلقة بالأب نحو أبنائه وزوجته، ومن المعلوم أن الواجب هو الذي يثاب فاعله ويعاقب تاركه، مع ملاحظة أن الثواب متفاوت ونسبي، وكذلك العقاب.
وقد اتضح بجلاء من خلال الدراسات التربوية والاجتماعية العلاقة بين السكن الهادئ المريح وبين التحصيل العلمي والاستقرار النفسي والعاطفي.. يقول د.عبدالكريم بكار: إن مما هو ثابت اليوم أن الزحام والإسكان الضيق، يؤثر في عدد كبير من الأطفال، ويعوق أداءهم التربوي«21» ولابد من توافر الشروط الصحية في المسكن، ومنها التهوية والشمس والإضاءة الجيدة.
7 الوقاية من الأمراض ومعالجة الموجود منها:
من واجبات الأبوين وقاية أولادهم من الوقوع فريسة للأمراض، بتجنيبهم أسبابها،وقد رأينا كيف يبدأ الإسلام بهذا الأمر ما قبل الزواج، باختيار شريك العمر الصحيح من الأمراض الوراثية.
وفي مرحلة الحمل يجب على الأم أن تتبع النصائح الطبية الضرورية في المحافظة على سلامة الجنين، وبعد الولادة يستمر هذا الواجب ويتأكد ، ويبدأ الأمر بتشريع الإسلام لما يسمى بالختان.
ورد في الحديث الشريف قوله «صلى الله عليه وسلم » «الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر ، ونتف الآباط» «31»
والختان من حقوق الطفل لما يترتب عليه من آثار وثمار عدة، نقتطف هاهنا ما له دور بالصحة:
الطهارة من احتباس البول في ثنايا القُلْفة، والنظافة من رواسب البول.
الوقاية من الأمراض العديدة، كالالتهابات المزمنة، والتي تسبب السرطان.
التخلص من المفرزات الدهنية والسيلان الشحمي المقزز، والحؤول دون إمكان التفسخ والإنتان، ودون وقوع التهيج الجنسي.
وقاية الطفل من الإصابة بسلس البول الليلي وذلك بسبب انعكاس عصبي مصدره القٌلفة.
التخلص من تخريش جلد القضيب الناتج عن المفرزات الدهنية، مما يجنب المختون الوقوع في خطر الإصابة ببعض الأمراض الجنسية الناتجة عن ذلك.
تجنب إمكانية انسداد فتحة البول جراء عدم الختان، مما قد يتسبب في حدوث فشل كلوي.
المساعدة على إتقان النظافة للعضو الذكري «41»
«وللطفل أيضاً حق على ولي أمره بوقايته من الأمراض وتحصينه ضد الأوبئة، يقول صلى الله عليه وسلم «تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء»«51» .
وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على التداوي عموماً واهتم خصوصاً بالأطفال، وحذّر من يقصرون في معالجة أولادهم، وأرشد إلى بعض الأدوية النافعة بالتجربة لبعض الأمراض «61».
ولأن ما لايتم الواجب إلا به فهو واجب، فإن من حق الطفل الوقاية والتوعية بأساسيات الطب الوقائي.
8 المحافظة على حياته:
قدس الإسلام حياة الإنسان، فاعتبر القرآن أن من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً واعتبر الحديث النبوي أن الإنسان بنيان الله محرماً لهدم هذا البنيان، بل ذهب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى أن هدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من إراقة دم مسلم!
والطفل لايخرج عن هذه الدائرة إلا بكونه أضعف وأكثر براءة، وبالتالي فإن القضاء على حياته أكثر جرماً، ويشتد هذا الجرم إذا كان القاتل أحد الأبوين!
لقد حافظ الإسلام على حياة الطفل،وحذر من التفريط بها بأية صورة من الصور، حيث جفف منابع التفريط بحياة الطفل عند الآباء، قال تعالى «قد خسر الذين... » الانعام:041
وقال تعالى:«ولاتقتلوا أولادكم» الانعام:151 وعن عبدالله بن مسعود قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم «أي الذنب عند الله أكبر؟ قال: ان تجعل لله نداً وهو خلقك. قلت: ثم أي؟ قال: ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك. قلت: ثم أي؟قال: أن تزني بحليلة جارك»«71»
وحرم الإسلام الوأد وحرم الإجهاض، وحرم تحديد النسل إلا للضرورة القصوى، وأوجب اتباع الطرق التي تحافظ على حياة الطفل«81».
9 الرياضة اليومية واللعب:
حث الإسلام على إعطاء الأطفال الحق في اللعب وممارسة الرياضة، قال صلى الله عليه وسلم : «حق الولد على الوالد: أن يعلمه الكتاب، والرمي، والسباحة، وأن يورثه طيباً «91».
ولأهمية اللعب في حياة الأطفال في رؤية الصالحين من الأولين، فإن اخوة يوسف استدرجوا أباهم يعقوب للموافقة لهم على خروج يوسف معهم رغم توجسه خيفة منهم، عندما تحججوا به، كما قال تعالى على ألسنتهم «أرسله معنا غداً يرتع ويلعب وإنا له لحافظون» يوسف:21 أي أن اخوة يوسف أجادوا التحجج باللعب، وهذا يدل على قناعة أبيهم يعقوب بأهمية اللعب للأطفال.
وقد أثبتت الأبحاث العلمية والاجتماعية والنفسية أهمية الألعاب المناسبة لعمر الطفل في المساعدة على نموه الجسماني، ومن ذلك:
يؤدي اللعب إلى تنبيه مراكز معينة في المخ لتزيد من إفراز الهرمون الخاص بنمو وتطور الجسم ولذلك يقل حجم ونمو الطفل الخامل.
يقوي اللعب عضلات الصغير، ويساعد في تناسق حركة أطرافه.
يساعد الأطفال على أن يكونوا اجتماعيين وأكثر قابلية لحل مشاكلهم بأنفسهم، ويكونوا أكثر قدرة على التركيز «02».
ولأهمية اللعب في بناء الجسم إضافة إلى فوائده العقلية والنفسية كما سنأتي فقد جعله الإسلام حقاً من حقوق الطفل، ودعا الرسول «صلى الله عليه وسلم» الأطفال لكي يلعبوا وكذلك فعل سائر السلف الكرام وعلى رأسهم الصحابة العظام، كما ورد في كتب السنن والسير والآثار «12».
01 الرحلات والمخيمات: من حقوق الطفل الواجبة حسب الاستطاعة، الخروج في رحلات سواءً مع الأسرة أو مع أقرانه الطيبين، وتشجيع الولد على الاشتراك في المعسكرات التربوية والكشفية المدرسية والمسجدية وغيرها، لأنها تنمي عنده عدداً من الخصال الطيبة والمطلوبة، ومنها: التدرب على الخشونة، والاعتماد على النفس، والخروج على المألوف، والتدريب على سرعة التكيف مع المفاجآت، والتدريب على أعمال الدفاع المدني «22».
وبالجملة فإن لبناء أجسام الأطفال لابد من توافر عدد من الأسس، وهي حق الطفل في تعلم السباحة والرماية وركوب الخيل، واجراء المسابقات الرياضية، لعب الكبار مع الأطفال، ولعب الأطفال مع بعضهم البعض، فإن للرياضة فوائد كثيرة على صحة الأطفال البدنية والنفسية، وكذلك ممارسة بعض الرياضات الأخرى كالمصارعة والجري، وتعويد الطفل على سنة السواك، واهتمامه بالنظافة وتقليم الأظافر، اتباع السنن النبوية في الأكل والشرب، والنوم على شقه الأيمن تعلم العلاج الطبيعي، النوم بعد العشاء والاستيقاظ المبكر لصلاة الفجر، إبعاد الأطفال عن الطفل المصاب بمرض معد، الرقية الشرعية من العين الحاسدة والجن واتباع طرائق المصطفى «صلى الله عليه وسلم» في العلاج، ورعاية الطفل المريض وعيادته والتخفيف عنه وممارسة الأدوية الواردة فيما صح من الطب النبوي «32».
ولقد أثبت العلم وأثبتت التجارب البشرية وجود علاقة وثيقة بين الصحة البدنية والصحة النفسية، ولذلك فإن للطفل في الجوانب النفسية حقوقاً على الآباء، سنناقشها الأسبوع القادم إن شاء الله.
الهوامش:
1 بتصرف عن: هداية الله الشاش: موسوعة التربية العملية للطفل: ص95،06.
2 محمود سمير المنير: الموسوعة العلمية الحديثة في تربية الأبناء: 1/96 وللدكتور محمد علي البار: تحنيك المولود ومافيه من إعجاز علمي «مكة المكرمة: مجلة الإعجاز العلمي، العدد الرابع».2 انظر : د.نبيل سليم علي: الطفولة ومسؤولية بناء المستقبل: ص65،75.
4 راجع المرجع السابق: ص24،34.
5 راجع المرجع نفسه: ص34،44.
6 بتصرف عن: محمد نور بن عبدالحفيظ سويد: منهج التربية النبوية للطفل: ص27.
7 انظر: المرجع السابق: ص96 37 خديجة النبراوي: موسوعة حقوق الإنسان في الإسلام: ص5474.
8 هداية الله: موسوعة التربية العملية للطفل: ص27، محمود سمير: الموسوعة العلمية: 1.ص96.
9 انظر: خديجة النبراوي: موسوعة حقوق الإنسان: ص72 13، هداية الله: موسوعة التربية العملية: ص3464.
01 عبدالحميد الهاشمي: الرسول العربي المربي: ص611،711.
11 حول أهمية الغذاء، انظر: محمود سمير: الموسوعة العلمية: 2/044944.
21 حول التربية والتعليم: ص96.
31 البخاري: كتاب اللباس، باب تقليم الأظافر «الحديث: 2555».
41 بتصرف عن: هداية الله الشاش: موسوعة التربية العملية: ص17، 27 محمود سمير: الموسوعة العلمية: 1/ص96، 07 محمد سويد: منهج التربية النبوية: ص76 96.
51 هداية الله: موسوعة التربية العملية: ص84 والحديث رواه ابن حبان في صحيحه «الحديث 1606»: 31/624.
61 خديجة النبراوي: موسوعة حقوق الإنسان في الإسلام: ص28،38.
71 البخاري: كتاب التفسير، «حديث 182» مسلم: كتاب الايمان «حديث 031».
81 انظر: د.عماد زهير حافظ: منهج القرآن الكريم في رعاية ضعفاء المجتمع: ص411 121 هداية الله: موسوعة التربية العملية للطفل: ص3464، خديجة النبراوي: موسوعة حقوق الإنسان في الإسلام: ص72 13.
91 اخرجه البيهقي في: السنن الكبرى «01/51» وأبو نعيم في: الحلية «1/481».
02 د.نبيل سليم علي: الطفولة ص021.
12 انظر: خديجة النبراوي: موسوعة حقوق الإنسان في الإسلام: ص08 28.
22 محمود سمير: الموسوعة العلمية الحديثة: 1/ص884 094.
32 للمزيد انظر: محمد سويد: منهج التربية النبوية للطفل: ص702 612، 142 ومابعدها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.