صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحقوق الجسمية والصحية للطفل في الإسلام
نشر في الجمهورية يوم 25 - 07 - 2008

منذ أن يختار الإنسان زوجه لابد أن يضع في اعتباره حق طفله في جسم صحيح وخال من الأمراض،من خلال الكشف الطبي لتجنب الأمراض الوراثية،ومن هنا أيضاً جاء تكريه الشرع الإسلامي لزواج الأقارب، لأنه مظنة ضعف وليد المستقبل، ولأنه يوفر الأرضية الخصبة لاستنبات بعض الأمراض الوراثية،إضافة إلى مراعاة اعتبارات اجتماعية ليس مكانها هنا.
ويمكن تلخيص حقوق الطفل في هذا الميدان على النحو التالي:
1 التحنيك :
ثبت في السنة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته كانوا يحنكون المواليد في الدقائق أو الساعات الأولى، وهو قيام الأب أو من يراه من الصالحين بمضغ كمية قليلة من التمر الجيد ثم وضعها برفق داخل فم الجنين.
وقد أثبت العلم الحديث أن التحنيك له فوائد جمة،أهمها:
وقاية الطفل من خطر الموت إما بسبب نقص السكر في الدم،أو انخفاض درجة حرارة الجسم عند التعرض للجو البارد المحيط بهم.
وقاية الطفل وخاصة ناقص النمو من أمراض خطيرة جداً بسبب نقص السكر في الدم،إذ أن التمر يحتوي على سكر الجلوكوز بكميات وافرة،وخاصة بعد إذابته بالريق الذي يحتوي على إنزيمات خاصة تحول السكر الثنائي «السكروز» إلى سكر أحادي.
تقوية عضلات الفم بحركة اللسان مع الحنك والفكين،حتى يتهيأ المولود للقم الثدي وامتصاص اللبن بطريقة جيدة.
المساعدة في الهضم،وتحريك الدم،وفي التهييج الغريزي لآلية البلع والرضاع.
المساعدة في إعطاء الفم الشكل الطبيعي،لتهيئة الطفل من أجل إخراج الحروف من مخارجها الطبيعية عندما يبدأ في الكلام «1».
لفت الأنظار إلى أهمية التمر كغذاء رئيسي للتنشئة السليمة«2».
2 الإرضاع:
أوجب الله على الوالدين إرضاع الطفل عامين كاملين بعد الولادة،قال تعالى والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين.. «البقرة:332»،وقد فصلت كتب الفقه الأحكام المرتبطة بالرضاعة،ومهما اختلفت التفاصيل، فإن القارئ سيدرك بجلاء مدى اهتمام علماء المسلمين بحق الطفل في الرضاعة،وسيعرف أهميتها في بناء صحة سوية،وهذا ما أكدته البحوث العلمية،حيث أماطت اللثام عن صورة من صور الإعجاز العلمي والتشريعي في القرآن.
لقد ثبت علمياً أن اللبن الموجود في ثدي الأم عند الولادة ويسمى «اللبأ» هام جداً لبناء الجسم وخلاياه،وخاصة بناء جهاز المناعة في جسم الطفل،وهو الجهاز الذي سيتصدى لكل المحاولات في غزو هذا الجسم واصابته بالمرض «3».
وقد أثبتت بحوث كثيرة في عدد من دول العالم، ومنها: نيجيريا وبنجلاديش وسيلان، أن الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم لعامين كاملين،يكونون أكثر صحة وحيوية وأقل عرضة للضعف والمرض وفي المقابل كشفت بحوث أخرى أن الألبان الصناعية سبب رئيسي في إصابة الأطفال بكثير من الأمراض الوبيلة «4».
وتؤكد الأبحاث العلمية أن حليب الأم هو أفضل مادة للوقاية أو لمعالجة عدد كبير من الأمراض الخطيرة أهمها: الأكزيما والربو، وسوء التغذية والهزال والتخلف العقلي، الإسهال والجفاف، الحميات أمراض التمثيل الغذائي والعيوب والتشوهات الخلقية، عيوب القلب الخلقية وهبوط القلب «5»، ومن فوائد الرضاعة الطبيعية أنها تمنع البدانة عن الطفل وكذلك عن الأم التي غالباً ما تسمن عند الحمل، فتأتي الرضعة لتذيب تلك الشحوم وتعيد المرأة إلى وضعها الطبيعي، وتساعد الرضاعة أيضاً في عودة الرحم إلى وضعه الطبيعي بعد افتتاحه بتوسع أثناء الوضع «6».
وللأهمية البالغة للرضاعة في حياة الأطفال، فقد أوجبها على الأم، وأوجب على الأب توفير الغذاء الأمثل للأم حتى تعطي أفضل الحليب وأكثره، وإذا تعذر على الأم إرضاع وليدها لأي سبب، أجاز الإسلام استئجار مرضعة، واعتبر هذه الأم أمه من الرضاعة «وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم» «النساء:32»، ولذلك حث على حسن اختيار هذه الرضعة، وأعطاها حرمة الأم، وجعل كل ما يحرم من النسب يؤدي نفس الحرمة من الرضاع.
وحرم الإسلام على أحد الأبوين فطام الطفل قبل إكمال العامين، ولم يجز ذلك إلا بتشاور الأبوين واتفاقهما على ذلك، لأنهما لا يمكن أن يتفقا على الإضرار بطفلهما «7».
3 حلق شعر رأسه:
من السنن التي شرعها الإسلام حلق رأس الطفل في اليوم السابع أو ما بعده، وقد ورد هذا الأمر في كتب الحديث، وقد ذكر العلماء فوائد لهذا الأمر، أهمها فوائد صحية، ومنها كما قال ابن القيم: تقوية لأصول شعر المولود، وفتح لمسام الرأس، وتقوية لحاسة السمع والبصر والشم، ويسمح بخروج الأبخرة المتصاعدة من بدن الطفل، وقد أكدت بعض الدراسات العلمية الحديثة هذه الأمور «8».
4 التغذية المناسبة:
من حق الطفل على والديه أن يتناول التغذية المناسبة لنموه، بدون تغيير أو تبذير، وتبدأ هذه التغذية وهو ما زال في بطن أمه جنيناً، حيث لا بد للأم من الحصول على التغذية المناسبة، ويحرم عليها الصيام أثناء الحمل والإرضاع، وخاصة لو كانت ضعيفة، ولو ارتكبت خلال فترة الحمل أو الإرضاع ما يوجب العقاب أو الحد الشرعي، فإنها تؤخر إلى فطام الطفل، مراعاة لحقه في الرضاعة الجيدة والتغذية المناسبة «9».
يقول عبدالحميد الهاشمي: ولما كانت حياته، وهو في بطن أمه- متصلة عضوياً بحياتها، فدمه من دمها، وغذاؤه من غذائها، وقلبه متصل عضوياً بقلبها، فإن رعاية الأم في هذه الفترة عامل أساسي في حياة الجنين وسلامته، ولقد أكدت الدراسات النفسية والطبية أن كثيراً من الاضطرابات النفسية وكثيراً من عاهات الأجنة راجع إلى الحالة النفسية للأم خلال فترة حملها، أو راجع إلى ضعفها أو فقد العناصر الغذائية المهمة لها أو إلى أمراض تصيبها حينذاك «01».
وتشديد الإسلام على غذاء الطفل عندما يكون جنيناً، ثم طفلاً صغيراً يعود إلى إن هذه المرحلة هي أحرج مراحل الإنسان، نظراً لتكون كل أجهزة الإنسان في هذه الفترة، وخاصة جهاز المناعة، لكن التغذية هي حق أصيل للطفل حتى بعد هذه الفترة، وإذا قصر الأبوان فإنهما في نظر الإسلام عرضة للمساءلة الدنيوية والأخروية.
وبالنسبة للمساءلة الدنيوية، فقد أدرجها الفقهاء تحت موضوعات عدة، أهمها موضوع النفقة الذي فصله العلماء في كتب الفقه الإسلامي.
ولما كان الإسلام يتفق تماماً مع حقائق العلم، ولأن الإسلام ماجاء إلا لتحقيق المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها، فإن حقائق العلم المرتبطة بالتغذية تؤخذ في الإسلام بالحسبان، مع مراعاة الأعراف ومراعاة الفروق الفردية المرتبطة بالقدرة المالية «11»
5 الكسوة:
الكسوة هي من الزينة التي تبرز محاسن الطفل، وتظهر آثار نعمة الله على عبده، وتقيه من الحر والبرد، ولذلك فإنها من ضمن الحقوق البدنية للطفل على الأب.
وإذا كان أكثر الفقهاء قد أوجبوا الكسوة للعبد على سيده بما لايقل عن ثوبين أحدهما صيفي والآخر شتوي في كل عام، فلاشك أن الأولاد أولى بذلك، مع اختلاف الفقهاء في تقدير الحد الأدنى،وفي كل الأحوال فإن الوسع والعرف يدخلان في تقدير ذلك.
6 السكن:
والسكن الذي يقي من حر النهار وبرد الليل ومن الرياح والأمطار، ومن الأعين، والذي يوفر الأمن ويحفظ الخصوصيات، هو من الواجبات المتعلقة بالأب نحو أبنائه وزوجته، ومن المعلوم أن الواجب هو الذي يثاب فاعله ويعاقب تاركه، مع ملاحظة أن الثواب متفاوت ونسبي، وكذلك العقاب.
وقد اتضح بجلاء من خلال الدراسات التربوية والاجتماعية العلاقة بين السكن الهادئ المريح وبين التحصيل العلمي والاستقرار النفسي والعاطفي.. يقول د.عبدالكريم بكار: إن مما هو ثابت اليوم أن الزحام والإسكان الضيق، يؤثر في عدد كبير من الأطفال، ويعوق أداءهم التربوي«21» ولابد من توافر الشروط الصحية في المسكن، ومنها التهوية والشمس والإضاءة الجيدة.
7 الوقاية من الأمراض ومعالجة الموجود منها:
من واجبات الأبوين وقاية أولادهم من الوقوع فريسة للأمراض، بتجنيبهم أسبابها،وقد رأينا كيف يبدأ الإسلام بهذا الأمر ما قبل الزواج، باختيار شريك العمر الصحيح من الأمراض الوراثية.
وفي مرحلة الحمل يجب على الأم أن تتبع النصائح الطبية الضرورية في المحافظة على سلامة الجنين، وبعد الولادة يستمر هذا الواجب ويتأكد ، ويبدأ الأمر بتشريع الإسلام لما يسمى بالختان.
ورد في الحديث الشريف قوله «صلى الله عليه وسلم » «الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر ، ونتف الآباط» «31»
والختان من حقوق الطفل لما يترتب عليه من آثار وثمار عدة، نقتطف هاهنا ما له دور بالصحة:
الطهارة من احتباس البول في ثنايا القُلْفة، والنظافة من رواسب البول.
الوقاية من الأمراض العديدة، كالالتهابات المزمنة، والتي تسبب السرطان.
التخلص من المفرزات الدهنية والسيلان الشحمي المقزز، والحؤول دون إمكان التفسخ والإنتان، ودون وقوع التهيج الجنسي.
وقاية الطفل من الإصابة بسلس البول الليلي وذلك بسبب انعكاس عصبي مصدره القٌلفة.
التخلص من تخريش جلد القضيب الناتج عن المفرزات الدهنية، مما يجنب المختون الوقوع في خطر الإصابة ببعض الأمراض الجنسية الناتجة عن ذلك.
تجنب إمكانية انسداد فتحة البول جراء عدم الختان، مما قد يتسبب في حدوث فشل كلوي.
المساعدة على إتقان النظافة للعضو الذكري «41»
«وللطفل أيضاً حق على ولي أمره بوقايته من الأمراض وتحصينه ضد الأوبئة، يقول صلى الله عليه وسلم «تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء»«51» .
وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على التداوي عموماً واهتم خصوصاً بالأطفال، وحذّر من يقصرون في معالجة أولادهم، وأرشد إلى بعض الأدوية النافعة بالتجربة لبعض الأمراض «61».
ولأن ما لايتم الواجب إلا به فهو واجب، فإن من حق الطفل الوقاية والتوعية بأساسيات الطب الوقائي.
8 المحافظة على حياته:
قدس الإسلام حياة الإنسان، فاعتبر القرآن أن من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً واعتبر الحديث النبوي أن الإنسان بنيان الله محرماً لهدم هذا البنيان، بل ذهب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى أن هدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من إراقة دم مسلم!
والطفل لايخرج عن هذه الدائرة إلا بكونه أضعف وأكثر براءة، وبالتالي فإن القضاء على حياته أكثر جرماً، ويشتد هذا الجرم إذا كان القاتل أحد الأبوين!
لقد حافظ الإسلام على حياة الطفل،وحذر من التفريط بها بأية صورة من الصور، حيث جفف منابع التفريط بحياة الطفل عند الآباء، قال تعالى «قد خسر الذين... » الانعام:041
وقال تعالى:«ولاتقتلوا أولادكم» الانعام:151 وعن عبدالله بن مسعود قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم «أي الذنب عند الله أكبر؟ قال: ان تجعل لله نداً وهو خلقك. قلت: ثم أي؟ قال: ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك. قلت: ثم أي؟قال: أن تزني بحليلة جارك»«71»
وحرم الإسلام الوأد وحرم الإجهاض، وحرم تحديد النسل إلا للضرورة القصوى، وأوجب اتباع الطرق التي تحافظ على حياة الطفل«81».
9 الرياضة اليومية واللعب:
حث الإسلام على إعطاء الأطفال الحق في اللعب وممارسة الرياضة، قال صلى الله عليه وسلم : «حق الولد على الوالد: أن يعلمه الكتاب، والرمي، والسباحة، وأن يورثه طيباً «91».
ولأهمية اللعب في حياة الأطفال في رؤية الصالحين من الأولين، فإن اخوة يوسف استدرجوا أباهم يعقوب للموافقة لهم على خروج يوسف معهم رغم توجسه خيفة منهم، عندما تحججوا به، كما قال تعالى على ألسنتهم «أرسله معنا غداً يرتع ويلعب وإنا له لحافظون» يوسف:21 أي أن اخوة يوسف أجادوا التحجج باللعب، وهذا يدل على قناعة أبيهم يعقوب بأهمية اللعب للأطفال.
وقد أثبتت الأبحاث العلمية والاجتماعية والنفسية أهمية الألعاب المناسبة لعمر الطفل في المساعدة على نموه الجسماني، ومن ذلك:
يؤدي اللعب إلى تنبيه مراكز معينة في المخ لتزيد من إفراز الهرمون الخاص بنمو وتطور الجسم ولذلك يقل حجم ونمو الطفل الخامل.
يقوي اللعب عضلات الصغير، ويساعد في تناسق حركة أطرافه.
يساعد الأطفال على أن يكونوا اجتماعيين وأكثر قابلية لحل مشاكلهم بأنفسهم، ويكونوا أكثر قدرة على التركيز «02».
ولأهمية اللعب في بناء الجسم إضافة إلى فوائده العقلية والنفسية كما سنأتي فقد جعله الإسلام حقاً من حقوق الطفل، ودعا الرسول «صلى الله عليه وسلم» الأطفال لكي يلعبوا وكذلك فعل سائر السلف الكرام وعلى رأسهم الصحابة العظام، كما ورد في كتب السنن والسير والآثار «12».
01 الرحلات والمخيمات: من حقوق الطفل الواجبة حسب الاستطاعة، الخروج في رحلات سواءً مع الأسرة أو مع أقرانه الطيبين، وتشجيع الولد على الاشتراك في المعسكرات التربوية والكشفية المدرسية والمسجدية وغيرها، لأنها تنمي عنده عدداً من الخصال الطيبة والمطلوبة، ومنها: التدرب على الخشونة، والاعتماد على النفس، والخروج على المألوف، والتدريب على سرعة التكيف مع المفاجآت، والتدريب على أعمال الدفاع المدني «22».
وبالجملة فإن لبناء أجسام الأطفال لابد من توافر عدد من الأسس، وهي حق الطفل في تعلم السباحة والرماية وركوب الخيل، واجراء المسابقات الرياضية، لعب الكبار مع الأطفال، ولعب الأطفال مع بعضهم البعض، فإن للرياضة فوائد كثيرة على صحة الأطفال البدنية والنفسية، وكذلك ممارسة بعض الرياضات الأخرى كالمصارعة والجري، وتعويد الطفل على سنة السواك، واهتمامه بالنظافة وتقليم الأظافر، اتباع السنن النبوية في الأكل والشرب، والنوم على شقه الأيمن تعلم العلاج الطبيعي، النوم بعد العشاء والاستيقاظ المبكر لصلاة الفجر، إبعاد الأطفال عن الطفل المصاب بمرض معد، الرقية الشرعية من العين الحاسدة والجن واتباع طرائق المصطفى «صلى الله عليه وسلم» في العلاج، ورعاية الطفل المريض وعيادته والتخفيف عنه وممارسة الأدوية الواردة فيما صح من الطب النبوي «32».
ولقد أثبت العلم وأثبتت التجارب البشرية وجود علاقة وثيقة بين الصحة البدنية والصحة النفسية، ولذلك فإن للطفل في الجوانب النفسية حقوقاً على الآباء، سنناقشها الأسبوع القادم إن شاء الله.
الهوامش:
1 بتصرف عن: هداية الله الشاش: موسوعة التربية العملية للطفل: ص95،06.
2 محمود سمير المنير: الموسوعة العلمية الحديثة في تربية الأبناء: 1/96 وللدكتور محمد علي البار: تحنيك المولود ومافيه من إعجاز علمي «مكة المكرمة: مجلة الإعجاز العلمي، العدد الرابع».2 انظر : د.نبيل سليم علي: الطفولة ومسؤولية بناء المستقبل: ص65،75.
4 راجع المرجع السابق: ص24،34.
5 راجع المرجع نفسه: ص34،44.
6 بتصرف عن: محمد نور بن عبدالحفيظ سويد: منهج التربية النبوية للطفل: ص27.
7 انظر: المرجع السابق: ص96 37 خديجة النبراوي: موسوعة حقوق الإنسان في الإسلام: ص5474.
8 هداية الله: موسوعة التربية العملية للطفل: ص27، محمود سمير: الموسوعة العلمية: 1.ص96.
9 انظر: خديجة النبراوي: موسوعة حقوق الإنسان: ص72 13، هداية الله: موسوعة التربية العملية: ص3464.
01 عبدالحميد الهاشمي: الرسول العربي المربي: ص611،711.
11 حول أهمية الغذاء، انظر: محمود سمير: الموسوعة العلمية: 2/044944.
21 حول التربية والتعليم: ص96.
31 البخاري: كتاب اللباس، باب تقليم الأظافر «الحديث: 2555».
41 بتصرف عن: هداية الله الشاش: موسوعة التربية العملية: ص17، 27 محمود سمير: الموسوعة العلمية: 1/ص96، 07 محمد سويد: منهج التربية النبوية: ص76 96.
51 هداية الله: موسوعة التربية العملية: ص84 والحديث رواه ابن حبان في صحيحه «الحديث 1606»: 31/624.
61 خديجة النبراوي: موسوعة حقوق الإنسان في الإسلام: ص28،38.
71 البخاري: كتاب التفسير، «حديث 182» مسلم: كتاب الايمان «حديث 031».
81 انظر: د.عماد زهير حافظ: منهج القرآن الكريم في رعاية ضعفاء المجتمع: ص411 121 هداية الله: موسوعة التربية العملية للطفل: ص3464، خديجة النبراوي: موسوعة حقوق الإنسان في الإسلام: ص72 13.
91 اخرجه البيهقي في: السنن الكبرى «01/51» وأبو نعيم في: الحلية «1/481».
02 د.نبيل سليم علي: الطفولة ص021.
12 انظر: خديجة النبراوي: موسوعة حقوق الإنسان في الإسلام: ص08 28.
22 محمود سمير: الموسوعة العلمية الحديثة: 1/ص884 094.
32 للمزيد انظر: محمد سويد: منهج التربية النبوية للطفل: ص702 612، 142 ومابعدها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.