سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نائب الرئيس : حضرموت هي التاريخ .. والأعمال الإرهابية لن تؤثر على سير عجلة التطور والبناء حضر لقاءً موسعاً في المكلا ووضع حجر الأساس لمشروع مطاحن وصوامع الغلال
حضر الأخ عبدربه منصور هادي - نائب رئيس الجمهورية - صباح أمس في مدينة المكلا بقاعة بلفقيه، اللقاء الموسع، الذي ضم الإخوة وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري ومحافظ محافظة حضرموت سالم أحمد الخنبشي والأمين العام للمجلس المحلي سعيد بايمين وعضوَي مجلس النواب سعيد باحقيبة ومحمد بن مالك ورئيس جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا الدكتور أحمد عمر بامشموس، وعدداً من المشائخ والعلماء والأعيان والشخصيات الاجتماعية، وحشد كبير من أبناء المحافظة، وممثلي منظمات المجتمع المدني من نقابات وهيئات وجمعيات وأحزاب حيث تحدث الأخ نائب رئيس الجمهورية، معرباً عن سروره لحضور هذا اللقاء الجامع الذي يعبّر عن الحميمية والانسجام الرائع... وقال: يسرني في هذا اللقاء أن أنقل إليكم تحايا فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية. وأشار نائب رئيس الجمهورية إلى أن زيارته للمحافظة تستهدف المتابعة والاطلاع على سير العمل ومستوى الإنجاز في مختلف مجالات التنمية... وتأكيداً على أن الأعمال الإرهابية سوف لن تؤثر - كما يحلم هؤلاء الإرهابيون - على سير عجلة التطور والبناء، فحضرموت هي التاريخ، وهي العلم، وهي الفتوحات الإسلامية بالقدوة الحسنة، ووصل أبناؤها الفاتحون إلى أقاصي شرق آسيا وأفريقيا بالكلمة الحسنة والقدوة الطيبة وبالمفهوم الإسلامي الصحيح. وأكد الأخ عبدربه منصور هادي أن اليمن الجديد هو يمن الوحدة والنظام الجمهوري والنهج الديمقراطي، ولا يستطيع كائنٌ من كان أن يؤثر أو يتخطّى النظام والقانون، ولا يستطيع مطلقاً، بل ولن نسمح ولن يسمح الشعب اليمني بكل شرائحه وفئاته، بالمساس بهذه الثوابت والقواعد، ويجب أن نغرس في نفوس أبنائنا أن الوحدة راسخة، وأن الأمن والاستقرار مستتب، وفي ظل راية الوحدة تحققت مكاسب ومنجزات كبيرة جداً على مختلف صعد الحياة. وتساءل الأخ نائب رئيس الجمهورية: ماذا كان في الماضي، في ظل التشطير والشتات؟!، لا طرق، ولا اتصالات، ولا صحة، ولا مدارس، ولا كهرباء، وكل جوانب البنى التحتية لا يوجد منها ما يلبي الحاجة... واليوم كل مديرية لا تنعدم فيها الطريق، ولا الاتصالات، ولا مرافق التربية والتعليم، ولا الصحة وكل ما يتصل بالبنية التحتية، وهذه في الحقيقة من نعمة الوحدة والأمن والاستقرار، والمستقبل سيشهد المزيد والمزيد من التطورات النهضوية في مختلف جوانبها. ونوّه الأخ نائب الرئيس بما يشهده العالم اليوم من تكتلات اقتصادية واعتمالات متطورة وغير عادية، وما نحتاج إليه هو اليقظة والمتابعة والإنجاز والتكاتف والتكامل، ويأتي في مقدمة ذلك الحذر من هذا النفر الإرهابي الشيطاني الذي يهدف إلى عرقلة النجاحات المحققة في جوانب الاستثمار والتجارة والصناعة. وأشاد الأخ نائب الرئيس - في هذا الصدد - بتعاون أبناء المجتمع مع المؤسسات الأمنية وذلك لملاحقة أي مشتبه.. مستغرباً كيفية تكوين القناعات على هذا النحو من المسخ اللامعقول. مؤكداً أن هذه الجماعة مُختلَقة من الاستخبارات الأجنبية بهدف تشويه الصورة الحقيقية والواضحة لديننا الإسلامي الحنيف. وتطرق الأخ نائب الرئيس إلى ما ارتكبوه من جرمٍ في حق السائح الآمن... وقال: ما هي النتيجة؟ تعطيل الفنادق، تعطيل إيجارات السيارات، وتعطيل التجارة والاستثمار، بالإضافة إلى الإساءة لسمعة اليمن. وكان الأخ محافظ المحافظة سالم الخنبشي قد ألقى كلمة عبّر فيها عن تقديره الكبير لحضور الأخ نائب رئيس الجمهورية هذا اللقاء الموسع مع علماء ومشائخ وشخصيات اجتماعية ووجهاء محافظة حضرموت، الذين عبّروا عن إدانتهم الشديدة للأفعال الإجرامية الإرهابية والتي أزعجت كل الناس في المحافظة. وأكد الأخ المحافظ أن النشاطات التنموية والاستثمارية تمضي بصورة حثيثة نحو الإنجاز والإنتاج كما هو مخطط ومرسوم لها.. وأشار إلى أن ذلكم النفر الإرهابي لن يؤثروا على عملية التنمية، وسيظلون مُلاحَقين إلى حين مثولهم في قفص الاتهام، أو القضاء عليهم في وكرهم الجبان. وأشاد بما حققته قوات الأمن من نجاحات مشهودة في القضاء على من أحاط بهم الله، وملاحقة من تبقى منهم أينما كانت جحورهم وأوكارهم. كما ألقى الإخوة: رئيس المخيمات الصيفية في ساحل حضرموت عبدالسلام باعبود، وفايزة بامطرف عن المرأة، وأحمد بامعشوق، ممثل المجلس الوطني للمعارضة في حضرموت، كلمات أدانت جميعها الحادث الإجرامي الذي ارتكبه أحد أفراد تنظيم القاعدة الإرهابية... مؤكدين التعاون الكامل والمطلق مع قوات الأمن في ملاحقة أي مشتبه من هذا الصنف الجبان الخبيث. ونوهوا إلى الأهداف المشبوهة التي ينفذها هؤلاء المجرمون... كما أكدوا ضرورة مراقبة تربية الأبناء وسلوكياتهم، فالأسرة مسئولة عن أبنائها، والمدرسة مسئولة عن طلابها من أجل حصر هذه الأفكار المدمرة والقضاء عليها في مهدها. هذا وقد صدر عن منظمات المجتمع المدني في محافظة حضرموت البيان التالي: «تعبّر منظمات المجتمع المدني والأحزاب والتنظيمات السياسية والعلماء والمشائخ والشخصيات الاجتماعية ووجهاء وأعيان محافظة حضرموت، عن الشجب والاستنكار الكامل والإدانة المطلقة للأعمال الإرهابية التي شهدتها المحافظة مؤخراً من قبل شرذمة من جماعة تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي استهدف الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع بصورة بشعة لا يرضاها دين ولا شرع وتتنافى مع أخلاق وقيم مجتمعنا وديننا الإسلامي الحنيف.. دين الإسلام والمحبة والتراحم. إن أبناء حضرموت، الذين كان لهم شرف نشر الإسلام في شرق آسيا وشرق أفريقيا بالقدوة والموعظة الحسنة والسلوك الحضاري، ليأبون أن تُستخدم أساليب العنف والقتل والترهيب باسم الإسلام. إننا حاملو راية الوسطية والاعتدال، ودعاة المحبة والتراحم والتآخي، نرفض كل أشكال التطرف والغلو.. وندعو كل أبنائنا وأبناء الوطن للوقوف إلى جانب الدولة وأجهزتها الأمنية للتصدي لكل من تسوّل له نفسه في النيل من الأمن والاستقرار، وإقلاق الناس في وطن الأمن والحكمة اليمانية.. وندعو إلى تضافر الجهود للقضاء على هذه الظاهرة واجتثاثها من حضرموت وكل أرجاء اليمن. إن هذه الأعمال الإجرامية تترك آثاراً مدمرة على التنمية والاستثمار في المحافظة، وتعرقل كل ما من شأنه فتح آفاق رحبة أمام التطور والنمو، وبالتالي تتسبب في المزيد من البطالة وتأخر النمو الاقتصادي والشلل الكامل للعملية التنموية، الأمر الذي يؤثر سلباً على كل أبناء المحافظة والوطن بصورة عامة. إن أبناء محافظة حضرموت، وهم يستنكرون هذه الأعمال الإجرامية، يستشعرون المسئولية تجاه ما يحدث، ويدعون الآباء والعلماء والوجهاء والأعيان والمشائخ إلى تحمل مسئولياتهم تجاه أبنائهم، أبنائنا من شباب حضرموت الذين استهدفتهم هذه الفتنة الضالة، واستطاعت أن تستميل نفراً منهم، تستغلهم لتنفيذ مخططاتها التآمرية ضد أمن واستقرار حضرموت والوطن.. لذا فإننا مطالبون بتحري الحيطة والحذر من وقوع أبنائنا في هذه المصائد.. وعلينا توعيتهم وتنبيههم وزرع الثقة والمحبة في نفوسهم لتحصينهم ضد الأفكار الهدامة والإجرامية. إننا في محافظة حضرموت بمختلف شرائحنا وفئاتنا واتجاهاتنا نعلن وقوفنا صفاً واحداً إلى جانب الدولة وأجهزتها الأمنية في الدفاع عن أمننا واستقرارنا وطمأنينتنا.. في الدفاع عن أطفالنا.. في الدفاع عن عقيدتنا السمحاء التي يحاولون تشويهها.. في الدفاع عن السمات الحضارية التي اتسمنا ونتسم بها.. في الدفاع عن كل شيء جميل زرعه آباؤنا وأجدادنا، ونسقيه بعرقنا ودمائنا. نتوجه بالتحية والعرفان لباني يمن الوحدة.. رائد نهضة حضرموت، وعنوان تطورها، فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية «حفظه الله ورعاه».. ونعاهده بأن أبناء حضرموت سيظلون كما عهدهم حملة مشعل التنوير وروّاد الوسطية والاعتدال، أوفياء لوحدة الوطن وأمنه واستقراره وتطوره... إن هؤلاء النفر من المغرر بهم لا يمثلون حضرموت، ولا أبناءها الطيبون.. فسواعد البناء لا يمكن لها أن تكون معول الهدم». إلى ذلك حضر الأخ عبدربه منصور هادي - نائب رئيس الجمهورية - صباح أمس، الاجتماع الاستثنائي للمجلس المحلي لمحافظة حضرموت، الذي يناقش مشروعَي الموازنة المالية والخطة الاستثمارية للمحافظة للعام 2009م. وفي الاجتماع تحدث الأخ نائب رئيس الجمهورية عن أهمية دور المجلس المحلي في التخطيط والتنفيذ ومراقبة الأداء، على أساس أن المجلس المحلي هو المتلمس الأساسي للأوضاع بصورتها الطبيعية وطبيعة الاحتياجات عن كثب، خصوصاً ما يتصل منها بالبنى التحتية، التي تعتبر حجر الزاوية في رفع مستوى الإنسان معيشياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وفي مختلف نواحي الحياة. وقال الأخ نائب رئيس الجمهورية: لابد من الجدية والتحري في كافة خطوات العمل التخطيط، وذلك هو الطريق الفعلي لتوسيع صلاحيات المجالس المحلية وإنهاء المركزية المفرطة. وأشار إلى أن العضو في المجلس المحلي يجب أن ينظر إلى الأمور بكل موضوعية بعيداً عن المحاباة أو المجاملة أو العطف أو التسرع في اتخاذ القرار. وقال: إن الابتعاد عن هذه المؤثرات سيجعل بالضرورة القرار سليماً ومبنيّاً على أسس واقعية بما يعود بالفائدة والنفع الوفير وتلبية المتطلبات بصورة سليمة. وكان الأخ محافظ المحافظة أحمد سالم الخنبشي قد استعرض في كلمة له المهام المنجزة للمجلس المحلي للمحافظة، وكيفية تجربته في الفترة الماضية... مشيراً إلى مهام المجلس في الفترة القادمة. حضر الاجتماع وكيل وزارة الإدارة المحلية لقطاع الشؤون الإدارية محمد منصور زمام، ووكيل المحافظة لشؤون مديريات الساحل عوض عبدالله حاتم، ووكيل المحافظة المساعد علي باهيصمي، ومدير الأمن العميد أحمد الحامدي. وفي مدينة المكلا قام الأخ عبدربه منصور هادي - نائب رئيس الجمهورية - أمس بوضع حجر الأساس لمشروع مطاحن وصوامع الغلال بجوار ميناء المكلا، وذلك على مساحة قدرها 120 متراً في 45 متراً، ويرتكز المبنى على أساس رأسي بحدود سبعة طوابق. واستمع نائب رئيس الجمهورية من رئيس مجموعة بن هلابي الأخ فارس الهلابي إلى إيضاحات حول مكونات المشروع وحجمه وتكلفته الاستثمارية البالغة ثلاثين مليون دولار، وبقدرة استيعابية تتجاوز خمسة وأربعين ألف طن، وبمخزون استراتيجي لمحافظة حضرموت يكفي لثلاثة أشهر في المرحلة الأولى، وبشبكة مترابطة للصوامع والمطاحن تبلغ مساحتها 4500 متر مربع. ويأتي هذا المشروع الحيوي ضمن الاستثمارات الوطنية بالشراكة مع شركات أندنوسية، وتلبية لاحتياجات السوق في هذا الجانب الاستراتيجي. واطلع الأخ نائب رئيس الجمهورية على الخرائط والتصاميم الخاصة بالمشروع... مبدياً ارتياحه لمثل هذه النشاطات التي يبذلها القطاع الخاص في محافظة حضرموت. بعد ذلك قام الأخ عبدربه منصور بزيارة للموقع الجديد لميناء المكلا المقترح إنشاؤه... متفقداً طبيعة الموقع ومواصفاته الجغرافية من حيث العمق ورحابة المكان. واستمع من مدير عام المديرية الأخ حسين باداهية إلى شرح حول تلك العوامل من مختلف جوانبها. هذا وقد عاد مساء أمس الأخ عبدربه منصور هادي - نائب رئيس الجمهورية - إلى العاصمة صنعاء بعد زيارة لمحافظة حضرموت، شملت مناطق مديريات الوادي والصحراء، وكذلك مدينة المكلا، حيث التقى المسؤولين في قيادة المحافظة وأعضاء المجالس المحلية والعلماء والمشائخ والأعيان والقيادات العسكرية والأمنية... وقد رافقه في زيارته وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري.